المغرب يستعد لمؤتمر المناخ.. وتوقع حضور 25 ألف شخص

الرباط تسعى ليكون مناسبة للمرور إلى تفعيل مقتضيات اتفاق باريس

المغرب يستعد لمؤتمر المناخ.. وتوقع حضور 25 ألف شخص
TT

المغرب يستعد لمؤتمر المناخ.. وتوقع حضور 25 ألف شخص

المغرب يستعد لمؤتمر المناخ.. وتوقع حضور 25 ألف شخص

كشف المغرب عن ترتيبات عقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 22»، المقرر تنظيمه في مراكش بين 7 و18 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والذي عده المنظمون أكبر حدث في تاريخ المغرب المعاصر.
ويسعى المغرب ليكون مؤتمر المناخ المقبل مناسبة للمرور إلى تفعيل مقتضيات اتفاق باريس حول التغيرات المناخية، الذي تم التوقيع عليه من نحو 165 دولة في 22 أبريل (نيسان) الحالي في نيويورك.
وكشف الفريق المكلف بتنظيم المؤتمر، مساء أول من أمس، في لقاء مع وسائل الإعلام، عقد بمقر وزارة الخارجية بالرباط، أنه ينسق بشكل متواصل مع الرئاسة الفرنسية لمؤتمر «كوب 21» والسكرتارية التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطار، بشأن التغيرات المناخية من أجل إنجاح هذا الحدث العالمي، المتوقع أن يحضره بين 20 و25 ألف مشارك من أعلى مستوى.
وأطلقت الحكومة المغربية صندوقًا خاصًا لتمويل قمة المناخ، سيشرف عليه وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، رئيس لجنة الإشراف على تنظيم المؤتمر، بميزانية تبلغ 300 مليون درهم (30 مليون دولار)، في حين تصل الموازنة الإجمالية إلى 800 مليون درهم (80 مليون دولار) ستساهم فيها أطراف عدة.
وقال صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، الذي غاب عن اللقاء لوجوده مع الملك محمد السادس في قطر، إنه «إذا كان مؤتمر (كوب 21) حافلا بالقرارات، فإن مؤتمر (كوب 22) سيكون مؤتمر العمل والتنفيذ»، مشيرا في كلمته التي تلاها نيابة عنه عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات والمندوب العام للمؤتمر، إلى أن المغرب فخور باستضافة «كوب 22» بعد اتفاق باريس الذي شكل منعطفا تاريخيا، من حيث القرارات والتعبئة غير المسبوقة لجميع البلدان وعلى مستوى عال، مذكرا بأن المغرب كان أحد البلدان الأوائل الذين وقعوا على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية، خلال قمة الأرض في ريو دي جانيرو سنة 1992.
وأبرز مزوار أن اتفاق باريس كان نتاج مسار «طويل ومعقد»، وتضمن قرارات حاسمة وتاريخية لصالح التعبئة الدائمة على جميع المستويات.
ومن جهته، أوضح إدريس اليزمي، رئيس المجلس المغربي لحقوق الإنسان، وعضو لجنة الإشراف على تنظيم المؤتمر، المسؤول عن قطب المجتمع المدني، أن المجتمع المدني سيلعب دورا مهما في دعم المؤتمر، مشيرا إلى أن المنظمات غير الحكومية ساهمت في الضغط على الحكومات من أجل جعل حماية البيئة ضمن أولوياتها خدمة للأجيال المقبلة.
وتوقع اليزمي خلال اللقاء الصحافي مساهمة كبيرة لمنظمات المجتمع المدني في «كوب 22» بمراكش، خلافا لما جرى في «كوب 21» في فرنسا، حيث أثرت الهجمات الإرهابية التي عرفتها باريس على هذا الحضور، حسب رأيه، كما منع بُعد المكان الذي أقيم فيه مؤتمر المناخ في فرنسا من أن يكون له امتداد شعبي، في حين سيعقد «كوب 22»، «في وسط مدينة مراكش ما سيسمح بالاحتفال الشعبي بالمؤتمر».
وقالت حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، عضو لجنة الإشراف على تنظيم المؤتمر، والتي أوكلت إليها مهمة التعبئة، إن «كوب 22» سيسعى إلى تشجيع عدد أكبر من الأطراف من أجل الانضمام إلى اتفاق باريس والمصادقة عليه، ودفع الدول المتقدمة إلى تقليص انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بحلول سنة 2020.
وأعلنت الحيطي أن مؤتمر مراكش سيعمل لتوفير 100 مليار دولار بحلول سنة 2020. فضلا عن إنشاء صناديق لتمويل المشاريع من خلال إعطاء الأولوية لجهود التكيف مع التحولات المناخية، وإنجاز دراسات للمشاريع حسب الدول. وقبل حلول هذا التاريخ ستتخذ إجراءات من قبيل تعميم أنظمة الإنذار المبكر، وتقديم المساعدة التقنية للبلدان المعرضة لخطر تغير المناخ من أجل تسهيل حصولها على التمويل، ودعم مبادرات الطاقة المتجددة في أفريقيا وتيسير نقل التكنولوجيا إليها.
جدير بالذكر أن اتفاق باريس نص على الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها دون درجتين مئويتين، ومتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية»، مما يفرض على المجتمع الدول تقليصا شديدا لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وذلك باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات.
وتؤكد دول كثيرة لا سيما الواقعة على جزر والمهددة بارتفاع مستوى البحر، أنها ستصبح في خطر إذا تجاوز ارتفاع حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، ووعدت الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولار سنويا بداية من 2020 لمساعدة الدول النامية على تمويل انتقالها إلى الطاقات النظيفة، ولتتلاءم مع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تعتبر هي أولى ضحاياها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.