«كريم» تطبيق جديد يتيح للاجئين السوريين البوح بمشكلاتهم

مزود بمجيب آلي يسدي لهم النصائح

المهندس بشّار كدّو يقوم بالتجارب اللازمة لتطوير التطبيق ({الشرق الأوسط})
المهندس بشّار كدّو يقوم بالتجارب اللازمة لتطوير التطبيق ({الشرق الأوسط})
TT

«كريم» تطبيق جديد يتيح للاجئين السوريين البوح بمشكلاتهم

المهندس بشّار كدّو يقوم بالتجارب اللازمة لتطوير التطبيق ({الشرق الأوسط})
المهندس بشّار كدّو يقوم بالتجارب اللازمة لتطوير التطبيق ({الشرق الأوسط})

في مبادرة من قبل شركة (إكس تو إيه) الأميركية العاملة في مجال تكنولوجيا الذكاء الصناعي، تمّ وضع تطبيق هاتفي جديد يحمل اسم «كريم». ويهدف هذا التطبيق إلى السماح للاجئين السوريين في لبنان بالفضفضة والتكلّم عن مشكلاتهم النفسية، مع مجيب آلي يسدي لهم النصائح، عبر تبادل الرسائل الإلكترونية معهم على تطبيق «الواتساب» الهاتفي.
صلة الوصل ما بين «كريم» والشركة المذكورة هو المهندس السوري بشّار كدّو، الذي تمّ اختياره من قبل القائمين على هذا المشروع ليقوم بالتجارب والخبرات اللازمة لتطويره، جعله يتلاءم مع طبيعة حاجات اللاجئ السوري، لا سيما وأنه يشكّل النسخة العربية لبرنامج «تسّ» (Tess) بالإنجليزية، والذي يوفّر العناية الصحية والنفسية لمواطنين في أميركا وأوروبا.
«من المتعارف عليه في وطننا العربي عامة ولدى اللاجئين السوريين خاصة، أن اللجوء إلى عيادة طبيب نفسي هو أمر غير محبّب، إذ لدينا فكرة راسخة بأن من يقوم بذلك هو شخص غير متّزن نفسيًا ويصفونه أحيانا بالمجنون». يقول بشّار كدّو في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ويتابع: «لذلك ارتأينا القيام بهذه المبادرة كونها تبقي هوية واسم المتّصل غير معلنتين، كما تسمح في الوقت عينه بممارسة التفريغ النفسي، فتكون وسيلة للفضفضة والبوح بما يشغل بالنا فقط وليست وسيلة علاج».
أما دور المجيب الآلي فهو تقديم العون للمتصّل به من خلال نصائح يقدّمها له في الإطار المناسب للمشكلة المطروحة. وهذا الاتصال الذي يتمّ بواسطة رسائل إلكترونية متبادلة عبر الـ«واتساب»، ستحمل في طيّاتها حلولا بديهية تساعد في تخطّي تلك المشكلات. كأن يلجأ المتّصل إلى ممارسة الرياضة أو النوم بشكل صحّي أو الجلوس مع قريب أو شخص يرتاح إليه. ويقول المهندس الشاب بشّار كدّو، الذي جاء لبنان هربا من الحرب السورية منذ نحو السنتين، إنه من المتوقّع أن يكون لهذا التطبيق أثره الإيجابي والفعلي على الصغار أكثر من الكبار ويوضح: «الأولاد سيتكلمون مع (كريم) بعفوية وبراءة غير آبهين بالفكرة التي قد يكوّنها عنهم، وهو الأمر الطبيعي الذي يجب أن يسود العلاقة بين الطرفين، أما الكبار في السنّ فسيعدّون للعشرة قبل البوح بمكنوناتهم، فيحسبوا الحساب لكلّ كلمة يقولونها حتى لا يتم فهمهم من قبل المجيب الآلي بطريقة خاطئة، كما يعتقدون». وتابع: «الكبار قد يغلبون (كريم) بأسلوبهم المراوغ في التعامل معه، أما الصغار فسيكونون أكثر عفوية والمهمّة أكثر سهولة معهم».
المهمّ في الموضوع أن التطبيق لا ينشد تحليل نفسية المتصّل بل الإنصات إليه ومساعدته فقط، ولذلك يتم حاليا اختباره من خلال تجارب يقوم بها بّشار كدّو شخصيا، لاعبا دور المتّصل مهما كان عمره أو جنسه وليقف على ردّ فعل «كريم» في حالات مختلفة. ويقول: «يمكننا القول إننا بصدد دوزنة هذه الآلة، خاصة وأن برمجتها تعتمد على العربية الفصحى، فلذلك اقتضى منا التفكير بتبسيط التعابير المستخدمة كي لا يتمّ فهمها بصورة خاطئة، خصوصًا وأن هذا التطبيق سبق وتمّ التداول فيه بالإنجليزية فقط».
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الذين يعانون من أزمات إنسانية واجتماعية داخل المخيّمات تتراوح ما بين 15 و20 في المائة، وهي تنعكس عليهم اضطرابات نفسية. وذلك يعني أن هناك نحو 200 ألف لاجئ سوري من أصل مليون من الموجودين في لبنان يعانون من هذه الحالات.
ولكن ما هي طبيعة مشكلات اللاجئ السوري؟ حسب رأي بشّار كدّو الذي سبق وعمل في حملات الدعم النفسي لأطفال في سوريا، وعلى مدى سنتين متتاليتين في موازاة عمله كمهندس معماري هناك، فهي تدور حول إقامتهم في الخيام وفي العري، وحول البطالة وتعنيف الزوجة والأولاد من قبل الزوج، وما إلى ذلك من مشكلات مشابهة.
ولكن هل يتوقّع القائمون على هذا التطبيق نجاحه؟ يردّ بشار كدّو: «لا نملك جوابا شافيا. نحن متأكدون فقط، بأنه سيساهم في إراحة اللاجئين، فبمجرّد أن يبوح الشخص بمكنوناته لـ(كريم) نكون قد نجحنا في هذه الخطوة».
وعن كيفية تأمين الهاتف المحمول للاجئين سوريين، الذين لا يملكون الوسيلة المادية لشرائه أجاب بشّار كدّو: «نحن بصدد وضع خطّة عمل، ولدينا أفكار كثيرة نرغب في تحقيقها من خلال هذا التطبيق، وقد تكون فكرة استحداث نقاط اتصال مع (كريم)، من خلال بعض مكاتب الجمعيات أو المنظّمات الموجودة في محيط المخيّمات ومراكز اللاجئين.
من جهته فإن يوجين بان، أحد مؤسسي شركة «إكس تو إيه» ورئيسها وكبير المسؤولين التكنولوجيين فيها، يؤكّد أن تطبيق «كريم» من شأنه أن يكون مقدّمة علاجية للاجئين الذين يعانون من مشكلات نفسية، فيتناقشون معه حولها بعد أن يفتحوا قلوبهم له، فيكون في البداية بمثابة وسيلة يفرّغون من خلالها همومهم، بحيث يستطيع بعدها الفريق العامل في التطبيق تفهّم مشاعرهم.
أما عن موعد إنزال هذا التطبيق رسميا، فيؤكّد بشّار كدّو أن الموضوع يرتبط بجاهزيته تماما ليواكب مشكلات اللاجئين النفسية كما هو مخطّط له، مشيرًا إلى أن الأمر قد يستغرق شهورا قليلة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.