كثف المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، انتقاداته لحلف شمال الأطلسي الذي مثل حجر زاوية في السياسة الخارجية الأميركية لعشرات السنين، ودعا إلى إصلاحات في الحلف الغربي قبل أيام من قمة عالمية تعقد في واشنطن.
ويستضيف الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة الأمن النووي يومي الخميس والجمعة في واشنطن، ويشارك فيها 56 وفدا. ومن المتوقع أن تهيمن قضية منع الإرهاب النووي على المناقشات، لكن آراء ترامب قد تكون محل بحث أيضا، لا سيما في الاجتماعات المغلقة.
وطرح ترامب رأيا مخالفا للسياسة الخارجية الأميركية المألوفة، إذ قال في مقابلة مطولة مع صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت أول من أمس إنه سيبحث السماح لليابان وكوريا الجنوبية بامتلاك أسلحتهما النووية، بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة في توفير الحماية لهما ضد كوريا الشمالية والصين. وشدد ترامب على أنه مستعد لـ«سحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية ما لم تدفع الدولتان أكثر لتغطية نفقات إسكان وإطعام هذه القوات». ويوجد في اليابان نحو 50 ألف جندي أميركي، بينما يوجد في كوريا الجنوبية 28500 جندي».
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، خلال مؤتمر صحافي أمس في طوكيو، إنه لا تغيير في سياسة اليابان التي تحظر تصنيع وامتلاك الأسلحة النووية. وقال إنه «بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأميركية، سيظل التحالف الأميركي - الياباني في قلب الدبلوماسية اليابانية، وله دور محوري في الاستقرار الإقليمي والدولي».
أما في ما يتعلق بالحلف الأطلسي، فقال ترامب في برنامج «ذيس ويك» الذي تذيعه شبكة «إيه بي سي» إن «حلف شمال الأطلسي عفا عليه الزمن». وأضاف أن الحلف الذي يضم 28 دولة أنشئ في عهد مختلف، عندما كان الاتحاد السوفياتي السابق يمثل التهديد الرئيسي للغرب. وتابع أن الحلف ليس مؤهلا لمكافحة الإرهاب، ويكلف الولايات المتحدة الكثير. وقال إنه يجب أن ندخل تعديلا على حلف الأطلسي.. يمكن تقليص حجمه، ويمكن إعادة تشكيله والاحتفاظ باسمه، ولكن يجب أن يتغير. وفي 21 مارس (آذار)، قال ترامب إن الولايات المتحدة يجب أن تقلص دعمها المالي لحلف الأطلسي الذي تشكل في 1949 بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح حصنا أمام التوسع السوفياتي.
ولن تشارك روسيا في القمة النووية القادمة في واشنطن، لكن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحضرها. وصرح أوباما بأن الولايات المتحدة ستراجع الجهود الدولية لمحاربة تنظيم «داعش» بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسل.
من جهته، وصف منافس ترامب على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري السناتور تيد كروز، آراء قطب العقارات ونجم تلفزيون الواقع السابق بشأن حلف الأطلسي بأنها «غباء كارثي». وقال كروز في مقابلة مع «فوكس نيوز» أول من أمس إن ترامب «جاهل». وأضاف أن التخلي عن أوروبا والانسحاب من أنجح تحالف عسكري في الوقت المعاصر «غير منطقي على الإطلاق»، متابعا: «هذا سيهدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصرا كبيرا، وهو نصر لداعش». وقال كروز إنه إذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة فسيقوم بقصف التنظيم الإرهابي، «حتى يسويه بالأرض وينتهي من الوجود».
على صعيد متّصل، رأى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن الخطاب الذي يسود حملة المرشحين الجمهوريين للرئاسة يشكل «إحراجا» للولايات المتحدة، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها المرشحان الرئيسيان، دونالد ترامب وتيد كروز.
وسئل كيري عبر شبكة «سي بي إس» أول من أمس عن ردود الفعل التي يتلقاها من المسؤولين خلال جولاته الخارجية، فقال إنه «استنادا إلى بعض الأسئلة التي تطرح، من الواضح بالنسبة إلي أن ما يحصل يحرج بلادنا». وكان يشير إلى دعوة ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وتبريره للإيهام بالغرق، إحدى الوسائل المستخدمة في التعذيب، وكذلك إلى اقتراح كروز أن تتولى الشرطة مراقبة أحياء المسلمين.
وأضاف كيري أن المسؤولين في البلدان الأخرى «لا يمكنهم تصديق ذلك، إنهم مصدومون (...) ويجهلون إلى أين سيؤدي كل ذلك بالولايات المتحدة»، معتبرا أن هذا الأمر «يصيبهم بالاضطراب حيال مصداقيتنا».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اعتبر كيري أن اقتراح ترامب منع المسلمين من دخول الأراضي الأميركية «يعرض الأمن القومي للخطر». وفي استطلاع للرأي قامت به جامعة كوينيبياك نشرت نتائجه نهاية ديسمبر، قال نصف المستطلعين إن انتخاب ترامب «سيحرجهم». ونصف من عبروا عن هذا الرأي هم من الديمقراطيين والمستقلين، في حين قال 44 في المائة من الجمهوريين إنهم سيفخرون بدخول ترامب للبيت الأبيض، أي أكثر بمرتين من عدد الجمهوريين الذين أوردوا أن هذا الأمر سيحرجهم.
ترامب ينتقد «الأطلسي» ويهدد بسحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية
كيري يعتبر أن حملة الجمهوريين الرئاسية «تحرج» الولايات المتحدة
ترامب ينتقد «الأطلسي» ويهدد بسحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة