الرئاسة اليمنية: نطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ضد معطلي عملية السلام

قالت إن المتمردين متخبطون ولا يبالون بإراقة الدماء

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس بمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر (سبأ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس بمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر (سبأ)
TT

الرئاسة اليمنية: نطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ضد معطلي عملية السلام

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس بمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر (سبأ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس بمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

وسط استمرار خرق هدنة وقف إطلاق النار من قبل المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فشلت الأمم المتحدة في إطلاق جولة المفاوضات الجديدة بين الحكومة الشرعية والمتمردين، التي كان مقررا لها أن تنطلق، أمس، في دولة الكويت؛ حيث أرجأت المفاوضات إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد أن تخلف وفد الحوثيين وصالح عن الحضور، معللا ذلك التخلف بأسباب واهية، كما وصفها المراقبون، في الوقت الذي أرجعت الأمم المتحدة أسباب التأخير إلى «مستجدات حصلت في الساعات الأخيرة».
وعبرت الرئاسة اليمنية عن خيبة أملها إزاء عدم حضور وفد المتمردين إلى دولة الكويت للمشاركة في المشاورات كما هو متفق عليه، وقال الشيخ عبد العزيز المفلحي، مستشار الرئيس اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا يدل على عملية تخبط في ذهنية الانقلابيين ولا مبالاة باستمرار نزيف وإراقة الدم اليمني، وإصرار على استكمال المسلسل الدموي وإحداث الفوضى في اليمن والمنطقة»، وأضاف أن «هؤلاء (المتمردين)، مع الأسف، لا يفهمون سوى لغة القوة وهذا ما أثبتته تجاربنا معهم، طوال الفترة الماضية، ورغم ذلك نحرص على أن يغتنموا هذه الفرصة التاريخية للوصول إلى سلام».
وطالب المستشار المفلحي «المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات رادعة ضد معطلي عملية السلام في اليمن، ضد الانقلابيين الحوثيين وصالح»، وذلك من خلال «تفعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وبقية القرارات الأممية ذات الصلة تحت الفصل السابع»، مؤكدا أن «وضع المتمردين العسكري، على الأرض، بات صعبا للغاية»، وأنه «ازداد صعوبة جراء حالة الخلافات بين طرفي الانقلاب»، وتعليقا على ما تردد حول خلافات شريكي الانقلاب (الحوثي – صالح) إزاء أجندة مفاوضات الكويت والوضع الميداني المصاحب، قال المفلحي لـ«الشرق الأوسط» إنه يعتقد أن «الخلافات بين طرفي الانقلاب، مردها انفراد الحوثيين بالتفاوض مع المملكة العربية السعودية الشقيقة إزاء التهدئة على الحدود وحول بعض القضايا».
وكان يفترض أن تنطلق جولة المفاوضات الثالثة بين الحكومة اليمنية والمتمردين (الحوثي – صالح)، أمس، في دولة الكويت برعاية الأمم المتحدة، وذلك في أعقاب موافقة المتمردين على تطبيق القرار الأممي 2216، وبحسب ما أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، فإن مفاوضات الكويت ستبحث 5 قضايا رئيسية في أجندتها وجدول أعمالها، وهي القضايا التي يتضمنا القرار الأممي ويشدد المجتمع الدولي على المتمردين الالتزام بها من أجل التوصل إلى تسوية سياسية وسلام يوقف الحرب في اليمن، والقضايا الرئيسية لمفاوضات الكويت هي انسحاب ميليشيات الحوثيين وصالح من المدن، تسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة والترتيبات الأمنية واستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي وتشكيل لجان تختص بالمعتقلين والسجناء.
وتزامن تلكؤ المتمردين الحوثيين وحليفهم صالح عن المشاركة في مفاوضات الكويت، مع استمرار تصعيدهم العسكري في عدد من جبهات القتال، وخرق هدنة وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في الـ10 من الشهر الحالي؛ حيث كثف المتمردون استهدافهم للمدنيين في تعز وغيرها من المناطق، رغم توقيع عدد من اتفاقيات لوقف إطلاق النار في عدد من الجبهات، الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وحتى وقت متأخر من ليل أمس، واصل مساعيه لإقناع المتمردين بالمشاركة والحضور، وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين وحليفهم صالح «يحاولون خلق ذرائع من أجل التعديل على أجندة جدول أعمال المفاوضات بالطريقة التي تخدمهم»، ورأت أن ذلك «تلكؤ واضح، يشير إلى نيتهم إعادة المفاوضات إلى مرحلة ما قبل الاتفاق على تطبيق القرار 2216».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».