أكد كبير مفاوضي الهيئة العليا التفاوضية للمعارضة السورية في جنيف، محمد علوش، أن «وفد المعارضة كان متجاوبًا ومتفاعلاً بشكل كبير وإيجابي في مفاوضات جنيف، فيما رأى أن النظام لا يريد حلا وهو يستخدم سلاح الغذاء لتركيع الناس»، واصفا أيضا الخروج الروسي الجزئي من سوريا بـ«المناورة». واعتبر علوش في مقابلة مع «وكالة الأناضول» أنه «عندما يرسل النظام وزارة الخارجية وموظفيه، فهذا دليل بأنه لا يريد الحل، بل يريد كسب الوقت، لإعادة ترتيب صفوفه وأوراقه، ويظن أن الوقت لصالحه، ويريد إعادة موازين القوى التي أخل بها التدخل الروسي، وزارة الخارجية لا تملك قرارًا في سوريا، إنهم موظفون معتمدون»، وأضاف، «لو كان النظام يريد الحل، لأرسل ضباطه الأمنيين الكبار، لحل القضية».
وقال علوش إن لحيته «مرخصة من وزارة الأوقاف السورية»، وذلك في رد منه على تصريحات رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، الذي طالبه بحلق لحيته كشرط للجلوس معه على طاولة التفاوض. ولفت إلى أن «النظام يتّبع طرقا في الكبت الأمني على المواطنين، ولو أراد أحد إطلاق لحيته، فيحتاج إلى رخصة من الأوقاف، ثم الذهاب إلى الفروع الأمنية من أجل اعتماد الرخصة بإطلاق اللحية». وتابع «أقول للجعفري وأمثاله، بأن تلك الحياة انتهت، ولم يعد عليك سلطة للشعب.. أما نحن فانطلقنا إلى زمن حرية ولن تعود لكم السلطة مهما طال الزمن».
وكان الجعفري، الذي يرأس وفد دمشق إلى مفاوضات جنيف، وصف علوش بـ«الإرهابي» وقال: «لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يسحب (علوش) تصريحه من التداول ويعتذر ويحلق لحيته». ولم يكشف الجعفري عن فحوى ذلك التصريح الذي طلب بسببه الاعتذار.
وحول اللقاءات التي عقدها وفد المعارضة مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أوضح علوش «قدمنا تصورنا بشكل مكتوب وخطي، على شكل وثائق وجدول عمل، وتصوّرنا حيال تنفيذ القرارات الأممية، للوصول لتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تدير البلاد سواء بالسلطات الرئاسية والبرلمانية، حتى يكون لدينا تحقيق عملية انتقال حقيقي للسلطة». وأشار إلى أن النظام «قدم ورقة كأنه يقول فيها، إنه لا يريد تطبيق الحلول التي تؤدي لما يرغب به الشعب، وأدخل نقاطا ليست ضمن إطار التفاوض»، وهو ما عبر عنه دي ميستورا بأن الفرق كبير بين الطرفين.
وأشار علوش إلى أن «الجولة الماضية (جنيف- 2) تعثرت بسبب سوء الإجراءات الإنسانية»، مضيفا «من يُقتل في تدمر والرقة هو الشعب السوري، ومقرات تنظيم داعش سليمة لم تتعرض للقصف، بينما فصائل الجيش الحر ونحن منها، قامت بتحرير مجموعة من القرى في ريف حلب الشمالي، وهذا لم تفعله روسيا ولا التحالف الدولي، الشعب السوري بفصائله والجيش الحر، كفيل بطرد (داعش)، والتحالف الدولي، وقصف روسيا يأتي بمصائب على المدنيين فقط».
وفي ما يتعلق بالمطالب الإنسانية، أوضح علوش أن المعارضة «طلبت فصلها عن المسار السياسي، ولكن الفصل لا يعني فصلاً مطلقًا، فلا يزال المعتقلون قابعين في سجون العصابة، والعمليات الجوية السبت أرجعتنا إلى صفر الهدنة، والنظام يعتقل آخرين في مناطقه، من طلاب جامعات ومدارس وموظفين، ليقوم بعد أيام بتسليمهم من جديد للأمم المتحدة، ويقول بأنه أفرج عن المعتقلين». وتابع علوش بالقول إن «النظام يستخدم سلاح الغذاء لتركيع الناس، ولفت إلى أن روسيا لها يد في إثارة الهدن المناطقية، التي تقوم على مبدأ المصالحة مقابل الغذاء، وهذه جريمة حرب منكرة، ولا يزال يستخدمها». واعتبر «خروج الروس كان بسبب التكلفة الباهظة للحل، وهم يريدون العودة، نحن نرى بأنها مناورة وليست انسحابا، ولكن خطوة إيجابية بأن ينسحبوا، وأن لا يكونوا في سوريا». ولفت علوش إلى أن «ثمة توحش من النظام، وكأنه يريد أن ينفذ أعمالا ليس لخرق الهدنة، بل لهدمها من جديد».
وعن موقفهم من الهدنة وتواصلها، قال علوش: «كل يوم قادة الفصائل على الأرض يعيدون تقدير الموقف.. ومن حق الثورة الرد بأي وقت تريده». وأضاف «فصائل المعارضة (ميدانيًا) كانوا مرنين لإعطاء فرصة للحل السياسي، ولكن العراقيل بدأت من النظام، وبدا واضحًا أنه يضيق من جهته على فرص الحل».
وأعلن المبعوث الأممي دي ميستورا، في وقت سابق، أن الجولة الحالية من المفاوضات التي تعمقت الاثنين الماضي، قد تستمر حتى 24 مارس (آذار) الحالي، تعقبها فترة راحة لأسبوع، تنطلق بعدها جولة جديدة تستمر لنحو أسبوعين.
كبير مفاوضي المعارضة: النظام لا يريد حلاً والخروج الروسي مناورة
علوش قال إن «الخارجية» لا تملك قرارًا.. وإن لحيته مرخصة من «الأوقاف»
كبير مفاوضي المعارضة: النظام لا يريد حلاً والخروج الروسي مناورة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة