لم يساهم تدخل المصرف المركزي السوري الخميس الماضي، بالحد من تدهور قيمة العملة إلى حد كبير، حيث لم ترتفع قيمة العملة مقابل الدولار أكثر من 10 ليرات سورية من سعر الصرف مقابل الدولار، وذلك بعدما أعلن عن تمويله شركات الصرافة «بمبالغ كبيرة» من القطع الأجنبي لتلبية الاحتياجات التجارية وأنه «مستمر بهذا النهج حتى يتحسن سعر الصرف مشددا على أن أولويته اليوم تتمثل بالدفاع عن سعر الصرف.
العملة السورية فقدت أكثر من 10 في المائة من قيمتها منذ الانسحاب الروسي، حيث قاربت قيمة الدولار الأميركي، الـ500 ليرة سورية في السوق السوداء، أي تدنت عشرة أضعاف عما كانت عليه في العام 2011. قبل اندلاع الأزمة السورية، وهو أدنى مستوى تصل قيمة العملة السورية إليه في تاريخها. وسجل سعر الصرف لدى محلات الصرافة 460 ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي الواحد، خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يتدخل المصرف المركزي يوم الخميس، ليسجل سعر الصرف 450 ليرة مقابل الدولار الواحد.
ويرى معارضون سوريون أن هذا التراجع بقيمة العملة، يعود إلى «ضغوط دولية على النظام السوري، للقبول بالمرحلة الانتقالية التي تطالب المعارضة السورية بتطبيقها خلال محادثات السلام في جنيف». وقال عضو الائتلاف الوطني السوري هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» بأن تدني قيمة العملة السورية إلى هذا الحد «يبدو واضحًا أنه شكل من أشكال الرسائل الدولية للنظام السوري، ليستعد للانتقال السياسي، بعد تصريحات لمسؤولين بالنظام بأنه لا يرغب في عملية الانتقال السياسي»، مؤكدًا أن «هناك إرادة دولية جادة لتحقيق هذا الانتقال في البلاد» بعد خمس سنوات على اندلاع الأزمة.
وأوضح مروة أن رئيس النظام بشار الأسد «بدا غير متعاون مع الرغبة الدولية في تحقيق الانتقال السياسي، فكان من الطبيعي أن نرصد الرسائل الاقتصادية بعد الرسائل السياسية، وكان آخرها اجتماع (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري، و(وزير الخارجية الروسي) سيرغي لافروف».
وطوال تلك الفترة، كانت إيران ترفد المصرف المركزي السوري بالعملات الصعبة، وهو ما بدا أنه تراجع أو توقف، بحسب تقديرات الخبراء. ويعرب يشوعي عن اعتقاده أنها تراجعت «لأن إيران بدا أنها أوقفت مساعداتها المجانية، وباتت تطالب بالثمن المقابل الذي يكون عبر فتح باب التملك في سوريا»، مشيرًا إلى أن حكومة النظام السوري «لا تستطيع أن تفتح قضية التملك على مصراعيها، وهو ما يدفع إيران للتخفيف من تقديماتها النقدية التي تدعم الاقتصاد، بسبب فقدان الثمن المقابل».
هذا، ورأى الخبير الاقتصادي إيلي يشوعي أن التدخل الروسي «كان صنع مظلة أمان نفسي بالنسبة للسكان في الداخل، لكن انسحاب الروس، أفقد الناس الشعور بعامل الاستقرار الذي أوحى به التدخل الروسي، فتزايد الطلب على العملة الصعبة في الداخل، وهو ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة السورية».
تدخل «المركزي» لم ينقذ الليرة من التدهور وتقديرات بتراجع الدعم الإيراني
تدخل «المركزي» لم ينقذ الليرة من التدهور وتقديرات بتراجع الدعم الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة