بعد «زيكا».. فيروس «H1N1» ينتشر في البرازيل قبل 4 أشهر من الأولمبياد

بعد «زيكا».. فيروس «H1N1» ينتشر في البرازيل قبل 4 أشهر من الأولمبياد
TT

بعد «زيكا».. فيروس «H1N1» ينتشر في البرازيل قبل 4 أشهر من الأولمبياد

بعد «زيكا».. فيروس «H1N1» ينتشر في البرازيل قبل 4 أشهر من الأولمبياد

تواجه البرازيل معضلة جديدة بعد انتشار فيروس «H1N1» قبل أربعة أشهر من استضافة مدينة ريو لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية، ليُضاف إلى وباء «زيكا» القاتل.
وأدى فيروس «H1N1» إلى وفاة 46 شخصًا في أقل من شهرين في البرازيل، وتحديدًا في جنوب شرقي البلاد، أي أكثر بعشر وفيات من مجمل الرقم المسجل في 2015، وفق تقرير لوزارة الصحة البرازيلية.
وسجلت حالة وفاة واحدة صباح أمس (الخميس) في ريو، التي تحتضن الألعاب الأولمبية من 5 إلى 21 أغسطس (آب) المقبل.
وتقوم السلطات البرازيلية بحملة تلقيح وطنية من 30 أبريل (نيسان) الحالي حتى 20 مايو (أيار) المقبل.
وظهر فيروس «H1N1» في البرازيل في الأعوام الماضية بين شهري مايو ويوليو (تموز)، ولكن هذا العام فاجأ السلطات، إذ بدأ في فبراير (شباط).
ولا تزال أسباب هذا الوباء غير واضحة، ولكن معظم الخبراء يعتقدون أن الفيروس قد نقل مع البرازيليين الذين سافروا إلى نصف الكرة الشمالي خلال الأشهر الأولى من العام.
وأعلن عن فيروس «H1N1» للمرة الأولى عام 2009، في الولايات المتحدة والمكسيك، وقد أدى حتى الآن إلى وفاة 18500 شخص في 214 بلدًا حتى 2010.
وكان وباء «زيكا» انتشر في البرازيل أواخر 2015، حيث أعلن لاحقًا عن عدد من الوفيات وعن إصابة أكثر من 5.‏1 مليون برازيلي بالعدوى.
وأكدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف في فبراير (شباط) الماضي أن وباء «زيكا» الذي يضرب بلادها لا يشكل خطرًا على استضافة أولمبياد ريو، داعية البرازيليين إلى مكافحة البعوض الناقل للفيروس.
وينتقل فيروس زيكا بلسع بعوض يسمى «البعوض النمر». وهو يتسبب بأعراض شبيهة بالإنفلونزا (ارتفاع الحرارة ووجع في الرأس وألم في المفاصل)، لكنه يمكن أن يؤدي في حالات الحامل إلى تشوه خلقي لدى الجنين، حيث يمكن أن يولد بجمجمة أصغر من الحجم الطبيعي، وهو ما يُعرف بصغر الرأس.
وبحسب معلومات قدمتها وزارة الصحة البرازيلية، سجل البلد بين أكتوبر (تشرين الأول) وفبراير 462 حالة ولادة بتشوه خلقي بسبب فيروس زيكا، مقابل معدل 150 حالة في العام.
وأعرب منظمو دورة الألعاب الأولمبية عن قلقهم من انتشار فيروس زيكا في البرازيل، ولكنهم أبدوا ثقتهم بتراجعه في الوقت المناسب للألعاب.
وقال رئيس الخدمات الطبية في اللجنة المنظمة للأولمبياد جواو غرانغيرو في هذا الصدد: «عدد البعوض سيتراجع في أغسطس (آب) بشكل كبير، وعدد حالات زيكا سيعكس هذا التراجع».
لكنه أكد أنه يتعين اتخاذ احتياطات من قبل الرياضيين والسياح بارتداء «الملابس المناسبة».
كما قال الناطق باسم اللجنة المنظمة للألعاب، ماريو اندرادا: «نحن واثقون بأننا سنفوز في هذه المعركة، وأنها لن تؤثر على الألعاب».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.