فتحت مكاتب الاقتراع صباح أمس في أريزونا، مستهلة بذلك يوما جديدا من الانتخابات التمهيدية الرئاسية في الولايات المتحدة، فيما توجّه ناخبون من يوتاه وإيداهو للإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشحهم.
وتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع منذ السابعة بالتوقيت المحلي في أريزونا، جنوب غربي الولايات المتحدة، للاختيار بين المرشحين الديمقراطيين، هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، والمرشحين الجمهوريين الثلاثة، وبينهم دونالد ترامب، الذي لا يزال متقدّما السباق الجمهوري. وتتوقع استطلاعات الرأي الأخيرة فوز الملياردير دونالد ترامب في ولاية أريزونا، على أن تخصص أصوات المندوبين الـ58 إلى المرشح الفائز.
إلى ذلك، فتحت مكاتب الاقتراع في وقت لاحق مساء أمس في يوتاه، غربي البلاد، حيث أدلى الناخبون من المعسكرين أيضا بأصواتهم، كما كان الحال في إيداهو (شمال غرب) حيث يعقد الديمقراطيون فقط مؤتمراتهم الحزبية (لقاءات سياسية). أما الجمهوريون، فعقدوا مؤتمرات حزبية في أرخبيل ساموا. ويتنافس المرشحون على أصوات 149 مندوبا لدى الديمقراطيين، و98 مندوبا لدى الجمهوريين.
من جهة أخرى، تواجهت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب مساء أول من أمس أمام مجموعة ضغط يهودية نافذة (أيباك)، وجعلا من التحالف مع إسرائيل رهانا أساسيا في السباق إلى البيت الأبيض. ويتراوح عدد اليهود في الولايات المتحدة بين خمسة وستة ملايين نسمة، وهم أكبر مجموعة يهودية في العالم بعد إسرائيل، وأصواتهم التي غالبا ما يقال إنها مؤيدة للمعسكر الديمقراطي، تبقى حاسمة لأي مرشح رئاسي.
وقالت كلينتون في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية (إيباك): «نعم، نحتاج إلى ثبات، وليس إلى رئيس يقول إنه حيادي الاثنين، ومؤيد لإسرائيل الثلاثاء، ولا نعرف ماذا أيضا الأربعاء، لأن كل شيء قابل للتفاوض (...) أمن إسرائيل ليس موضوع نقاش».
في المقابل، وبعد بضع ساعات قليلة، شدّد ترامب أمام الحضور نفسه، الذي قارب عددهم 15 ألف شخصا، على أن وزيرة الخارجية السابقة (2009 - 2013) للرئيس باراك أوباما كانت «كارثة حقيقية» خلال توليها منصبها. وصرح ترامب المتحدر من نيويورك، حيث يقيم كثير من اليهود الأميركيين، أنه «عندما أصبح رئيسا، فإن أول ما سأقوم به هو التوقف عن معاملة إسرائيل وكأنها مواطن من الدرجة الثانية». وسبق قدوم ترامب تهديدات بتنظيم تظاهرات معادية له، إلا أن خطابه حظي بتجاوب الحضور.
وتحدث المرشحان الجمهوريان الآخران، وهما تيد كروز وجون كاسيك أيضا أمام اللوبي، بينما اعتذر منافس كلينتون الديمقراطي بيرني ساندرز، وهو يهودي، لأسباب متعلقة بجدول أعماله.
وكان ترامب أثار دهشة كثير من المسؤولين اليهود عندما أكد في السابق أنه «على الولايات المتحدة الاضطلاع بدور الوسيط (المحايد) بين إسرائيل والفلسطينيين». إلا أنه أثار تصفيقا حادا عندما تعهد في حال انتخابه بالاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، وبأنه سينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها. وتعهد ترامب كذلك بـ«تفكيك الاتفاق الكارثي» الموقع في يوليو (تموز) بين القوى العظمى وإيران حول برنامجها النووي، واتهم أوباما بأنه «أسوأ ما حصل ربما لإسرائيل».
من جهتها، أشادت كلينتون التي ساهمت خلال توليها حقيبة الخارجية في تحسين صورة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد رئاسة جورج بوش، بـ«رؤى مختلفة عن زعامة أميركا في هذه المنطقة من العالم»، واتهمت ترامب بـ«انتهاج سياسة خارجية يمكن أن تهين أصدقاءنا ولا تتعاون معهم وتزيد أعداءنا جرأة دون التغلب عليهم».
وشددت كلينتون: «من أجل أمن إسرائيل والعالم، نحن بحاجة لأميركا تلعب دور القيادي الدولي المحترم الملتزم بالدفاع عن النظام الدولي وتعزيزه».
وبعدما فشل خلفها جون كيري في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2014، أعلنت كلينتون أنها تؤيد حل «الدولتين»، ووعدت بـ«مواصلة المفاوضات المباشرة».
وتبنى ترامب الموقف نفسه. فقد دعا على غرار الإدارات الأميركية المتتالية إلى «اتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني» يفضي إلى حل الدولتين. وشدد على أن «لا أحد يؤيد إسرائيل أكثر مني. علينا حماية إسرائيل». ونددت منافسته الديمقراطية بكل أشكال معاداة السامية و«عدم التسامح والتطرف في مجتمعاتنا»، بينما يتعرض ترامب للانتقاد بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين وللمتحدرين من أصل إسباني. وانتقدت كلينتون «من يشجع على العنف، ولا يتخذ موقفا محددا من مؤيدي تفوق العرق الأبيض ويدعو إلى طرد 12 مليون مهاجر ويطالب بتجاهل لاجئين بسبب ديانتهم ويقترح منع المسلمين من القدوم إلى الولايات المتحدة». وشددت على أن الولايات المتحدة «يجب أن تكون أفضل من ذلك».
وإذ شددت كلينتون على أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب ألا يفقدوا الأمل في السلام، أعربت عن موقف متشدد من منفذي الهجمات في إسرائيل.
في سياق متصل، وبعد أن تعرض لضغوط لإعطاء تفاصيل أكبر حول فريقه من المستشارين وسياسته الخارجية، كشف ترامب قبل كلمته أمام «إيباك» عن أسماء ستة مستشارين، من بينهم كيث كيلوغز الجنرال الأميركي المتقاعد الذي كان رئيس العمليات خلال الأشهر الأولى الكارثية إبان الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 و2004. واستبعد ترامب الذي أكد معارضته لحرب العراق منذ البداية، خلال مؤتمر صحافي في فندق فاخر يقوم بتطويره في واشنطن، أي قلق يمكن أن يثيره كيلوغز. وقال ترامب: «لدي رأي مختلف، وأنا أحب الآراء المغايرة». وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب اختار خمسة مستشارين، يقودهم السناتور الجمهوري من الاباما جيف سيشونز. وتابعت الصحيفة أن ترامب ضم إليه «وليد فارس الذي تعرفونه على الأرجح، والذي يعمل مستشارا لدى مجلس النواب والخبير في شؤون مكافحة الإرهاب». وفارس أستاذ جامعي من أصل لبناني انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1990، وعمل أستاذا في جامعتي فلوريدا وميامي. وتورد صحف متخصصة أنه سبق أن نشط في صفوف الميليشيات المسيحية خلال السنوات الأولى للحرب الأهلية في لبنان.
جولة جديدة من الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية في أريزونا ويوتاه وإيداهو
ترامب يتعهد بتفكيك «الاتفاق الكارثي» مع إيران.. ويكشف عن أسماء مستشاريه
جولة جديدة من الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية في أريزونا ويوتاه وإيداهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة