تمكنت قوات الشرعية في تعز، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بإسناد من طيران التحالف التي تقودها السعودية، السيطرة على مواقع جديدة كانت خاضعة لميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وأفشلت هجماتها بشكل خاص على الجبهة الغربية من المدينة.
وشنت طائرات التحالف غاراتها على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة من المدينة وأطرافها. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الغارات استهدفت عدة مواقع للميليشيات، من بينها مواقع شرق مطار تعز الدولي باتجاه قرية القصير بالجندية ومناطق في الوازعية، غربا، وفي منطقة منجم بمنطقة ذي سامر في حيفان، جنوبا، وتجمعات في بيت الزعر خلف السجن المركزي في الضباب غرب المدينة، ومقر اللواء 35 بمفرق المخا نتج عنها تدمير مخزن سلاح.
وبينما تقترب قوات الجيش والمقاومة الشعبية من استعادة مركز مديرية الوازعية «الشقيراء»، الذي سيطرت عليه الميليشيات الانقلابية قبل أيام، تمكنت القوات، بعد مواجهات عنيفة، من السيطرة على جبل «الصيبارة» الاستراتيجي، غرب المدينة، وإحدى بوابات محافظة لحج الجنوبية، المطل على مركز المديرية.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «بقية الجبهات شهدت مواجهات عنيفة ورافقها قصف للميليشيات من مواقع تمركزها على الأحياء السكنية في مدينة تعز في الجبهة الشرقية والشمالية».
وأضاف القيادي أن الميليشيات ما زالت تصعِّد من عملياتها العسكرية في محافظة تعز وترتكب مجازرها ضد المدنيين العُزل، من خلال شن قصفها الهستيري على الأحياء السكنية والدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهات القتال خصوصًا الجبهة الغربية، الأكثر اشتعالاً، واستمرار حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة، وذلك قبل بدء الهدنة التي تشمل وقف كل الأعمال القتالية ابتداءً من 10 أبريل (نيسان) المقبل، وذلك قبل أسبوع من انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام المقرر عقدها في دولة الكويت.
وفي الجبهة الجنوبية، تحاول الميليشيات الانقلابية إحكام سيطرتها على مناطق (الحُجرية) أكبر قضاء في تعز، من خلال شن هجومها المتواصل على قرى الاعبوس وحيفان وحصارها على مدينة تعز، ويرافق ذلك مواجهتهم من قبل المقاومة الشعبية وسرية تابعة للواء 35 مدرع بقيادة العقيد وليد الذبحاني، حيث تكمن مهمتها في تحرير الجبهة من الميليشيات الانقلابية.
ويؤكد حسام الخرباش، من أبناء منطقة حيفان لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات اللواء 35 مدرع وعناصر المقاومة الشعبية موجودة في المنطقة وممتدة من جبال منطقة الاحكوم والمقاطرة، في الحجرية، وصولاً إلى منطقة طور الباحة التابعة لمحافظة لحج الجنوبية وحتى جبال المفاليس في حيفان وأجزاء من منطقة الاعبوس».
وأضاف: «دفع اللواء 35 مدرع بتعزيزات للمقاومة وعناصر الجيش الوطني في جبهة حيفان، في الوقت الذي قام فيه العقيد الذبحاني بزيارة مواقع المقاتلين لتعزيز معنوياتهم»، مشيرًا إلى أن «جبل الهتاري والريامي في منطقة الاعبوس تشهد هي الأخرى مواجهات عنيفة بين عناصر المقاومة الشعبية المسنودة من الجيش وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح».
وقال محافظ تعز علي المعمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنهم «يقفون مع السلام الذي يرتكز على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الدولي 2216، ومتى زالت مظاهر وأسباب الانقلاب فستتخلى المقاومة عن سلاحها وتنضوي في إطار وحدات الجيش والأمن، وتشديد الحصار على مدينة تعز وحشد القوة العسكرية لا يعطي مؤشرًا على جدية الانقلابيين في إنجاح المفاوضات المزمع عقدها في الكويت وتسليم مؤسسات الدولة وأسلحة الجيش والخروج من المدن والمحافظات التي سيطروا عليها».
وأضاف: «تخوض تعز مواجهة مع الانقلابيين في إطار معركة وطنية كبرى، ونحن جزء لا يتجزأ من الشرعية الدستورية، ونبارك كل خطوة تتخذها الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية، ونثمن موقف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الوقوف إلى جانب اليمن، وتعز على وجه الخصوص ونثق بدعمهم للجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاستكمال عملية تحرير تعز وكسر الحصار المفروض عليها من قبل الانقلابيين».
ومن جهتها، أكدت قيادة محافظة تعز في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «موقف أبناء محافظة تعز ثابت وراسخ ينطلق من قاعدة المصلحة الوطنية العليا والدعم الكامل للشرعية والرفض التام للانقلاب والانسجام الكامل مع الإرادة اليمنية».
وأضافت أن ثقتهم بقرارات الرئيس هادي الأخيرة التي عين فيها نائبًا له ورئيسًا للوزراء «ستعزز من فرص الخلاص لليمنيين بشكل عام، ولمحافظة تعز بشكل خاص، باعتبارها تجسد الأولوية، وذلك نتيجة لما تعانيه من حرب ودمار وحصار وحشي، وهو ما يتطلب التسريع بدعم الجيش الوطني والمقاومة الباسلة فيها بكل ما يلزم لكسر الحصار واستكمال عملية تحريرها من الميليشيات الانقلابية».
من جهة أخرى، نفذ المئات من أهالي مدينة تعز وقفة تضامنية مع جرحى المدينة من أفراد المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وهي الوقفة التي نظمتها ودعت إليها رابطة إعلاميات تعز.
وناشد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر ودول التحالف التي تقودها السعودية، سرعة إنقاذ الجرحى ومعالجتهم، وذلك في الوقت الذي كان قد وجه فيه مركز الملك سلمان بسرعة نقل مئات الجرحى وتسفيرهم للخارج للعلاج.
الجيش والمقاومة يستعيدان جبل الصيبارة في الوازعية.. والميليشيات تدفع بتعزيزات عسكرية
محافظ تعز: تشديد الحصار على المدينة لا يعطي مؤشرًا على جدية الانقلابيين في المفاوضات
الجيش والمقاومة يستعيدان جبل الصيبارة في الوازعية.. والميليشيات تدفع بتعزيزات عسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة