تعليق تعيين لولا وزيرا في الحكومة البرازيلية

الرئيس السابق تظاهر ضد «الانقلاب» على روسيف

تعليق تعيين لولا وزيرا في الحكومة البرازيلية
TT

تعليق تعيين لولا وزيرا في الحكومة البرازيلية

تعليق تعيين لولا وزيرا في الحكومة البرازيلية

علق قاض في المحكمة الاتحادية العليا البرازيلية تعيين إيناسيو لويس لولا دا سيلفا في حكومة الرئيسة الحالية ديلما روسيف، التي نزل أكثر من 250 ألفا من مؤيديها إلى الشوارع، بينهم الرئيس السابق، للاحتجاج على «الانقلاب» عليها.
وفي البرلمان، بدأت لجنة من النواب مكلفة بإصدار رأي مؤيد أو معارض لإقالة الرئيسة اليسارية، على أمل أن تنجز هذه المهمة خلال شهر واحد.
ويواصل هذا البلد العملاق في أميركا اللاتينية سيره باتجاه الفوضى في أوج انكماش اقتصادي ووسط فضيحة فساد تهز أركان السلطة السياسية.
في برازيليا، أمر قاض في المحكمة الفيدرالية العليا أعلى هيئة قضائية في البلاد بتعليق دخول لولا إلى الحكومة، معتبرا أن قرار تعيينه هو «شكل من تعطيل إجراءات قضائية (...) ويمكن أن يشكل احتيالا على الدستور».
وأمر القاضي غيلمار مينديس، بأن يتولى التحقيق في شبهة فساد بحق الرئيس السابق (2003 - 2010) القاضي سيرجيو مورو، الذي يشتبه في تورط لولا في «فساد» و«تبييض أموال» في إطار فضيحة مجموعة بتروبراس النفطية العامة. ويفترض أن تؤكد أو ترفض غالبية قضاة المحكمة العليا هذا القرار في موعد لم يحدد.
هذا القرار يمنع لولا من ممارسة مهام رئيس الديوان (شبه رئيس حكومة) كما عينته الرئيسة ديلما روسيف الأربعاء، كما ينهي هذا القرار المعركة القضائية الدائرة منذ الأربعاء بين قضاة ومحاكم بمستوى أدنى، أكدت صلاحية التعيين أو ألغته الواحدة تلو الأخرى.
وكان لولا يعتقد أنه بدخوله الحكومة يمكنه الإفلات من التهديد بتوقيفه بقرار من القاضي مورو، إذ إن الوزراء لا يمثلون لمحاسبتهم على أفعالهم إلا أمام المحكمة العليا. وبعد تعيينه في الحكومة الأربعاء، اتخذ القاضي مورو قرارا مثيرا للجدل بنشر مضمون مكالمة هاتفية تم التنصت عليها بأمر قضائي، تبلغ فيها روسيف الرئيس السابق بأنها سترسل إليه بسرعة مرسوم تعيينه ليستخدمه «في حال الضرورة».
ولم يتضح بعد ما إذا كان القرار المؤقت لقاضي المحكمة العليا سيسمح للقاضي مورو وتظاهر نحو 267 ألف شخص في 55 مدينة في البرازيل، حسب الشرطة، لإدانة «الانقلاب» الذي يحاك ضد روسيف. وكان ثلاثة ملايين برازيلي نزلوا إلى الشوارع الأحد الماضي للمطالبة برحيل روسيف.
وخارج ساو باولو (جنوب شرق) حيث تظاهر أكثر من ثمانين ألف شخص من أنصار روسيف، سجلت أكبر التجمعات في الشمال والشمال الشرقي أفقر مناطق البرازيل، التي استفادت من الفورة الاجتماعية الاقتصادية لسنوات (2003 - 2011).
وتظاهر مائة ألف شخص في سوبرال في ولاية سيارا (شمال شرق) وستون ألفا في سلفادور دي باهيا (شمال شرق)، كما قالت الشرطة. وفي ساو باولو هتف الرئيس السابق لولا الذي كان يرتدي قميصا أحمر، ويقف على شاحنة: «نحن الموجودين في هذه الساحة، ناضلنا لإسقاط الحكم الديكتاتوري العسكري ولإحلال الديمقراطية، ولن نقبل بحدوث انقلاب في البرازيل».
وقالت إيراسي تولي المتقاعدة البالغة من العمر 68 عاما وسط الحشد «صوّتت مرتين للولا ومرتين لديلما (روسيف) ولن أتركهما يسقطان».
وفي البرلمان في برازيليا، بدأت اللجنة الخاصة التي تضم 65 نائبا، وانتخبت الخميس، لدراسة طلب إقالة الرئيسة، أعمالها. وقال رئيس البرلمان إدواردو كونا خصم روسيف الملاحق في إطار فضيحة الفساد المتعلقة ببتروبراس، إنه يريد إنجاز عمل اللجنة في أسرع وقت ممكن، خلال شهر تقريبا.
وتتهم المعارضة الرئيسة ديلما روسيف، التي تنتمي إلى حزب العمال اليساري، بأنها زادت المصاريف العامة من دون موافقة البرلمان، وأنها سددت العجز في الميزانية، من خلال قروض من المصارف العامة عام 2014 عندما أعيد انتخابها وكذلك في مطلع العام 2015.
وسيعرض قرار اللجنة على مجلس النواب بكامله، حيث يفترض أن يصوّت الثلثان (أي 342 من أصل 513 نائبا) لاتهام الرئيسة ونقل التصويت إلى مجلس الشيوخ.
وفي حال أقر النواب طلب إقالتها وصدقها مجلس الشيوخ (81 مقعدا) بالغالبية البسيطة، يتم إقصاء ديلما روسيف على الفور عن منصبها لمدة 180 يوما كحد أقصى. أما إقالتها النهائية فلا يمكن أن تحصل إلا إذا صوّت مجلس الشيوخ عليها بغالبية الثلثين (54 صوتا من أصل 81).
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من الشخصيات النادرة في أميركا اللاتينية التي عبّرت عن دعمها القوي لروسيف، ومعه الرئيس البوليفي ايفو موراليس، الذي اتهم اليمين البرازيلي الجمعة بأنه يريد توجيه «ضربة برلمانية وضربة قضائية» إلى الرئيسة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.