معرض الرياض للكتاب.. زوار أكثر قليلاً.. وجدل أقل كثيرًا

طوابير الزوار من الرجال والنساء الذين اصطفوا على مداخل المعرض

حشود في المعرض (تصوير: خالد الخميس)
حشود في المعرض (تصوير: خالد الخميس)
TT

معرض الرياض للكتاب.. زوار أكثر قليلاً.. وجدل أقل كثيرًا

حشود في المعرض (تصوير: خالد الخميس)
حشود في المعرض (تصوير: خالد الخميس)

أقفل البارحة معرض الرياض الدولي للكتاب، تاركًا لعشرات الناشرين لملمة ما تبقى من متاعهم والاستعداد لمعرض آخر يُقام في الخليج، هو معرض البحرين الدولي السابع عشر للكتاب الذي يُقام في الفترة من 24 مارس (آذار) حتى 3 أبريل (نيسان) 2016.
ورغم الحماس الكبير الذي لفّ معرض هذا العام، ومشهد طوابير الزوار من الرجال والنساء الذين اصطفوا على مداخل المعرض، فإن الإحصاءات التي تنشرها إدارة المعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تشير إلى تفوق عددي لزوار معرض هذا العام عن بقية الأعوام السابقة، ففي آخر إحصائية نشرت عبر «تويتر» أحصت إدارة المعرض 319 ألف زائر قبل يوم واحد من اختتام المعرض، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمعرض نحو 50 ألف زائر في اليوم، مما يشير إلى أن المعرض يمكنه أن يغلق على أقل من 400 ألف زائر طوال مدة إقامته.
وتشارك في هذا المعرض بأكثر من مليون ومائتي ألف عنوان تعرضها نحو 500 دار للنشر. وقال مثقفون إن الازدحام مبالغ فيه وهو يأتي بسبب تنظيم إجراءات التفتيش لدخول المعرض، مطالبين بتسهيل إجراءات الدخول.
أكبر مفاجآت المعرض، أنه مرّ بسلام. فالقليل جدًا من الإثارة التي عادة ما تواكب معارض الكتب، كالجدل بشأن سحب الكتب، ودور الرقابة، وإلغاء أمسيات، أو الاشتباك الإعلامي مع رجال الاحتساب غير النظاميين الذين عادة ما يجدون في المعرض ضالتهم. هذا العام تم التجاوز عن العدد القليل من التدخلات ولم تصنع منها أي قضية جاذبة لاهتمامات وسائل الإعلام.
وعلى عكس ما قيل في أمسية اليوم ما قبل الأخير للمعرض، التي شهدت تقديم عروض مسرحية، فإن مسؤولا بإدارة المعرض نفى أن يكون المحتسبون قد اقتحموا المسرح أثناء العرض أو أعاقوا أداء العمل. وأثيرت عبر وسائل التواصل أنباء عن قيام عدد من المحتسبين بإيقاف مسرحية ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب، حيث أجبر المحتسبون الفنانين على التوقف وعدم بث الموسيقى.
ولكن رئيس اللجنة الثقافية بالمعرض الدكتور خالد الرفاعي، سارع بالنفي عبر صفحته على «تويتر» وقال: «ما يتداول عن اقتحام محتسبين لمسرح معرض الرياض الدولي للكتاب ليس صحيحا، وأغلب الصور المتبادلة لا علاقة لها بالمسرحية التي عرضت بالأمس».
مقاطع التصوير التي تم تداولها، لم تكن تشير إلى حدث وقع هذا العام، بل العام الماضي، حين شهدت ندوة «الشباب والفنون.. دعوة للتعايش» التي أقيمت ضمن فعاليات معرض الكتاب صخبًا أدى لإيقافها بعد أن قاطع محتسبون المحاضر الدكتور معجب الزهراني أثناء تنديده بتدمير تنظيم داعش للآثار الحضارية في الموصل بالعراق.
تميز معرض هذا العام بتنوع الفعاليات الثقافية، رغم قلة الحضور، وإعطائها مساحة بارزة للشباب لتقديم مبادرات ثقافية تتعلق بالكتاب، حيث حقق الشباب حضورًا متميزًا سواء من خلال الإقبال على اقتناء الكتب، والتعرف على الثقافات العالمية، وتنوع اختيار الشباب والشابات بين الكتب الفكرية، والروايات.
الشباب كانوا حاضرين كذلك عبر المتطوعين أو من خلال الأنشطة المبادرات الثقافية التي تعرف عليها الجمهور وهي مبادرات تعنى بالقراءة والتعريف بالكتاب وتوفير مناخ معرفي للتبادل الثقافي والتعريف بمشاريعهم في الإثراء الثقافي والتبادل المعرفي وتشجيع القراءة.
من بين تلك المبادرات الشبابية مشروع «الكتاب الزاجل»، وضمن هذه المبادرة يشارك فريق تطوعي شاب في تكوين جيل قارئ عبر قنوات التواصل الاجتماعية يحمل مسمى «كتابي» ويتبنى مبادرة «الكتاب الزاجل» كمنصة للتواصل بين القرّاء من زوار المعرض.
ومبادرة أخرى حملت مسمى «كن إيجابيا» لتعزيز الثقة بالنفس والتفاؤل ومبادرة «القراءة الجماعية» لتحفيز القراءة بمختلف المجالات وبرنامج «فاصل» تثقيفي يبث عبر الـ«يوتيوب» لجميع فئات المجتمع بث حتى اليوم ما يقارب 360 دقيقة ثقافية.
وكان من بين المبادرات الشبابية «مبادرة سِراج»، وهي مكتبة تعاونية يثريها الطلاب والطالبات بما لديهم من كتب.
وما زال معرض الرياض الدولي للكتاب يحافظ على مكانته في صدارة معارض الكتب العربية، فمع تراجع سوق النشر العربي، يكرس هذا المعرض دور السعودية كأكبر سوق عربية للكتاب. ولا توجد أرقام محددة لحجم السوق السعودية ونسبة استهلاكها من الكتاب العربي، إلا أن ناشرين قدروها بنحو 40 في المائة من حجم هذه السوق، التي تعتمد على قوة شرائية متينة، وطبقة وسطى عريضة، وشغف هائل للقراءة والاطلاع.
وأقيم معرض الرياض الدولي للكتاب، هذا العام تحت شعار «الكتاب ذاكرة لا تشيخ» وتم تقليص عدد دور النشر المشاركة، لتبلغ نحو 500 جهة ما بين دار نشر ومؤسسة وهيئة ووزارة. وحلّت اليونان ضيف شرف المعرض هذا العام.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.