جهود دولية لتثبيت الهدنة ورعاية محادثات السلام اليمنية في الكويت

موغيريني: الاتحاد الأوروبي سيوفد خبراء عسكريين لمراقبة وقف إطلاق النار

الرئيس عبد ربه منصور هادي مع مبعوث بريطانيا الخاص إلى اليمن ألان دنكن ومعه سفير المملكة المتحدة لدى السعودية (سبأ نت)
الرئيس عبد ربه منصور هادي مع مبعوث بريطانيا الخاص إلى اليمن ألان دنكن ومعه سفير المملكة المتحدة لدى السعودية (سبأ نت)
TT

جهود دولية لتثبيت الهدنة ورعاية محادثات السلام اليمنية في الكويت

الرئيس عبد ربه منصور هادي مع مبعوث بريطانيا الخاص إلى اليمن ألان دنكن ومعه سفير المملكة المتحدة لدى السعودية (سبأ نت)
الرئيس عبد ربه منصور هادي مع مبعوث بريطانيا الخاص إلى اليمن ألان دنكن ومعه سفير المملكة المتحدة لدى السعودية (سبأ نت)

انطلقت في الكويت ومسقط، وبرعاية الأمم المتحدة، ورشات عمل بمشاركة الاتحاد الأوروبي، تتعلق بتأهيل مراقبين للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، الذي سيعلن عنه في العاشر من أبريل (نيسان) الجاري. وبدأ خبراء من الأمم المتحدة يوم أمس تدريب فرق فنية يمنية، سيتم نشرها في مناطق التماس لمراقبة وقف إطلاق النار.
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، قد قال إن أطرافا يمنية وصلت الكويت لإجراء ورشة عمل تبدأ (أمس) الأربعاء، تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الذي سيبدأ يوم الأحد المقبل، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يبذل جهدا لإنجاحها. ومن المرجح أن تشمل هذه الورشة مندوبين من الحكومة اليمنية والحوثيين، للعمل سويا لتثبيت وقف إطلاق النار.
لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن العاصمة العمانية أيضا تستضيف ورشة مماثلة، بهدف تأهيل عدد أكبر من اليمنيين المنتمين للحكومة وخصومها، للعمل سويا في مناطق النزاع لضمان وقف إطلاق النار، والخروج بهدنة طويلة، توفر مناخا مواتيا لمحادثات السلام في الكويت.
وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي ناقشت ورقة المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، والمتعلقة بترتيبات وقف إطلاق النار، على أن دعم أوروبا لعملية السلام سيتخطى القول إلى الفعل، من خلال إيفاد خبراء عسكريين إلى اليمن، للعمل مع اللجان التي ستشكلها الأطراف اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، لمراقبة وقف إطلاق النار.
وكانت موغيريني قد ناقشت مع المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الورقة المتعلقة بوقف إطلاق النار، وربطت مباحثات الطرفين بين نزع فتيل الأزمة في اليمن وبين الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب.
وقالت موغيريني: «نعتقد أن لدينا أسبابا وجيهة للأمل.. لا سيما قبل وقف إطلاق النار، اعتبارا من 10 أبريل، واستئناف محادثات السلام يوم 18 أبريل في الكويت، ولا نزال بحاجة إلى التأكد من أن هذا سيحدث».
وأعلن المبعوث الدولي إلى اليمن، أن المحادثات ستركز على خمس نقاط أساسية، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. والخمس نقاط الأساسية هي: سحب الميليشيات والمجموعات المسلحة، وتسليم السلاح الثقيل للدولة، وترتيبات أمنية انتقالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وبدء الحوار الشامل السياسي، ووجود لجنة للمعتقلين والسجناء.
ويتواجد في الكويت منذ يومين، مبعوثون حكوميون يمثلون لجنة التهدئة والتواصل المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار، للبدء في الترتيبات اللوجستية والفنية، للتحضير للمباحثات المرتقبة في 18 أبريل الجاري، حسبما أعلن مسؤول في الرئاسة اليمنية.
وأوضح عبد الله العليمي، نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمني، أن الفريق الحكومي سلم مسودة ملاحظاته حول الورقة المقدمة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة، والمتعلقة بترتيباتِ وقف إطلاق النار.
وألقت روسيا والكويت بثقلهما نحو الدفع لإنجاح محادثات السلام، المقرر انطلاقها في الكويت بعد نحو 10 أيام. وكان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، اجتمع أول من أمس، مع المبعوث الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، وأعرب بعدها عن تفاؤله بنتائج المفاوضات بين الأطراف اليمنية، كما أعلن أن الكويت تعمل على قدم وساق لإتمام الاستعدادات لاستضافة الاجتماع، أملا في أن يضع حدا للصراع في اليمن، ومعالجة الأوضاع الإنسانية للشعب اليمني. في حين قال بوغدانوف إن روسيا تنسق خطواتها وتعمل مع الكويت في هذا الإطار، لدعم جميع جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، لافتا إلى أن الأزمة اليمنية موضع نقاش في مجلس الأمن الدولي، وأن «هناك قرارات دولية خاصة بحلحلة المسائل وتصفية الأزمة في اليمن».
ويوم أمس، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في العاصمة السعودية الرياض، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، آن باترسون، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، ماثيو تولر.
أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن حكومته تسعى لتحقيق سلام دائم خلال المحادثات المقرر انطلاقها في الكويت برعاية الأمم المتحدة. وقال هادي في تصريح له: «إننا ذاهبون إلى الكويت من أجل صنع السلام الدائم، الذي يؤسس لبناء مستقبل اليمن الجديد، واستئناف العملية السياسية، واستكمال الاستحقاقات الوطنية».
في حين قالت آن باترسون: «الأنظار متجهة وتطلع اليوم إلى الكويت، لصنع السلام الذي يضع حدا للمعاناة ونزيف الدماء اليمنية، وعودة الحياة ومؤسسات الدولة الشرعية»، معبرة عن تفاؤلها بالخطوات التمهيدية التي تهيئ لتلك المفاوضات على الصعيد الإجرائي والميداني.
كما التقى الرئيس هادي المبعوث الخاص من المملكة المتحدة إلى اليمن، آلان دنكن، ومعه سفير المملكة المتحدة لدى المملكة العربية السعودية. جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وكذا تطورات الأحداث والمستجدات على الساحة اليمنية، لا سيما في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.
وأشار هادي إلى أن الدولة ظلت، وما زالت تقدم التنازلات تلو التنازلات، وشاركت في المشاورات التي عقدت في مدينتي جنيف وبيل السويسرية، بغية الوصول إلى حل يفضي إلى إنهاء الانقلاب، وإيقاف العمليات العسكرية. وقال: «نحن دعاة سلام وننشده دوما، ولن نختار الحرب، بل إن الحرب فرضت علينا، وذلك دفاعا عن أبناء الشعب اليمني الذي تعرض لأبشع الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الميليشيا الانقلابية على مرأى ومسمع الجميع، تنفيذا لأجندات خارجية لا تريد لليمن وشعبه أن ينعم بالأمن والاستقرار».
وثمن رئيس الجمهورية اليمنية مواقف بريطانيا الصديقة، إلى جانب أمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية، مشيرا إلى أن مواقف بريطانيا المساندة لليمن ليست وليدة اللحظة، بل إنها تمتد إلى سنوات طويلة.
من جانبه جدد مبعوث المملكة المتحدة الخاص إلى اليمن، وقوف بلاده إلى جانب أمن واستقرار اليمن وشرعيته الدستورية، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعودة الأمن والاستقرار إلى كافة المحافظات اليمنية، ودعمها للعملية السياسية في اليمن، وفقا للمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي 2216.



سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي

سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)
سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)
TT

سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي

سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)
سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)

أعلنت سوريا واليابان، اليوم (الثلاثاء)، استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، ذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان صحافي اليوم، أن اجتماعاً رسمياً عقد في دمشق ضم مدير إدارة الشؤون الأفروآسيوية وأقيانوسيا محمد زكريا لبابيدي، ونائب وزير الخارجية الياباني يوهيني أونيشي، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين.

وتعدّ هذه أرفع زيارة لدبلوماسي ياباني إلى سوريا منذ أكثر من 15 عاماً حيث أكد المسؤول الياباني أنها تمثل إعلاناً رسمياً عن استئناف العلاقات بين سوريا واليابان وبداية مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين.

وبحث الجانبان، خلال الاجتماع، سبل تطوير العلاقات الثنائية واستئناف التعاون في مختلف المجالات، مؤكدين ضرورة تسريع وتعزيز التعاون، بما يخدم مصالح البلدين.

ووجّه نائب وزير خارجية اليابان دعوة رسمية إلى وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني لزيارة اليابان، طبقاً للبيان.


إشادة سعودية بالاتفاق اليمني في مسقط لتبادل المحتجَزين

اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)
اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)
TT

إشادة سعودية بالاتفاق اليمني في مسقط لتبادل المحتجَزين

اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)
اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)

أشاد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، بالاتفاق الذي توصّل إليه طرفا الصراع في اليمن لتبادل المحتجَزين، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة سلطنة عمان، واصفاً هذه الخطوة بأنها «تعزز جهود التهدئة وبناء الثقة في اليمن».

وفي تغريدة على منصة «إكس»، نوّه آل جابر بالجهود التي بذلها فريقا التفاوض من الطرفين، مؤكداً أن الاتفاق يعالج قضية ذات بُعد إنساني، ويتيح لكل المحتجَزين العودة إلى أُسرهم، كما أعرب عن تقديره توجيهات القيادة السعودية، ومتابعة وزير الدفاع، وتعاون الحكومة اليمنية، والمساعي الصادقة من سلطنة عمان.

كان الوفد الحكومي اليمني ووفد الجماعة الحوثية قد أعلنا، الثلاثاء، توصلهم لاتفاق يقضي بتبادل 2900 محتجَز وأسير من الطرفين، حيث يشمل الاتفاق الإفراج عن 1700 أسير حوثي، مقابل 1200 محتجَز من الجانب الحكومي؛ بينهم 7 سعوديون و23 سوادنياً من قوات «تحالف دعم الشرعية» في اليمن.

من جانبها، رحّبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاتفاق المبدئي لإطلاق سراح المحتجَزين ونقلهم وإعادتهم إلى أوطانهم، داعية جميع الأطراف إلى ترجمة الالتزامات إلى أفعال على أرض الواقع.

وقالت رئيسة بعثة اللجنة في اليمن، كريستين شيبولا: «نُعوّل على تعاون أطراف النزاع، ومن الضروري أن تحترم الأطراف التزاماتها بموجب الاتفاق، وأن تعمل على تحديد المحتجَزين المقرر إطلاق سراحهم دون تأخير».

كما أشادت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبده شريف، بالجهود المبذولة من اللجنة الدولية وسلطنة عمان، مؤكدة أن التعاون المستمر من جميع الأطراف أمر أساسي لإحراز تقدم نحو إطلاق سراح المعتقلين.

بدورها، رحبت وزارة الخارجية العمانية بالاتفاق، وثمّنت الروح الإيجابية التي سادت المفاوضات بين 9 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مؤكدة دور المملكة العربية السعودية، وجهود مكتب المبعوث الأممي الخاص باليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل الأطراف المشارِكة في نجاح هذا المسعى الإنساني.

خطوة إنسانية وتوقعات بالتنفيذ

في تعليق حكومي يمني، أعرب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني عن ترحيبه بالاتفاق الذي يشمل شخصيات سياسية بارزة مثل الأستاذ محمد قحطان، واصفاً الخطوة بأنها «إنسانية مهمة طالَ انتظارها، وتُخفف من معاناة آلاف الأُسر اليمنية، وتمثل تقدماً ملموساً في أحد أكثر الملفات الإنسانية إيلاماً».

وأكد الإرياني أن الاتفاق جاء ثمرة توجيهات ومتابعة القيادة السياسية بمجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي، وتجسيداً لالتزام الحكومة بالتعامل مع ملف الأسرى والمحتجَزين كقضية إنسانية وأخلاقية، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو انتقائية؛ لضمان الإفراج عن الجميع دون استثناء.

كما أشاد بالدور المحوري للسعودية وجهود قيادتها في متابعة هذا الملف الإنساني، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، مشيراً إلى حرصها على تخفيف معاناة الشعب اليمني وتعزيز فرص التهدئة وبناء الثقة.

وأشار الإرياني أيضاً إلى مساهمة سلطنة عمان في استضافة جولات التفاوض، وتهيئة الأجواء المناسبة للتوصل إلى الاتفاق، مُعرباً عن تقديره الجهود الدولية والمبادرات الأممية التي أسهمت في تقريب وجهات النظر.

ولفت إلى أن الحكومة اليمنية ستواصل تنفيذ الاتفاق بكل مسؤولية؛ لضمان الإفراج الكامل عن جميع المحتجَزين والمختطَفين والمخفيين قسراً، ووضع حد لمعاناة آلاف الأُسر اليمنية التي طال انتظارها لهذا اليوم.


العليمي يجدد التحذير من مخاطر إجراءات «الانتقالي» الأحادية

حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)
حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)
TT

العليمي يجدد التحذير من مخاطر إجراءات «الانتقالي» الأحادية

حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)
حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)

جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الثلاثاء، التحذير من خطورة الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية على الدولة اليمنية.

وشدد العليمي على أن أي مساع لفرض واقع خارج إطار المرجعيات المتوافق عليها تهدد المركز القانوني للدولة وتضعف مؤسساتها، بما يفتح الباب أمام إعادة إنتاج الصراعات داخل الشرعية، ويزيد من هشاشة الدولة أمام الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

وأشار العليمي إلى أن الشراكة السياسية القائمة يجب أن تُحترم كأداة لحماية الدولة، وأن أي محاولة لتحويلها إلى وسيلة لفرض أجندة أحادية تعرّض البلاد لمخاطر كبيرة، بما في ذلك تعطيل مؤسسات الدولة، واستخدامها غطاءً لمشاريع خارجة عن التوافق الوطني.

وأضاف أن الحفاظ على وحدة القرار اليمني والتوافق الوطني العريض يمثل مصلحة عليا، ويعد شرطاً أساسياً لاستمرار الدعم سواء الإقليمي أو الدولي، وحماية مسار التعافي الاقتصادي، وضمان استقرار المجتمع اليمني، ومنع تفتيت الشرعية أو إضعافها.

وذكر الإعلام الرسمي أن العليمي عقد اجتماعاً مع رئاسة «هيئة التشاور والمصالحة» بحضور نواب رئيس الهيئة عبد الملك المخلافي، وصخر الوجيه، وجميلة علي رجاء، وأكرم العامري، لمناقشة الإجراءات الأحادية الأخيرة وتداعياتها على الشراكة السياسية.

وركز الاجتماع على دور الهيئة كأحد أعمدة التوافق الوطني التي أنشأها إعلان نقل السلطة لحماية مؤسسات الدولة من الانزلاق نحو الفوضى، وضمان استمرار التعاون بين القوى الوطنية المناهضة لمشروع الحوثيين المدعوم من إيران.

مسؤولية جماعية

أكد العليمي - حسب الإعلام الرسمي - أن الهيئة مطالبة بتحمل مسؤولية جماعية تتجاوز ردود الفعل، نحو بناء أدوات حاكمة تحمي مؤسسات الدولة وتردع أي محاولات لاستغلالها في مشاريع خارج التوافق.

وشدد على أن القضية الجنوبية، رغم عدالتها، يجب أن تعالج ضمن المرجعيات المتفق عليها، وعدم السماح بتحويلها إلى ذريعة لإجراءات أحادية قد تقوض فرص الحل السلمي، وتضعف التعاطف سواء الإقليمي أو الدولي، وتعيد القضية من مسارها السياسي الآمن إلى مسار تصادمي قد يفاقم الأزمات.

كما حذر العليمي من أن التهاون مع هذه الإجراءات الأحادية سيؤدي إلى إفراغ مجلس القيادة وهيئاته المساندة من مضمونها التوافقي، وتهديد المركز القانوني للدولة، وإعادة إنتاج صراع داخلي جديد داخل الشرعية، ما يضعف قدرة الدولة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية.

العليمي مجتمعاً في الرياض مع رئاسة هيئة التشاور والمصالحة (سبأ)

ولفت إلى أن المصالح العليا لليمن تتمثل اليوم في الحد من المعاناة الإنسانية، والحفاظ على وحدة القرار، واستمرار الدعم سواء الإقليمي أو الدولي، وحماية مسار التعافي الاقتصادي، ومنع عزل أو إضعاف الشرعية.

واطلع الاجتماع على إحاطة من رئاسة هيئة التشاور حول مقارباتها بشأن المستجدات الجارية، مؤكدة دعم الهيئة الكامل لمجلس القيادة والحكومة، وأهمية المضي قدماً في تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويض قيادة مجلس القيادة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية التوافق الوطني العريض، وحشد الطاقات كافة لمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

حماية الدولة ووحدة القرار

في سياق تحركات العليمي، ذكرت المصادر الرسمية أنه التقى بقيادات وزارة الخارجية ورؤساء البعثات الدبلوماسية، بحضور وزير الخارجية شائع الزنداني، لبحث مستجدات الوضع المحلي، خصوصاً الإجراءات الأحادية التي دفعت بعض المؤسسات لإصدار بيانات سياسية خارجة عن اختصاصها.

وحذر من أن هذا المسار يهدد وحدة القرار، ويخلق سلطة موازية بالقوة، مما قد يؤدي إلى ارتباك قانوني وسياسي داخلي، ويضعف جهود المجتمع الدولي في دعم استقرار اليمن.

وشدد رئيس مجلس القيادة اليمني على أن المواقف السياسية العليا تتحدد عبر مجلس القيادة ومؤسسات الدولة المختصة، وعلى رأسها وزارة الخارجية، وليس من خلال بيانات منفردة أو اصطفافات أحادية.

العليمي مجتمعاً مع قيادة وزارة الخارجية ومع البعثات الدبلوماسية عبر الاتصال المرئي (سبأ)

كما أشار إلى أن أي ازدواج في السلطة أو القرار من شأنه إعاقة برامج الدعم وإعادة اليمن إلى مربع الدولة الفاشلة المتنازع عليها، ومنح الحوثيين فرصة لتعزيز نفوذهم وتحشيد المقاتلين خلف شعارات زائفة.

وأكد العليمي على أهمية تحصين مؤسسات الدولة من أي تسييس إداري، ومنع استخدام الوزارات والمؤسسات السيادية والخدمية في أي مشاريع خارج نطاق المرجعيات الرسمية، مع اتخاذ مسار قانوني واضح ضد أي تجاوزات تهدد وحدة القرار أو المركز القانوني للدولة. وشدّد على توجيه الجهد الوطني نحو مواجهة الميليشيات الحوثية، واستعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء المعاناة الإنسانية، وحماية مصالح اليمن العليا على الصعيدين الداخلي والدولي.