ناشد، أول من أمس، مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة، المسؤولين عن الأمن حماية عدد من قادة المسلمين الأميركيين، بعد أن وضع تنظيم داعش أسماءهم في قائمة استهدفتهم. من بين هؤلاء نهاد عوض، مدير «كير» التنفيذي. وكان «داعش» نشر أسماء قادة إسلاميين أميركيين، وكنديين، وأوروبيين، وأستراليين، قالت إنهم «يتعاونون مع (الكفار)».
وقال بيان أصدرته «كير» إن سبب ضم عوض للقائمة «ربما لأنه، في عام 2014، وقّع على خطاب مفتوح مع 120 مفكرًا إسلاميًا عالميًا أدانوا ممارسات (داعش)». ونشرت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» أن القائمة فيها كيث أليسون، عضو الكونغرس المسلم من ولاية وسكونسن، وهوما عابدين، مستشارة الشؤون الخارجية لهيلاري كلينتون، المرشحة لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الديمقراطي.
و«هوما» من أصل باكستاني، وهي خريجة جامعة جورج تاون بواشنطن، وتتقلد حاليًا منصب رئيسة حملة هيلاري في الانتخابات الأميركية، وسبق أن عملت في حملاتها الانتخابية منذ 2008، وكانت مساعدتها الشخصية خلال توليها حقيبة وزارة الخارجية في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس الأميركي باراك أوباما.
ونشرت عدة صحف ومواقع أميركية، أن هوما أصبحت تظهر بشكل إعلامي أكبر في الفترة الأخيرة، إذ إن أصولها المسلمة ستساعد في استقطاب كثير من الأصوات المسلمة والعرقية في الجولة النهائية لانتخابات الرئاسة الأميركية. لكن أكثر التكهنات تدور حول استدعاء هوما للشهادة في قضية هيلاري حول الرسائل الإلكترونية التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الأميركية، والتي احتوت على عدة نصوص مصنفة تحت بند «سري للغاية»، التي تداولتها كلينتون من خلال حسابها الخاص وليس الرسمي.
وقالت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» إن أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، وصف، في مجلة «دابق» الداعشية الذين في القائمة بأنهم «مسلمون يتخذون الكفار أولياء، من دون الله» وأن «الذين سنقبض عليهم قبل أن يعلنوا التوبة، لن نغفر لهم، وسنعاقبهم عقابًا شديدا، ومميتًا».
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن القائمة فيها عضوان مسلمان في البرلمان البريطاني، هما:
بارونة سعيدة وارسي، وساجد جافيد، ووارسي هي أول وزيرة دولة مسلمة في حكومة بريطانية، ووارسي بارونة وعضو في مجلس اللوردات، وأصبحت أول وزيرة مسلمة في الحكومة البريطانية عام 2010، لكن منصبها تقلص إلى وزيرة دولة في وزارة الخارجية ووزيرة لشؤون الجاليات والمعتقدات، لكنها أعلنت استقالتها بعد ذلك قائلة إنه لم يعد بإمكانها دعم سياسات الحكومة فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس. وجاء اسم عضو البرلمان البريطاني ساجد جافيد ضمن قائمة «داعش» باعتباره أحد المُستهدفين بالاغتيال، وكان جافيد، ذو الأصول الباكستانية، أول وزير مسلم للثقافة في بريطانيا وعضو البرلمان عن حزب المحافظين وشغل منصب وزير مالية صغير في وزارة المالية، وهو منصب ليس من ضمن التشكيل الحكومي.
وأمس، أصدر أليسون، عضو الكونغرس الأميركي، بيانًا أدان فيه «داعش» مرة أخرى، وقال انه لا يهتم بتهديداتها. وقال البيان: «ليس (داعش) إسلاميًا، وليس دولة». وأشار أليسون إلى أن التهديدات «لن تخيفني». وأعاد إلى الأذهان تهديدات تعرض لها في نهاية العام الماضي من مسيحيين أميركيين متطرفين. كان ذلك جزءًا من تهديدات ضد قادة مسلمين أميركيين، بعد الهجوم الذي قام به سيد فاروق، وزوجته، على مقر عمل فاروق في سان بيرنادينو (ولاية كاليفورنيا) حيث قتلا 14 شخصا.
في وقت لاحق، تلقى أليسون تهديدات من مؤيدين مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية، دونالد ترامب، وذلك بعد تصريحات ترامب ضد المسلمين.
وأضاف أليسون أنه «من المفارقات» أن يهدده مسلمون متطرفون، ومسيحيون متطرفون.
وكان أليسون شن هجومًا عنيفًا على ترامب. وقال، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»: «أريد أن أكون صادقا مع نفسي. لست ناجحا في الاهتمام بالأشياء السلبية. إذا صرت حساسا جدا، سيكون صعبا عليّ أن أعيش، وأرعى عائلتي، وأقوم بعملي، وأركز على أهدافي»، وأضاف: «توجد رسالة أمل بالنسبة للمسلمين في تصريحات ترامب الغبية، وذلك لأنها تدل على يأس حقيقي. تدل على عدم ثقة، وعلى ضعف، وعلى خوف».
وكرر أليسون مثلاً أميركيًا يقول: «يوجد خيط فضي (من الأمل) فوق السحب القاتمة». وقالت «واشنطن بوست» إن أليسون «أبدى ثقة بنفسه، وحماسًا لعمله، وتركيزًا على غاياته».
في ذلك الوقت، تلقى زميل أليسون الديمقراطي من ولاية أنديانا، أندريه كارسون، المسلم الآخر الوحيد في الكونغرس، تهديدات بالقتل، أيضًا.
قادة مسلمون أميركيون يطلبون الحماية
بعد أن أعلن «داعش» استهدافهم في أوروبا وأميركا
قادة مسلمون أميركيون يطلبون الحماية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة