تعليق الدراسة في جامعة صنعاء احتجاجًا على إقصاء الأكاديميين بقوة السلاح

تعليق الدراسة في جامعة صنعاء احتجاجًا على إقصاء الأكاديميين بقوة السلاح
TT

تعليق الدراسة في جامعة صنعاء احتجاجًا على إقصاء الأكاديميين بقوة السلاح

تعليق الدراسة في جامعة صنعاء احتجاجًا على إقصاء الأكاديميين بقوة السلاح

علّقت جامعة صنعاء التي تعد من أكبر الجامعات اليمنية، الدراسة والعمل أمس، لمدة أسبوع احتجاجًا على تدخلات الميليشيات في شؤون الجامعة، وإصدار قرارات إقصاء للكوادر الأكاديمية واستبدالهم بشخصيات محسوبة على الحوثيين.
واتهمت الهيئتان الإداريتان لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، ونقابة الموظفين، في بيان صحافي، الميليشيات باقتحام مكاتب الجامعة، ونهب الختومات بقوة السلاح.
وأكدت النقابتان أن القرارات الصادرة عن نائب الوزير العالي والبحث العلمي (المكلف) بدلاً عن رئيس الجامعة ونوابه (المعينين بدرجة وزير وبقرار جمهوري)، هي قرارات تخالف القانون، وتتجاهل العمل الأكاديمي، وتنسف تفاهمات سابقة مع المعينين في الدولة والتعليم العالي بعدم اتخاذ أي إجراءات إقصائية تمس قيادة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم والموظفين في الفترة الراهنة.
وشدد البيان على أن كل القرارات التي أصدرها «نائب الوزير المكلف» مرفوضة شكلاً ومضمونًا «ونعتبرها كأن لم تكن»، محذرًا من أي محاولة لفرضها «لأن ذلك سيكون له مآلات نحمل من يقف خلفها المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب عليها».
ولفت إلى أنه بدلاً من الاستجابة الإيجابية لتصحيح الوضع واحتواء الموقف، فوجئت النقابتان باقتحام المكاتب، وسحب ختم الجامعة بالقوة، وكيل التهم للنقابتين وأعضاء مجلس الجامعة والتحريض ضدهم، بينها تهم خطيرة وجسيمة تشكك في ولائهم الوطني وتتهمهم بالعمالة والخيانة والتدليس، وهو ما يعرض حياتهم للخطر.
وأشارت النقابتان إلى أن عمداء الكليات تلقوا تهديدات من مسؤول موال للميليشيات في وزارة التعليم العالي بفرض قراراته، ولو بالقوة، مضيفة أنها علّقت العملية التعليمية والإدارية في الجامعة لمدة أسبوع اعتبارًا من اليوم (أمس)، وفي حالة عدم التجاوب بإلغاء قرارات التكليف، فسيتم الاستمرار في التعليق بشكل مفتوح.
إلى ذلك، أصيب ثلاثة أشخاص في انفجار قنبلة يدوية في جامعة العلوم والتكنولوجيا، بالعاصمة صنعاء، وذكر بيان الجامعة أن قنبلة يدوية انفجرت في أحد ممرات الجامعة دون أن يعرف من يقف وراءها، وأدى ذلك لإصابة طالبين وموظف إصابات طفيفة، مشيرة إلى أن الجامعة باشرت مع الجهات الأمنية التحقيق في الحادثة، للوصول للجاني.
وعلى صعيد العمليات العسكرية، انطلقت صباح أمس عملية عسكرية كبيرة لقوات الجيش الوطني في محافظ حجة لتحرير محيط مدينة ميدي الساحلية، ونفذ الجيش هجومًا كبيرًا بمساندة المقاومة الشعبية، وتحت غطاء جوي من التحالف العربي.
وذكر العميد ركن عمر سجاف أركان حرب المنطقة العسكرية الخامسة، أن قوات الجيش الوطني سيطرت سيطرة كاملة على مدينة ميدي ومزارع محيطة بها، حيث حررت مواقع المخازن والمداحشة ومزارع نسيم غرب حرض.
وذكر المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية أن الجيش الوطني تقدم إلى ما بعد ‫‏ميدي من اتجاه الساحل وسط تغطية مكثفة من طيران التحالف العربي، وتمكن من تحرير مزارع «نسيم» التي تبلغ مساحتها نحو 5 كيلومترا، وتقع بين ميدي والجر، وكانت تستخدمها الميليشيات منصة لإطلاق الصواريخ على مواقع الجيش الوطني.‬‬‬



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.