اللجنة السعودية المصرية تختتم اجتماعاتها للدورة الـ15 في القاهرة

ناقشت جميع الموضوعات التي تمس النواحي الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية (تصوير: بندر الجلعود)
جانب من مراسم الاستقبال الرسمية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية (تصوير: بندر الجلعود)
TT

اللجنة السعودية المصرية تختتم اجتماعاتها للدورة الـ15 في القاهرة

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية (تصوير: بندر الجلعود)
جانب من مراسم الاستقبال الرسمية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية (تصوير: بندر الجلعود)

اختتمت في العاصمة المصرية القاهرة، أمس، الاجتماعات التحضيرية للدورة الخامسة عشرة للجنة السعودية المصرية المشتركة التي استمرت ليومين، رأس خلالها من الجانب السعودي، أحمد الحقباني وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة الخارجية، ومن الجانب المصري سعيد عبد الله وكيل أول وزارة التجارة والصناعة رئيس قطاع الاتفاقات التجارية.
وأوضح الحقباني، أن المشاركين في الاجتماعات التحضيرية أسهموا في الخروج بتوصيات عملية وواقعية من شأنها خدمة الاستثمار وتنمية التجارة البينية وتعزيز التعاون بين بلدينا في جميع المجالات على أسس من التكافؤ والتوازن في تبادل المنافع وخدمة المصالح المشتركة.
وشدد وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة الخارجية على ضرورة عقد اجتماع للجنة المتابعة خلال مدة لا تتعدى ستة أشهر لمتابعة ما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع، مشيرًا إلى ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر حكومة وشعبًا، وحرصه على تعزيز التعاون المستمر بين البلدين في جميع المجالات.
ولفت رئيس الجانب السعودي، إلى تبني دول العالم اقتصاديات السوق الحرة والتحرر من جميع المعوقات في مجالي التجارة والاستثمار، وهو ما يتطلب مواصلة الانفتاح وتهيئة البيئة للاستفادة من الفرص المتاحة التي تشهدها الأسواق العالمية.
بدوره بيّن سعيد عبد الله، رئيس قطاع الاتفاقات التجارية، أن اللجان ناقشت وبحثت على مدى اليومين الماضيين جميع الموضوعات التي تمس النواحي الاقتصادية، خصوصا المجالات التجارية والاستثمارية والصناعية بين البلدين، بهدف الارتقاء ودفع معدلات النمو وعجلة التنمية الاقتصادية بالبلدين، بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين في ظل الظروف والتحديات الجسام التي تمر بها المنطقة العربية بأكملها.
وأفاد رئيس قطاع الاتفاقات التجارية بأنه تم الاتفاق على اتخاذ جميع الإجراءات التي من شأنها إزالة العراقيل والمعوقات التي تعترض التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، فضلا عن تحديد الآليات التي من خلالها يتم تفعيل التعاون الصناعي والجمركي بين البلدين.
ولفت رئيس الجانب المصري إلى أن جدول أعمال الاجتماعات لم يقتصر على النواحي الاقتصادية، بل كان حافلا أيضا بالموضوعات التي تخص مجالات الإعلام والتعليم والثقافة والبحث العلمي والتقني، فضلا عن بعض الموضوعات الفنية الأخرى المهمة، والمتعلقة بمجالات الإسكان والكهرباء والموارد المائية والنفط والمعادن، مبينا أنه تم التوصل إلى توصيات في هذه المجالات من شأنها رفع مستوى التعاون الثنائي بين البلدين. وأعرب رئيس قطاع الاتفاقات التجارية المصري، عن أمله أن تتكلل الجهود المبذولة من هذه اللجان الفرعية بالنجاح والسداد، وأن يكون قد حالفها التوفيق من خلال صياغة توصيات من شأنها الدفع بالتطور الدائم للعلاقات المصرية السعودية المشتركة على جميع الأصعدة الاقتصادية والثقافية والفنية والاجتماعية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.