أيهما أفضل للسفر.. حقيبة الظهر أم ذات العجلات؟

اخترها بحسب الوجهة

أيهما أفضل للسفر.. حقيبة الظهر أم ذات العجلات؟
TT

أيهما أفضل للسفر.. حقيبة الظهر أم ذات العجلات؟

أيهما أفضل للسفر.. حقيبة الظهر أم ذات العجلات؟

يجوب المسافرون ممن يحملون حقائب الظهر العالم ومتعلقاتهم موضوعة على ظهورهم. ومن ناحية أخرى يحصل السياح الذين يحملون حقائب ذات عجلات نظرات ساخرة من غيرهم من المسافرين.
لكل من هذه الحقائب مميزاتها. ولكن أيهما أفضل؟ فيما يلي بعض الإيجابيات والسلبيات.
* مميزات حقائب الظهر:
عادة ما يختار المسافرون المتوجهون إلى جنوب شرقي آسيا حقائب الظهر.
وعادة ما تكون رحلة الوصول أسهل إلى مواقع أو أماكن أقل تقدمًا، حيث البنية التحتية بها لا ترقى إلى المعايير الغربية.
وهذا سبب رائع لاختيار حقيبة ظهر، بحسب ماريانا هيلمر التي تدير مدونة السفر الناطقة بالألمانية «فيلتبوملر ماج».
وعند حزم حقيبة ظهر تنصح هيلمر بتجميع المفردات التي تنتمي لبعضها معًا في أكياس منفصلة مثل الإلكترونيات. وهذا يسهل العثور على وصلة الشاحن بدلا من تفريغ محتويات الحقيبة بالكامل.
* مميزات حقيبة السفر ذات العجلات:
هيلمر نفسها ليست ممن يفضلون حقائب الظهر. وتفضل هيلمر التي تسافر كثيرا في أنحاء العالم أن تكون حقيبة السفر بجانبها.
أحد المميزات الرئيسية لهذا النوع من الحقائب هو العجلات، فلا تكون الحقيبة ملتصقة بظهر المسافر في دول جنوب شرقي آسيا الدافئة.
وبالطبع أحيانا يكون من الصعب جر الحقيبة على طرقات غير ممهدة، ويكون من غير المريح حملها خلال صعود أو نزول مجموعة درجات. ولكن هيلمر تقول إن المسافرين يمكنهم في الأغلب تأجير حامل حقائب في كثير من الدول.
ويمكن للمسافرين أيضًا حزم متعلقاتهم بطريقة أكثر نظامًا في حقيبة السفر.
أما حقائب الظهر فيجب أن توضع المفردات بها من القاع إلى أعلى ويجب أن يتحسس المسافر المفردات في قاع حقيبة الظهر إلا إذا كانت بسوستة في مقدمتها.
* معلومة:
توصي هيلمر بأنه إذا كنت ستختار حقيبة ظهر أو حقيبة ذات عجلات، تجنب المفردات غير الضرورية ويجب انتقاء الملابس التي تلائم بعضها بعضا قبل السفر. وينبغي أن تكون الملابس أيضًا ملائمة للطقس ونمط أزياء الدولة التي ستزورها.
ويمكن أيضًا للمسافرين توفير مساحة إذا كانوا يعلمون ما هي المفردات التي يمكن شراؤها بسهولة أو حتى أرخص محليًا مثل الرذاذ المضاد للحشرات في كثير من الدول.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».