غارات جوية وبحرية تمزق الإرهابيين في حضرموت

قوات التحالف العربي تتوغل في أطراف المكلا وتسقط عشرات القتلى والجرحى من تنظيم القاعدة

قوات عسكرية يمنية خلال عملية أمنية في لحج أمس ضمن سلسلة عمليات يقودها التحالف وتهدف لطرد مقاتلي تنظيم القاعدة من المحافظات الجنوبية (أ.ف.ب)
قوات عسكرية يمنية خلال عملية أمنية في لحج أمس ضمن سلسلة عمليات يقودها التحالف وتهدف لطرد مقاتلي تنظيم القاعدة من المحافظات الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

غارات جوية وبحرية تمزق الإرهابيين في حضرموت

قوات عسكرية يمنية خلال عملية أمنية في لحج أمس ضمن سلسلة عمليات يقودها التحالف وتهدف لطرد مقاتلي تنظيم القاعدة من المحافظات الجنوبية (أ.ف.ب)
قوات عسكرية يمنية خلال عملية أمنية في لحج أمس ضمن سلسلة عمليات يقودها التحالف وتهدف لطرد مقاتلي تنظيم القاعدة من المحافظات الجنوبية (أ.ف.ب)

أكدت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» تمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية بدعم جوي وبحري من قوات التحالف العربي التوغل إلى أطراف مدينة المكلا، أمس الأحد، على رأس قوة عسكرية ضخمة انتشرت في عدة اتجاهات بأطراف المدينة استعدادا لتحرير المكلا من الإرهابيين.
وقالت المصادر ذاتها إن وصول قوات الجيش والمقاومة الجنوبية إلى أطراف مداخل المكلا حاضرة محافظة حضرموت يأتي بعد ساعات من السيطرة الكاملة على مطار الريان عقب مواجهات مع عناصر تنظيم القاعدة التي تسيطر على المطار منذ أكثر من عام.
كما أسفرت سلسلة غارات جوية وبحرية شنتها قوات التحالف العربي على مواقع عناصر «أنصار الشريعة» جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب بمدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت ومديريات الساحل التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ مطلع أبريل (نيسان) من العام الماضي إلى مصرع أكثر من 27 قتيلا وجرح العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي وسط تحركات عسكرية ضخمة في طريقها إلى تحرير المكلا.
مصادر طبية بالمكلا رفضت الكشف عن هوياتها قالت لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 100 من عناصر تنظيم القاعدة بمدينة المكلا والساحل لقوا مصرعهم بين قتلى وجرحى جراء سلسلة غارات جوية وبحرية لقوات التحالف العربي على مواقع التنظيم الإرهابي بمدينة المكلا والشحر والمناطق الساحلية بمحافظة حضرموت كبرى مدن الجنوب اليمني.
وتقدمت قوات عسكرية ضخمة للتحالف العربي من عدد من معسكرات ومدن الوادي تضم أرتالا من الدبابات والمصفحات العسكرية من جهات عدة في طريقها باتجاه المكلا ومناطق الساحل مدعومة بإسناد جوي من طيران التحالف، ويقود الحملة العسكرية ضباط وقيادات عسكرية من أبناء محافظة حضرموت نفسها.
وأوضح مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن قوة تابعة للتحالف العربي تحركت، أمس الأحد، من منطقة المسيلة من الجهتين الشمالية والشرقية في طريقها إلى مدينة المكلا عاصمة المحافظة، فيما اقتربت قوة عسكرية أخرى من عقبة عبد الله غريب التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، وتربط بين مديريات الوادي والساحل فيما شهود عيان قالوا: إن قوة عسكرية تضم عشرات المدرعات والمصفحات التابعة للتحالف شوهدت في طريقها ناحية المكلا.
وتأتي تحركات القوات العسكرية باتجاه عاصمة المحافظة المكلا بعد ساعات فقط من انطلاق غارات جوية وأخرى بحرية للتحالف العربي استهدفت مواقع «أنصار الشريعة» جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب بينها مبنى المؤسسة الاقتصادية، ومركز بلفقيه الثقافي، ومبنى المنطقة العسكرية الأولى، والقصر الجمهوري، وإدارة المرور، وإدارة الحسبة بالغيل، وميناء الضبة، ومبنى المجلس المحلي، ومركزا الأمن بجول مسحة ومنطقة الريان.
واستأنفت طائرات التحالف العربي تنفيذ غارتها الجوية مستهدفة مواقع جديدة بالمكلا، لكن هذه المرة بصورة أعنف مما سبق؛ حيث بدأت الطائرات عمليات قصفها في الساعات الأولى من فجر أمس الأحد بعد ساعات من غارات منتصف ليلة أول من أمس مستهدفة عددا من المواقع العسكرية التي يسيطر عليها التنظيم وأخرى مدنية كانت القاعدة تتخذها مقرات إدارية لها.
أولى مواقع القصف كانت في منطقة جول المسحة شرق المكلا؛ حيث استهدف مبنى إدارة مرور حضرموت، الذي كانت القاعدة تستخدمه كأحد المواقع لها؛ مما أسفر عن مصرع عدد من عناصر القاعدة بين قتلى وجرحى وتدمير المبنى بالكامل، فيما موجة القصف الثانية استهدفت مبنى إدارة المؤسسة الاقتصادية العسكرية في قلب المكلا، وهو المبنى الذي كان التنظيم يستخدمه خلال الفترة الماضية كأحد المواقع الأمنية التابعة له، قبل أن يقوم بإخلائه وتحويله إلى سوق شعبي كان يستعد لافتتاحه في شهر رمضان القادم بحسب ما أفاد «الشرق الأوسط» نشطاء إعلاميون من المكلا.
موجة القصف الثالثة استهدفت مبنى إدارة المجلس الأهلي الحضرمي الذي تم تشكيله عقب سقوط المكلا لإدارة المدينة، ولم يقتصر القصف العنيف الذي تعرضت له المكلا أمس وأول من أمس على الضربات الجوية، بل أيضًا والبحرية؛ حيث تُشير مصادر «الشرق الأوسط» إلى قيام بارجة بحرية بتنفيذ عدة ضربات استهدفت مواقع ساحلية بالقرب من مبنى منزل قائد المنطقة العسكرية الثانية.
وفي مديرية الشحر الساحلية وعلى بعد 45 كم للشرق من المكلا تعرضت مواقع تقع تحت قبضة القاعدة للقصف كذلك، من بينها مبنى الحسبة في المنصورة، وكذلك معسكر الشحر العام الذي تدمر بالكامل، وسط حشد عسكري كبير لاقتحام المكلا ومديريات الساحل انطلاقا من مديريات ومعسكرات الوادي التي يسيطر عليها قبائل حلف حضرموت والمقاومة الجنوبية وقوات حماية الشركات المشكلة من أبناء قبائل حضرموت والمنخرطين في السلك العسكري من أبناء المحافظة.
إلى ذلك هاجم مسلحون من رجال القبائل بمدينة الشحر ميناء المنطقة السمكي شرق الشحر، ودارت اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم القاعدة التي تسيطر على المكلا ومديريات الساحل منذ أكثر من عام، وأوضحت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن رجال القبائل تمكنوا من السيطرة على الميناء بعد مواجهات عنيفة مع عناصر التنظيم الإرهابي، إلى أن القاعدة استعادت الميناء السمكي بعد وصول تعزيزات كبيرة لها وسط سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
من جهة ثانية تواصل القوات الخاصة والمقاومة الجنوبية والجيش الوطني عملياتها العسكرية بمحافظة أبين، حيث تتركز المواجهات بعاصمة المحافظة زنجبار وسط نجاحات متتالية لتطهير المحافظة من الإرهابيين.
وقال قائد اللواء 111 العميد محمد أحمد ملهم لـ«الشرق الأوسط» إن الحملة العسكرية مستمرة في مطاردة الجماعات الإرهابية التي باتت محاصرة في مساحات صغيرة من المحافظة وشاردة في الجبال حتى تطهير أبين منهم بالكامل.
العميد ملهم أكد أن الغارات الجوية ومشاركة طيران الأباتشي في تطهير أبين دمر بنجاح كميات كبيرة من سلاح التنظيم الإرهابي الذي بات اليوم ممزق الأوصال ومطاردا في كل مكان من أرض الجنوب.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.