تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بهزيمة الإرهابيين، معلنا إدانته للهجمات الإرهابية في بروكسل. وقال أوباما خلال خطاب ألقاه في العاصمة الكوبية هافانا: «أفكار وصلوات الشعب الأميركي مع بلجيكا بعد الهجمات التي تعرضت لها بروكسل. والولايات المتحدة تقف متضامنة مع بلجيكا في إدانة الهجمات». وأضاف: «نستطيع هزيمة الإرهابيين، وسوف نهزم أولئك الذين يهددون سلامة وأمن الناس في جميع أنحاء العالم، وما حدث يذكرنا بضرورة أن يتحد العالم وعلينا أن نعمل معا بغض النظر عن الجنسية أو العقيدة أو العرق في مكافحة آفة الإرهاب».
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما تحدث هاتفيا مع رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال، وأكد خلال الاتصال الهاتفي دعم الولايات المتحدة لبلجيكا وتقديم المساعدة الضرورية في التحقيقات بهدف تقديم المسؤولين عنها للعدالة. وشدد الرئيس أوباما على أن بلاده تقف مع الشعب البلجيكي وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي وعلى استعداد للتعاون الكامل لهزيمة آفة الإرهاب.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تنظر في التقارير التي تحدثت عن إصابة ثلاثة أميركيين في الهجمات، وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث عبر الهاتف من كوبا مع نظيره البلجيكي. وأصدر كيري بيانا أدان فيه الهجمات، وقال: «هجمات اليوم المقيتة هي لطمة ضد الشعب البلجيكي وأوروبا. ونحن على استعداد لتقديم كل ما يدعم الحكومة البلجيكية وكل أوروبا لمواجهة هذه المأساة. وهذه الهجمات ستعمق عزمنا المشترك لهزيمة الإرهاب في جميع أنحاء العالم».
فيما شددت النائبة العامة الأميركية لوريتا لينش على رفع مستوى التنسيق بين الوكالات الأميركية والأجهزة البلجيكية للتعاون في ملاحقة الإرهابيين. وأعلنت عدة مدن أميركية مثل واشنطن ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجليس رفع حالة الاستنفار الأمني واتخاذ إجراءات أمنية مشددة وزيادة دوريات الشرطة في المطارات ومحطات المترو ومحطات السكك الحديدية، مع تشديد فحص المسافرين. وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إنها لن تتردد في ضبط الوضع الأمني حسب الحاجة لحماية الشعب الأميركي في أعقاب هجمات بروكسل.
وأعلنت شركات الطيران الأميركية إلغاء الرحلات الجوية إلى بروكسل بعد التفجيرات الإرهابية في المطار الدولي في العاصمة البلجيكية وتم إلغاء ما يقرب من 400 رحلة جوية منذ صباح أمس. وأعلنت السلطات الأمنية في نيويورك تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات الثلاثة الرئيسية في المدينة (مطار كنيدي ومطار لاغوارديا ومطار نيوارك ليبرتي) وزيادة الدوريات الشرطية عند الجسور والأنفاق ومحطات الحافلات وانتشرت جنود وحدة مكافحة الإرهاب في المناطق السياحية وعند موقع مركز التجارة العالمي. وكثفت الشرطة وجودها عند الوزارات والمباني الحكومية الفيدرالية في العاصمة واشنطن ونشرت دوريات من الكلاب البوليسية كإجراء احترازي
وقال عمدة مدينة نيويورك في مؤتمر صحافي إنه «لا توجد إشارات موثقة على وجود تهديدات إرهابية ضد مدينة نيويورك، لكننا على أتم استعداد وقمنا بتشديد الإجراءات الأمنية ونشر وحدات إضافية لمكافحة الإرهاب في المناطق المزدحمة وعبر المدينة، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي». وقد سارع مرشحو الحزب الجمهوري الثلاثة إلى توجيه انتقادات لإدارة أوباما في تعاملها مع التطرف الإرهابي وتنظيم داعش بعد الهجمات الإرهابية على بروكسل. وأطلق الملياردير الأميركي دونالد ترامب على بروكسل لفظ المدينة المنكوبة متعهدا باستخدام أساليب أقسى من الإيهام بالغرق ضد الإرهابيين، وكرر دعوته لحظر هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وقال ترامب - الأوفر حظا في سباق الحزب الجمهوري - في تصريحات لشبكة «إن بي سي»: «أنا أتحدث مع خبراء حول كيفية هزيمة (داعش).. بروكسل مدينة جميلة والآن أصبحت مدينة منكوبة ومسرحا للرعب ولا يمكن أن نكون ضعفاء». وانتقد ترامب القوانين التي تحد من أساليب الاستجواب، وقال: «إننا نعمل وفقا للقوانين لكن هذه القوانين لا تعمل، بينما هم (الإرهابيين) لا يعملون وفقا لقوانين، ومحاكاة الغرق ستكون جيدة وإذا استطعنا تغيير (توسيع) القوانين فأنا أود أن أفعل أكثر بكثير من محاكاة الغرق». وشدد ترامب على أنه يساند التعذيب للحصول على معلومات استخباراتية من الإرهابيين. وكرر ترامب تصريحاته بفرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة وقال: «علينا أن نكون أذكياء، الناس يدخلون الولايات المتحدة دون وثائق حقيقية ولا نعرف من أين أتوا، وهناك احتمال أن يكون بينهم أشخاص من (داعش)». ووجه السيناتور تيد كروز انتقادات لاذعة للرئيس أوباما داعيا إلى تجميد استقبال المهاجرين إلى أن يتم تحسين الإجراءات لضمان عدم تسلل إرهابيين إلى داخل الولايات المتحدة. وقال كروز في مؤتمر صحافي بواشنطن صباح الثلاثاء: «هذا ليس حادثا معزولا فقد أعلن (داعش) عن (الجهاد) وما نراه يؤكد أننا في حرب، وما يقوم به الرئيس أوباما من سياسات لم تعد صالحة ومن الواضح أن علينا إعادة النظر في سياسة الهجرة لدينا في جميع المجالات لمنع الإرهابيين من الدخول إلى الولايات المتحدة». ودعا كروز أوباما إلى قطع زيارته لكوبا والعودة إلى الولايات المتحدة. وقال: «حلفاؤنا في بروكسل تعرضوا لهجوم من الإرهابيين المتطرفين بينما الرئيس أوباما يقضي وقته في حضور مباراة بيسبول مع كاسترو». وأضاف كروز: «لأكثر من سبع سنوات لدينا رئيس يرفض الاعتراف بالواقع. وحقيقة أننا لا يمكن أبدًا أن نأمل في هزيمة هذا الشر طالما رفضنا تسميته فهذا تطرف إسلامي أعلن الحرب ضد أميركا والغرب سواء في سان برناردينو أو باريس أو بروكسل. وهذا سينتهي في يناير (كانون الثاني) 2017 عندما أصبح رئيسا للولايات المتحدة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى قائد أعلى للقوات المسلحة يقوم بكل ما يلزم لهزيمة العدو، وبحاجة إلى وقف فوري لخطة أوباما غير الحكيمة لجلب عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين».
ووصف المرشح الرئاسي الجمهوري جون كاسيك الإرهاب بأنه «مرض» مؤكدا أنه يجب على الولايات المتحدة أن تضاعف من جهودها مع الحلفاء لتحديد واقتلاع وتدمير مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية الشريرة.
من جانبها أكدت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أن الأميركيين يقفون متضامنين مع الحلفاء الأوروبيين وقالت: «الإرهاب يضرب مرة أخرى وقد ضرب قلب أوروبا لكن حملتهم المليئة بالكراهية والخوف لن تنجح وهجمات اليوم ستعزز من عزيمتنا على الوقوف معا كحلفاء ودحر الإرهاب والجهاد المتطرف في مختلف أنحاء العالم».
ويقول المحللون إن هجمات بروكسل قد تدفع المرشحين الجمهوريين إلى اتباع نهج تصريحات أكثر تشددا ضد الإرهاب وأوضحوا أن اقتراحات ترامب السابقة بفرض حظر على المسلمين - والتي واجهت إدانات واسعة النطاق - قد تجد الآن تأييدا من الناخبين مع تصاعد المخاوف من وقوع هجمات إرهابية مشابهة داخل الولايات المتحدة. وهو أيضا ما يفرض تحديا للسيناتور كروز الذي يحاول أن يواجه منافسه ترامب.
أميركا تشدد الإجراءات الأمنية.. وتلغي الرحلات الجوية إلى بروكسل
أوباما يدين هجمات بروكسل ويتعهد بهزيمة الإرهاب
أميركا تشدد الإجراءات الأمنية.. وتلغي الرحلات الجوية إلى بروكسل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة