موسكو تؤكد جهوزية قائمة المجموعات الإرهابية في سوريا

تضارب في التصريحات الروسية حول مشاركة قوات برية في تحرير تدمر

موسكو تؤكد جهوزية قائمة المجموعات الإرهابية في سوريا
TT

موسكو تؤكد جهوزية قائمة المجموعات الإرهابية في سوريا

موسكو تؤكد جهوزية قائمة المجموعات الإرهابية في سوريا

في حين أكد نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرمولوتوف، أمس، أن قائمة المجموعات الإرهابية في سوريا التي تأتي في سياق مبادرة المجموعة الدولية لدعم سوريا، باتت جاهزة تقريبًا، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي، «الدينامية الإيجابية للحرب المتواصلة إلى تخوضها القوات السورية ضد المجموعات والمنظمات الإرهابية في سوريا»، هذا، في ظل تضارب في التصريحات الروسية حول مشاركة قوات برية في تحرير تدمر.
إلى ذلك، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرمولوتوف، أمس، أن العمل على قوائم المجموعات الإرهابية في سوريا الذي يأتي في سياق مبادرة المجموعة الدولية لدعم سوريا، قد تم إنجازه تقريبًا، وأن تعقيدات برزت خلال وضع القائمة، نظرًا لأن المجموعات الإرهابية «تغير لونها» وتتخفى تحت اسم مجموعات المعارضة.
وفي سياق متصل، وجه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اتهامات للولايات المتحدة بأنها «لم تتخل، على ما يبدو، عن عادتها في تصنيف الإرهابيين بين (أخيار) و (أشرار)». وفي حديث لصحيفة «إزفستيا»، أبدى ريابكوف تفاؤلاً حذرًا إزاء المفاوضات السورية في جنيف، لافتًا إلى أهمية «منح المفاوضات طابعًا مستقرًا»، وثمن إيجابيًا إعلان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عن موعد الجولة التالية من المفاوضات يوم 11 أبريل (نيسان) المقبل، مشددًا على أهمية إشراك الأكراد في تلك المفاوضات على أسس متكافئة مع الجميع، وأن تتبنى الهيئة العليا للتفاوض، التي يُطلق عليها الروس اسم «مجموعة الرياض»، موقفًا واقعيًا، وأن «تكف عن محاولات فرض شروط مسبقة».
ويأتي العمل على صياغة الاتفاق المذكور بعد أن كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أنها ستبدأ اعتبارًا من 22 مارس (آذار) الحالي، بتوجيه ضربات لتلك المجموعات التي تخرق وقف إطلاق النار، وقال رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي، في بيان رسمي حينها، إن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة إجراء مشاورات في أقرب وقت للتوافق على نص الاتفاق حول آليات مراقبة وقف إطلاق النار، والإجراءات العقابية، محذرًا من أنه في حال عدم الحصول على رد من الولايات المتحدة، فإن روسيا ستقوم بتوجيه ضربات من جانب واحد للمجموعات التي تنتهك وقف إطلاق النار. وتشير بعض المصادر إلى أن صياغة نص الاتفاق تعترضه بعض العقبات الجدية، في مقدمتها كيفية التعامل مع خروق وقف إطلاق النار من جانب النظام السوري، وهل سيتم توجيه ضربات عقابية له أيضًا إذا خرق وقف إطلاق النار أم لا، وكيف سيجري هذا؟
في هذه الأثناء أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سحب ثلاث مروحيات ضاربة، مع طواقمها وعناصر الخدمة الفنية من مطار حميميم، وقامت طائرة الشحن العملاقة «آ.ن - 124» المعروفة بلقب «رسلان» بنقلهم إلى روسيا. كما أكد فاليري غيراسيموف رئيس هيئة أركان الجيش الروسي، في تصريحات للصحافيين أمس، أن جميع المقاتلات العملياتية - التكتيكية التي تقررت إعادتها من سوريا قد وصلت إلى قواعدها في روسيا، لافتًا إلى أن الطائرات الروسية التي لم يتم سحبها من القاعدة الروسية في مطار حميميم، «ستواصل توجيه ضربات ضد الإرهابيين»، حسب تأكيدات الجنرال غيراسيموف، مشيرًا إلى أن ما قامت به تلك الطائرات «يؤثر بشكل إيجابي على عمل المجموعات البرية من القوات الحكومية السورية والمقاومة».
وبينما نفى الكرملين، على لسان السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، مشاركة قوات برية روسية في عملية تحرير تدمر، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال غيراسيموف مشاركة عناصر من قوات النخبة الروسية في العملية. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في 24 مارس الحالي عن مقتل ضابط من قوات النخبة الروسية في محيط مدينة تدمر. وفي وقت سابق نقلت وكالة «إنتر فاكس» عن قائد مجموعة القوات الجوية الروسية في سوريا الفريق أول ألكسندر دفورنيكوف، قوله: «لن أخفي الأمر بأن هناك مجموعة من وحدة المهام الخاصة تعمل أيضًا على الأراضي السورية»، موضحًا أن هؤلاء «يقومون بمهام استطلاع المواقع وتوجيه المقاتلات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.