شركات الإسمنت السعودية تستعد لتشغيل خطوط الإنتاج المتوقفة لحماية السوق المحلية

10 ملايين طن جاهزة للتصدير خارجيًا

خطوط إنتاج أحد مصانع الإسمنت في السعودية («الشرق الأوسط»)
خطوط إنتاج أحد مصانع الإسمنت في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT
20

شركات الإسمنت السعودية تستعد لتشغيل خطوط الإنتاج المتوقفة لحماية السوق المحلية

خطوط إنتاج أحد مصانع الإسمنت في السعودية («الشرق الأوسط»)
خطوط إنتاج أحد مصانع الإسمنت في السعودية («الشرق الأوسط»)

شرعت شركات الإسمنت السعودية في مراجعة خططها لمواجهة الطلب المتوقع على المنتج بعد سماح وزارة التجارة لها بالتصدير إلى الخارج استجابة لمطالب المصانع بعد ارتفاع حجم المخزون في ظل تباطؤ الطلب المحلي. وكشف مسؤولون في مصانع الإسمنت لـ«الشرق الأوسط» أنه يجري العمل على خطة جديدة لتشغيل خطوط الإنتاج التي تم إيقافها نتيجة زيادة المخزون، وذلك بهدف المحافظة على إمدادات السوق المحلية الذي يتطلب بقاء 50 في المائة من الاحتياطي العام للمصانع.
وأوضحوا أن التصدير سيركز على الأسواق المجاورة في منطقة الخليج، ومن المتوقع أن يحقق نموا في الطلب قياسا بحجم المشاريع الإنشائية وحجم الطلب على المنتج خليجيا، مؤكدين أن البعد الجغرافي سيلعب دورا كبيرا في رفع المبيعات بين المصانع المنتشرة في البلاد.
وتشير تقديرات إلى أن مصانع الإسمنت السعودية لديها أكثر من 10 ملايين طن من الإسمنت جاهزة للتصدير، في حين بلغت مخزونات الكلنكر في نهاية مارس (آذار) من العام الحالي 21.15 مليون طن، مرتفعة بنحو 3 في المائة مقارنة بشهر مارس من العام الماضي، حيث بلغت حينها 20.51 مليون طن.
وكانت وزارة التجارة السعودية حددت مجموعة من الشروط للموافقة على التصدير، ومنها أن يكون المصدر مصنعا مرخصا، وأن يكون المعروض من الإسمنت في السوق المحلية يفي باحتياج السوق وفقا لما تحدده وزارة التجارة والصناعة، إلى جانب وجود مخزون استراتيجي لدى كل مصنع من مادة «الكلنكر» لا يقل عن 10 في المائة من الإنتاج السنوي له، بالإضافة إلى الكمية التي سبق استيرادها واستفادت من الدعم الحكومي، على ألا يكون مضى على الاستيراد أكثر من سنة. وأوضحت الوزارة أنها ستعمل على تحصيل فرق أسعار الطاقة على الإسمنت بين الأسعار المحلية والأسعار العالمية وفقا لما تحدده لجنة التموين الوزارية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد زقيل المدير العام لشركة «إسمنت ينبع» في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة تمتلك مخزونا يصل إلى 2.3 مليون طن من الكلينكر»، مشيرا إلى أن مبيعات الشركة بلغت 3.8 مليون طن، في حين أن الشركة تمتلك 5 خطوط إنتاجية، و3 خطوط قديمة عمرها 30 عاما، وخطين جديدين يوفران من 5 إلى 7 في المائة من تكلفة الإنتاج، مشيرا إلى أن «الطاقة الإنتاجية من الخطين الجديدين تصل إلى 19 ألف طن».
وأضاف أنه يجري زيادتها باستخدام الخطوط الجديدة إلى 22.5 ألف طن يوميا، تشكل 12 في المائة من حجم السوق السعودية للإسمنت، ويغطي إنتاج الشركة المنطقة الغربية، وهي أكبر منطقة للاستهلاك في السعودية.
وكانت شركات الإسمنت قد واجهت تحديات خلال فترة ارتفاع الطلب على المنتج، التي تزامنت مع ارتفاع إنفاق الحكومة السعودية على مشروعات البنى التحتية خلال الخمس سنوات الماضية، حيث سعت إلى طلب زيادة الوقود لخطوط الإنتاج الجديدة في مصانعها، وهو الأمر الذي دفع الشركات إلى أخذ الإجراءات اللازمة لتوفير الوقود لخطوط إنتاجها الجديدة قبيل الإعلان عن إنشائها، في خطوة احترازية تستهدف عدم التأثير على السوق.
من جهتها، ألزمت وزارة التجارة الشركات بتحديد سعر بيع الإسمنت بسعر 12 ريالا (3.2 دولار) للعادي، و13 ريالا (3.4 دولار) للمقاوم، وعملت الوزارة حينها على إلزام المصانع بالعمل بطاقتها الإنتاجية كاملة لتغطية السوق، وتأمين إمدادات إضافية للمناطق التي تحتاج إلى دعم في المعروض من الإسمنت. وكشفت تقارير لشركات الإسمنت البالغ عددها 15 شركة، عن استقرار المبيعات الإجمالية لها خلال شهر مارس من عام 2016 عند 5.8 مليون طن، وعلى صعيد المبيعات الشهرية للشركات حققت كل من «إسمنت المدينة»، «الشمالية واليمامة»، أعلى معدلات النمو.



الشركات البريطانية توقف خطط الاستثمار بعد رسوم ترمب الجمركية

حافلات في لندن على طول شارع وايت هول في وستمنستر (رويترز)
حافلات في لندن على طول شارع وايت هول في وستمنستر (رويترز)
TT
20

الشركات البريطانية توقف خطط الاستثمار بعد رسوم ترمب الجمركية

حافلات في لندن على طول شارع وايت هول في وستمنستر (رويترز)
حافلات في لندن على طول شارع وايت هول في وستمنستر (رويترز)

كشفت بيانات جديدة عن أن ثلاثة أرباع شركات التصنيع والخدمات اللوجيستية في المملكة المتحدة تتأهب للتعرض لضربة بسبب الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب في بداية أبريل (نيسان) الحالي، حيث قرر العديد منها وقف خطط الاستثمار في ضربة لطموحات النمو الحكومية.

ومن المرجح أن تتوقع الشركات الكبيرة تراجع نموها وحجم استثماراتها، وأنها ستتعرض لضغوط من السياسة التجارية العالمية الجديدة، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة «إتش إس بي سي» البريطانية للخدمات المصرفية.

وأعلن ترمب عن خطط، في وقت سابق من الشهر الحالي، لرفع الرسوم الجمركية وفرض رسوم جديدة على جميع السلع المستوردة. وتشمل هذه الرسوم حداً أدنى من الرسوم بنسبة 10 في المائة على معظم الدول، ومن بينها المملكة المتحدة، في حين تواجه سلع معينة، من بينها السيارات والصلب والألمنيوم حالياً، ضريبة استيراد بنسبة 25 في المائة.

وأظهرت دراسة «إتش إس بي سي»، والتي شملت 2000 من قادة الأعمال، أن 73 في المائة من الشركات المصنعة في المملكة المتحدة و75 في المائة من شركات النقل والتوزيع قالت إن الرسوم الجمركية ستؤثر على أعمالها.

وارتفعت النسبة إلى 22 و26 في المائة على الترتيب، لدى الذين حذروا من أنهم يتوقعون التعرض إلى تأثير «كبير».

وقال نحو 21 في المائة من قادة الأعمال الذين شملتهم الدراسة إنهم قرروا إرجاء اتخاذ قرارات الاستثمار، وهي خطوة قد تؤدي إلى توقف الخطط التي قد تعزز النمو الاقتصادي.

إلى ذلك، تحدث، السبت، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أول اتصال بينهما منذ أن أعلن ترمب عن رسوم بنسبة 10 في المائة على جميع السلع المستوردة التي تستوردها الولايات المتحدة من بريطانيا.

وتطرقت مكالمة ستارمر وترمب الهاتفية إلى «المناقشات المستمرة والمثمرة» حول التجارة بين البلدين، حسبما قال متحدث باسم مكتب ستارمر.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن المتحدث باسم مكتب ستارمر قوله إن «رئيس الوزراء كرر التزامه بالتجارة الحرة والمفتوحة وأهمية حماية المصلحة الوطنية».

كما تحدث الجانبان عن الوضع في أوكرانيا وإيران والإجراءات الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن.

ومن المقرر أن تجري وزيرة الخزانة راشيل ريفيس محادثات مع البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، وسط الجهود الرامية إلى إبرام اتفاق تجاري، والذي تأمل بريطانيا في أن يساعد في تخفيف عبء الرسوم الجمركية.