«تصفح التاريخ في ليلة واحدة» يسمح للبنانيين بالتجول في 11 متحفًا

تقليد سنوي تنظمه وزارة الثقافة وينتظره الجميع في موعده

متحف الصابون في مدينة صيدا الجنوبية و مقتنيات أثرية داخل المتحف الوطني تعود إلى ما قبل التاريخ وعصري البرونز والحديد
متحف الصابون في مدينة صيدا الجنوبية و مقتنيات أثرية داخل المتحف الوطني تعود إلى ما قبل التاريخ وعصري البرونز والحديد
TT

«تصفح التاريخ في ليلة واحدة» يسمح للبنانيين بالتجول في 11 متحفًا

متحف الصابون في مدينة صيدا الجنوبية و مقتنيات أثرية داخل المتحف الوطني تعود إلى ما قبل التاريخ وعصري البرونز والحديد
متحف الصابون في مدينة صيدا الجنوبية و مقتنيات أثرية داخل المتحف الوطني تعود إلى ما قبل التاريخ وعصري البرونز والحديد

للسنة الثالثة على التوالي، تقيم وزارة الثقافة في لبنان «ليلة المتاحف»، وهي نشاط ثقافي يسمح للبنانيين بالتجوّل مجانا داخل 11 متحفا في عدد من المناطق اللبنانية.
تفتح تلك المتاحف أبوابها في 8 أبريل (نيسان) الحالي تحت عنوان «تصفّح التاريخ في ليلة واحدة»، من الخامسة بعد الظهر حتى منتصف الليل، وقد تمّ توفير وسائل النقل الخاصة في هذه المناسبة، بحيث يمكن للراغبين في المشاركة بهذا الحدث أن يستقلّوا الباص من أمام متحف بيروت لينقلهم إلى الوجهة التي يريدونها كلّ ثلاثين دقيقة. وهذا النشاط الثقافي، الذي أصبح بمثابة تقليد سنوي، بات ينتظره اللبنانيون في موعده من كلّ عام، وسينطلق هذه السنة كمسك ختام للشهر الفرنكوفوني في لبنان.
أما جديده فهو دخول أربعة متاحف على لائحته، وهي «متحف الصابون» في صيدا (بعد أن استبدل بمتحف دبّانة من العام الماضي)، و«متحفي بيبي عبد» و«آرام بيزيكيان» في جبيل، و«متحف نقولا سرسق» في بيروت.
ويأتي هذا النشاط كتكملة للنسختين اللتين سبقتاه، وحققّتا نجاحا لافتا، فقد استقطب «متحف بيروت» نحو 5000 زائر، فيما وصل عدد زوّار متحفي «ميم» و«مصرف لبنان» ما بين الـ4000 و3000 شخص في العام الماضي.
وكالعادة، فإن نشاطات أخرى سترافق هذه الليلة الثقافية، بحيث تنظّم بعض المتاحف المشاركة عروضا سمعية وأخرى بصرية من نوع العروض ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى حفلات موسيقية، والتي تصبّ جميعها في إثراء هذه المناسبة وإعطائها الطابع الاحتفالي.
وتؤكّد وزارة الثقافة، وهي الجهة المنظمة للحدث، أن الهدف الأساسي من هذا النشاط الثقافي هو حثّ اللبنانيين على التعرّف على معالم أثرية هي بمثابة كنوز نادرة تعرّف عن لبنان الثقافة والجمال.
ويعول بعض اللبنانيين الذين لم يستطيعوا زيارة متاحف معيّنة في العامين الماضيين على هذه السنة لاستدراك الأمر، فهذا الموعد صار لهؤلاء بمثابة عادة ينتظرها أولادهم لينتظروها بدورهم، فيصبحون ملمّين هم أيضًا بثقافة المتاحف.
أما المتاحف الإحدى عشر التي ترد على لائحة «ليلة المتاحف» فهي: «المتحف الوطني» الواقع في مدينة بيروت، و«متحف المعادن» المعروف بـ«ميم» ويقع في حرم جامعة القديس يوسف، و«متحف الجامعة الأميركية» وهو ثالث أقدم متحف في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك «متحف مصرف لبنان» الذي يضم أقدم النقود والعملات اللبنانية، و«متحف ما قبل التاريخ» في جامعة القديس يوسف في شارع هوفلان، و«متحف فيللا عودة» الذي توجود فيه ثاني أغلى قطعة الماس في العالم، و«متحف نقولا إبرهيم سرسق» الذي تمّ افتتاحه أخيرا بعد سبعة أعوام من أعمال الترميم والتوسّع، وهو معروف باحتضانه أوسع مجموعات فنيّة محليّة وعالمية.
ومن بيروت، ننتقل إلى جبيل، وإلى متحفي «بيبي عبد» و«آرام بيزيكيان» لأيتام الإبادة الأرمنية بالتحديد، فهذان المعلمان الجديدان على اللائحة يتميّز كلّ منهما بخصوصيته النابعة من تاريخين منفصلين. فالأول أسّسه جوزيه عبد غالي (مكسيكي من أصل لبناني) الذي عمل في مجالات الملاحة والصيغة وخبير آثار، والذي هاجرت عائلته من مدينة جبيل وهو في الرابعة من عمره متوجّهة إلى المكسيك حيث عاش عقدين من الزمن ليعود بعدها إلى لبنان، رغبة منه في إقامة متحف في مسقط رأسه، وليعرض فيه ما جمعه خلال حياته من مقتنيات أثرية رومانية وإغريقية وبيزنطية، فكان هذا المتحف الذي صنّفته منظمة «اليونيسكو» كواحد من أجمل المناطق الأثرية في العالم، ومنحته الدولة اللبنانية أوسمة تقديرية.
وضمن مجموعة «بيبي» الأثرية نجد جرارا فينيقية وإغريقية وفارسية يعود عمر بعضها إلى 5000 سنة، إضافة إلى عقود وحلى نادرة استخرج حجارتها من قاع البحار عندما كان في ريعان الشباب، فصنعها لتصبح قلائد لا مثيل لها، ومجموعة تماثيل مصرية نصفية برونزية وتمثال باخوس وملكة بحر اليونان، إضافة إلى مجسمات لسفن وقطع بحرية ولوحات نادرة ومجموعة خزفيات، فضلاً عن ياطر من الرصاص على شكل قوس مثقوب يصل وزنه 350 كلغ.
أما المتحف الثاني (آرام بيزيكيان) فهو يحكي تاريخ الشعب الأرمني، ويوثّق إبادته في تركيا عام 1915. وتعود فكرة هذا المتحف لكاثوليكوس الأرمن الأورثوذكس آرام الأول كيشيشيان الذي اقترح منذ نحو عشرة أعوام إنشاء متحف يحكي تاريخ ومعاناة هذا الشعب. ومنذ ثلاثة أعوام، بدأ اليكو بازيكيان، وبمبادرة منه لتكريم جدّه، وآلاف الأيتام الذين عاشوا مأساة المذابح والتهجير، وترعرعوا في ميتم «عشّ العصافير» في جبيل، في تنفيذ هذا المشروع ليصبح معلما توثيقيا لمجموعة أبحاث معمّقة عن مجازر الأرمن وقصصهم ومآسي الجوع والموت، فتمّ تجسيدها في هذا المتحف حيث لكلّ تفصيل رمز وعبرة.
أما في بلدة الكورة الشمالية، فسيتسنّى لهواة القطع التراثية من أدوات منزلية وزراعية وحرفية، التي تعبّر عن ذاكرة أجدادنا بعيدا عن التكنولوجيا الحديثة، زيارة «المتحف الإثنولوجي» في جامعة البلمند.
أما المتحف الحادي عشر والأخير على لائحة «ليلة المتاحف» فهو «متحف الصابون» الذي يقع في مدينة صيدا الجنوبية، وتكمن ميزته في تاريخه الذي يعود إلى نحو 300 عام، وقد تمّ بناؤه في القرن السابع عشر.
ويتألف هذا المتحف من صالة عرض للصابون، وعلى طول المسار في داخله نتعرّف إلى وسائل صنع الصابون البلدي الأصيل، كالجرّار والقربات والرفش الكبير والدلو، وإلى واجهات تعرض القوالب وتشكيلة متنوعة من الصابون الذي أخذ شكله النهائي يدويا. وفي نهاية المسار، يشاهد الزائر فيلمًا وثائقيًا يروي مختلف مراحل صنع الصابون التقليدي.
كما نجد فيه أيضًا فخاريات تعود إلى الحقبة العربية والعثمانية، وجدت خلال عملية تحويل المصبنة القديمة إلى متحف، وتتألّف هذه القطع التي تعتبر من سمات التراث اللبناني من خلطات وتركيبات مختلفة، كصابون الغار وزيت الزيتون والياسمين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.