مقتل العشرات من سكان الفلوجة أثناء محاولتهم الفرار من «داعش»

برلمانيون يطالبون الحكومة ببيان موقفها من مأساة المدينة المحاصرة

نازحون من هيت غرب الأنبار يغادرونها أول من أمس إلى مواقع آمنة مع استمرار المعارك لتطهير المدينة (أ.ف.ب)
نازحون من هيت غرب الأنبار يغادرونها أول من أمس إلى مواقع آمنة مع استمرار المعارك لتطهير المدينة (أ.ف.ب)
TT

مقتل العشرات من سكان الفلوجة أثناء محاولتهم الفرار من «داعش»

نازحون من هيت غرب الأنبار يغادرونها أول من أمس إلى مواقع آمنة مع استمرار المعارك لتطهير المدينة (أ.ف.ب)
نازحون من هيت غرب الأنبار يغادرونها أول من أمس إلى مواقع آمنة مع استمرار المعارك لتطهير المدينة (أ.ف.ب)

بينما تواصل القوات الحكومية قصف الفلوجة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وتفرض حصارًا خانقًا على مداخل ومخارج المدينة ومن جهاتها الأربعة، وتمنع إدخال المواد الغذائية والطبية إلى المدينة خشية وقوعها في يد مسلحي تنظيم داعش، تتفاقم معاناة سكانها.
وأمام هذا الوضع الكارثي تعالت أصوات السياسيين من ممثلي محافظة الأنبار في البرلمان العراقي وحكومة الأنبار المحلية. ووصف نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب عن محافظة الأنبار حامد المطلك، الوضع الذي تعيشه الفلوجة بـ«الكارثي»، واتهم جهات متنفذة خارجة عن القانون بشن حملة إبادة جماعية بحق أبناء المدينة، داعيا حكومة حيدر العبادي إلى بيان موقفها من تلك الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العزل. وقال المطلك، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوضع الكارثي والمأساوي الذي تشهده مدينة الفلوجة وسقوط أبنائها بالعشرات وبشكل يومي، نتيجة الجوع والقصف الوحشي، أمر لا يمكن السكوت والتغاضي عنه، فسكان الفلوجة يتعرضون لجريمة إبادة جماعية تستهدفهم من الداخل عبر جرائم تنظيم داعش الإرهابي، ومن خارج المدينة عبر القصف الوحشي بالبراميل المتفجرة التي تلقيها المروحيات والقصف الوحشي المدفعي وسقوط مئات القذائف بشكل يومي». وتابع: «هناك مجاميع ميليشياوية تستهدف حرق وتدمير المدينة فوق رؤوس أهلها المحاصرين، وعلى حكومة العبادي توضيح موقفها من هؤلاء فإذا كان القصف المدفعي ليس مصدره قوات الجيش، فما جوابه عن إلقاء المروحيات عشرات البراميل المتفجرة وبشكل شبه يومي على الأحياء السكنية في المدينة التي يموت أهلها جوعًا وحرقًا. لا بد من الحكومة أن توضح لنا موقفها، فإما أن تصرح علنًا بعدم قدرتها على ردع هؤلاء المسيئين، وإما أن تتحرك بشكل فعلي وجاد من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء من أهالي الفلوجة، وإما سنتجه بملف الفلوجة إلى الأمم المتحدة، من أجل المساعدة في إنقاذ أرواح الأهالي ورفع الحيف والظلم عنهم».
وأشار المطلك إلى أن «هناك كثيرا من المؤسسات والمنظمات الإنسانية والدولية أبدت استعدادها لإرسال مساعدات غذائية وطبية، ووصلت بالفعل كميات منها، لكن لم نلمس أي تحرك فعلي من الحكومة، من أجل إيصال تلك المساعدات للأهالي، ولم نلمس أي تحرك على الصعيد العسكري، من أجل تحرير الفلوجة من دنس تنظيم داعش الإرهابي وإنقاذ أهلها من بطشهم، كأنها عملية إبادة اتفق الجميع عليها».
من جانب آخر، أعلن قائمقام مدينة الفلوجة، سعدون عبيد الشعلان، عن مقتل العشرات من أهالي الفلوجة على يد مسلحي تنظيم داعش أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، فيما أشار إلى سقوط مدنيين، بينهم أطفال ونساء، جراء القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ. وقال الشعلان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «مسلحي تنظيم داعش الإرهابي قاموا بارتكاب مجزرة بشعة بحق 35 شخصا من أهالي مدينة الفلوجة، بعد محاولتهم الهرب من قبضة المسلحين والتوجه نحو القوات الأمنية ومقاتلي عشائر الأنبار، ونفذ التنظيم الإرهابي المجزرة البشعة بحق الأبرياء بعد أن اقتادهم إلى وسط المدينة وقام بإعدامهم جميعًا رميًا بالرصاص وكان من بين الضحايا نساء وأطفال». وأضاف الشعلان: «شهدت أحياء الأندلس ونزال ومناطق أخرى في مدينة الفلوجة قصفا بواسطة المروحيات التي ألقت براميل متفجرة، وقصفا مدفعيا أسفر عن سقوط أكثر من 22 مدنيًا بينهم نساء وأطفال».
وأشار السعدون إلى أن «المسؤولين في الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار طالبوا عبر مناشدات ومقابلات شخصية مع رئيس الحكومة والسفير الأميركي في العراق، بالموافقة على إلقاء المساعدات التي وصلت إلى العراق من أجل إغاثة سكان الفلوجة عبر إلقائها جوا، وكانت طلباتنا قوبلت بالرفض، ولا نعرف السبب الحقيقي جراء هذا الرفض والامتناع عن إنقاذ أرواح الأبرياء».
واتهم مسؤولون ووجهاء من أهالي محافظة الأنبار الحكومة بمحاولة ارتكاب ما وصفوه بالإبادة الجماعية بحق الأهالي الأبرياء داخل المدينة، بعدم توفير ممرات آمنة للخروج أو إدخال الدواء والغذاء.
وقال النائب في البرلمان العراقي، أحمد السلماني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة العراقية وتنظيم داعش يتحملان مسؤولية حياة نحو مائة ألف مدني داخل الفلوجة، بينهم ما لا يقل عن 7 آلاف طفل رضيع لا ذنب لهم فيما يجري». وأضاف السلماني أن «تنظيم داعش الإرهابي وقبل سنة تقريبًا منع أهالي الفلوجة من الخروج من المدينة بشكل نهائي، في وقت لم يتوقف فيه القصف على الأحياء السكنية، ومنعت القوات العراقية فيه إدخال أي أغذية أو أدوية، وبالتالي فهي إبادة جماعية يتحملها الطرفان المتصارعان، حتى بات الجوع والقصف يفتكان بالسكان المحاصرين هناك».
إلى ذلك، وفيما تتواصل حملة أطلقها ناشطون مدنيون تحت عنوان «الفلوجة تقتل جوعًا» وصلت قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى محافظة الأنبار بمبادرة من الفنانة رانيا خلف التي تقود حملة إنسانية لمساعدة أهالي الفلوجة، غير أن تلك المساعدات لم تصل إلى الأهالي وأودعت المخازن لتركن هناك، حسب ما أفاد به قائمقام مدينة الفلوجة.
وكان مجلس محافظة الأنبار حذر في وقت سابق نهاية الشهر الماضي من مضايا ثانية في الفلوجة، داعيًا رئيس الوزراء إلى إنقاذ الأهالي المحاصرين أو الاستقالة من منصبه، ووصل عدد الضحايا من المدنيين في الفلوجة منذ بدء العمليات العسكرية مطلع 2014 حتى اليوم إلى أكثر من عشرة آلاف قتيل وجريح أغلبهم نساء وأطفال، بحسب إحصائية رسمية لمستشفى الفلوجة التعليمي.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».