دي ميستورا محذرا من تصاعد العنف: مقتل سوري كل 25 دقيقة خلال الساعات الـ48 الماضية

عشرات القتلى بهجوم جوي شنّه النظام على مستشفى في حلب

دي ميستورا محذرا من تصاعد العنف: مقتل سوري كل 25 دقيقة خلال الساعات الـ48 الماضية
TT

دي ميستورا محذرا من تصاعد العنف: مقتل سوري كل 25 دقيقة خلال الساعات الـ48 الماضية

دي ميستورا محذرا من تصاعد العنف: مقتل سوري كل 25 دقيقة خلال الساعات الـ48 الماضية

قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان لها، اليوم (الخميس)، ان تصاعد العنف في مدينة حلب السورية يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات الى شفا كارثة انسانية.
وأضافت أن المعارك الشرسة التي تندلع في حلب بين مقاتلي المعارضة والقوات التابعة للحكومة السورية أدت الى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي وصفتها اللجنة بأنها واحدة من أكثر المناطق تضررا من القتال في الصراع المندلع منذ خمسة أعوام.
من جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة على تويتر، اليوم، إنّ ضربة جوية مباشرة دمرت مستشفى تدعمه في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب السورية. مضيفة أنّ الضربة أسقطت 14 قتيلا على الاقل من المرضى والعاملين بينهم ما لا يقل عن ثلاثة أطباء.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد أفاد في وقت سابق، بأنّ 27 شخصًا على الاقل قتلوا في الهجوم على المستشفى.
وارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في غارات نفذها طيران النظام السوري على مدينة حلب في شمال سوريا إلى 30، حسب حصيلة جديدة، أوردها الدفاع المدني اليوم.
واستهدفت الغارات ليل أمس، مستشفى ميدانيا ومبنى سكنيا مجاورا له في حي السكري الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في مدينة حلب.
وكان الدفاع المدني قد أفاد بمقتل 20 مدنيا في الغارات بينهم خمسة من موظفي المشفى؛ وهم طبيب اطفال وطبيب اسنان وثلاثة ممرضين.
من جانبه، حذر الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس، في مؤتمر صحافي، من تصاعد العنف في سوريا وخصوصًا في حلب، على الرغم من اتفاق وقف الاعمال القتالية. وقال "خلال الساعات الـ48 الاخيرة قتل سوري كل 25 دقيقة"، مضيفًا أنّ "طبيب الاطفال الوحيد في حلب قتل" في القصف أمس.
وانتشل متطوعون صباح اليوم، عشرة جثامين من تحت انقاض مشفى القدس ومبنى سكني في حي السكري.
وقال أحدهم لوكالة الصحافة الفرنسية، "لم نتمكن من تحديد هوية الجثامين نظرًا لاحتراق بعضها ووجود جثامين من دون رأس او تهشم وجهها".
ويستقبل المستشفى المرضى الذين يشكون من الامراض الداخلية والمزمنة.
وحسب مراسل الوكالة، فإنّ معظمهم من كبار السن.
وأفادت الوكالة، بأنّ الغارات الجوية استؤنفت حوالى الساعة العاشرة صباحا (07:00 ت غ).
كما دعا دي ميستورا في انتهاء جولة محادثات غير مباشرة بين المعارضة والنظام في جنيف لم تحقق أي تقدم، إلى إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية، مطالبًا بعقد اجتماع لمجموعة دعم سوريا برئاسة واشنطن وموسكو، الطرفين الراعيين للهدنة.
وتشهد مدينة حلب تصعيدًا عسكريًا متزايدًا منذ أكثر من اسبوع. وتعد المدينة من أبرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية الساري منذ 27 فبراير (شباط)؛ لكنه يتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة، ما يثير خشية من انهياره بالكامل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.