مساعد البشير: أسباب رفض المعارضة لخريطة الطريق واهية

اعتبر وقف الحرب وتحقيق السلام هدفًا استراتيجيًا

مساعد البشير: أسباب رفض المعارضة لخريطة الطريق واهية
TT

مساعد البشير: أسباب رفض المعارضة لخريطة الطريق واهية

مساعد البشير: أسباب رفض المعارضة لخريطة الطريق واهية

دعت الحكومة السودانية حاملي السلاح لما سمته تحكيم صوت العقل والجنوح لخيار السلام، وإنهاء معاناة المواطنين في مناطق الحروبات الأهلية، واعتبرت حجج المعارضة لرفض توقيع خريطة الطريق التي قدمتها الوساطة الأفريقية بالواهية، وهو الأمر الذي تعتبره المعارضة مجرد محاولة لكسب الوقت، ومحاولة لدفع المجتمع الدولي والإقليمي لممارسة ضغوط عليها لإجبارها على توقيع وثيقة تعبر عن وجهة النظر الحكومية.
وقال مساعد الرئيس إبراهيم محمود في ملتقى السلام الثاني لنساء جبال النوبة، أمس، إن السلام هدف استراتيجي تسعى حكومته لتحقيقه، وإن البحث عنه دفع الوفد الحكومي الذي يقوده للتوقيع على خريطة الطريق التي دعت إليها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى رغم تحفظاته عليها.
وقطع محمود بأن أسباب الامتناع عن توقيع خريطة الوساطة واهية، وأضاف: «آن الأوان لوقف الحرب التي دارت على مدى ثلاثة عقود وخلفت الدمار والخراب». وأشار محمود في حديثه للملتقى النسائي إلى حجم المعاناة التي واجهتها المرأة في مناطق الصراع، ونادى بالعمل على إحلال السلام من الداخل بدعوة أبناء النوبة في الحركات المسلحة لخيار السلام.
من جهتها، ناشدت رئيس المنظمة العالمية لرعاية المرأة بمناطق النزاعات عفاف تاور - الموالية لحكومة الخرطوم - المجتمع الدولي، مواصلة ضغوطه على الحركات المسلحة للتوقيع على خريطة الطريق، وإنهاء معاناة أبناء المنطقتين جراء الحرب التي دفع ثمنها شرائح المجتمع كافة، لا سيما المرأة.
ومنحت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، المعارضة السودانية، الخميس الماضي، أسبوعًا للتوقيع على خريطة الطريق التي دفعت بها الوساطة الأفريقية، الاثنين الماضي، لأطراف النزاع السوداني في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وهي الوثيقة التي رفضت توقيعها كل من الحركة الشعبية - الشمال، وحركتا تحرير السودان والعدل والمساواة وحزب الأمة القومي، ووقعتها منفردة مع رئيس الوساطة ثابو مبيكي حكومة الخرطوم. وأشادت زوما بتوقيع الحكومة على خريطة الطريق، باعتبارها جهدًا يهدف لمواجهة التحديات السودانية، ودعت الفريقين للتوقيع على وجه السرعة في مدة تنتهي غدًا الاثنين، وطلبت من الأطراف التي رفضت التوقيع بالكف عن إطلاق أية تصريحات لا تخدم تحقيق السلام الدائم في السودان.
واعتبرت القوى التي شاركت في الملتقى تصريحات زوما ضغوطًا دولية مسلطة عليها لقبول خريطة الطريق المقدمة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، واعتبرتها غير ذات جدوى.
وقطع الأمين العام للحركة الشعبية - الشمال ورئيس وفدها المفاوض ياسر عرمان، بأنهم لن يستجيبوا لأي ضغوط للتوقيع على خريطة طريق عديمة الجدوى.
واعتبر عرمان وفقًا لوسائل إعلام محلية، الوثيقة التي وقعتها حكومة الخرطوم تعبيرًا عن وجهة نظر نظام الحكم، وتهدف لإلحاق أربع قوى سياسية وعزل الآخرين عن الحوار، ووصف توقيع رئيس الوساطة ثابو مبيكي على خريطة الطريق مع الحكومة بأنه «أمر غريب وغير محترم»، لأنه اقتصر على طرف واحد.
وتعهد عرمان بالاحتماء بالشعب بمواجهة الضغوط، وعدم توقيع ما سماه «وثيقة تزور إرادة الشعب السوداني»، وتعيد إنتاج نظام الإنقاذ، ودعا لإقامة حوار متكافئ دون عزل أي قوى سياسية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».