في يوم «الغابات» العالمي.. السعودية تنعش «رئة الأرض»

خبراء يطالبون بـ«هيئة وطنية» لحمايتها وتنميتها

السعودية تعمل على إنعاش الغابات والتعهد بحمايتها وتنميتها
السعودية تعمل على إنعاش الغابات والتعهد بحمايتها وتنميتها
TT

في يوم «الغابات» العالمي.. السعودية تنعش «رئة الأرض»

السعودية تعمل على إنعاش الغابات والتعهد بحمايتها وتنميتها
السعودية تعمل على إنعاش الغابات والتعهد بحمايتها وتنميتها

لا عجب أن تلقب الغابات بـ«رئة الأرض»، فهي الصمام الأخضر للعالم، وهو ما تنبهت له السعودية التي تعمل على إنعاش الغابات والتعهد بحمايتها وتنميتها، باعتبارها تحافظ على التنوع الإحيائي ونوعية الهواء الجيد والحياة البرية، إذ تعتزم الجمعية السعودية للعلوم الزراعية مشاركة العالم في الاحتفاء باليوم الدولي للغابات، يوم الاثنين المقبل، بالعاصمة الرياض.
وعلى الرغم من أن الغابات الطبيعية تشغل جزءًا ضئيلا من مساحة السعودية، فإن لهذه الغابات أهمية كبيرة لما لها من تأثيرات بيئية واضحة في المنطقة التي تغطيها في جنوب غربي البلاد. وتمتد منطقة الغابات الطبيعية في المملكة من محافظة الطائف شمالا إلى محافظة جازان جنوبا، حيث تغطي جبال السروات التي قد يصل ارتفاعها في بعض المناطق إلى نحو 2600 متر فوق مستوى سطح البحر.
الدكتور إبراهيم بن محمد عارف، رئيس احتفالية اليوم العالمي للغابات، يؤكد أن اهتمام الجمعية السعودية للعلوم الزراعية بهذا اليوم جاء من باب الاعتراف بضرورة الحفاظ على الغابات، وخاصة الغابات السعودية، مشيرا إلى أن احتفاء هذا العام يحمل عنوان (الغابات والمياه)، ويقام بحضور الجمعيات التعاونية وجمع كبير من المهتمين بالغطاء النباتي الطبيعي في السعودية.
ويتابع عارف حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «استشعر العالم خطورة تدهور الغابات خلال الخمسين سنة ماضية من خلال الأنشطة البشرية وتدمير نسبة كبيرة من أراضي الغابات للتنمية الحضرية ومع زيادة المصانع والملوثات وخاصة زيادة الغازات الدفيئة التي ربما تكون السبب الرئيسي في زيادة درجة حرارة الأرض، وكذلك زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون».
ويضيف «تعمل الغابات على امتصاص الملوثات وتحسين الجو من خلال زيادة الأكسجين على كوكب الأرض، وأدى تدمير الغابات إلى اختفاء الكثير من الكائنات سواء النباتية أو الحيوانية، وهذا الاختفاء سبب تدهور التنوع البيولوجي، وتدهور الغابات تسبب في تلوث الأنهار والمياه الحلوة، وبعد الاتفاقيات الدولية والتي وضعت ضوابط لحماية الغابات ومنها اتفاقية المناخ واتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الغابات، وهذه الاتفاقيات تلزم كل الدول بحماية الغابات الوطنية».
وبسؤال عارف عن واقع الغابات السعودية، أوضح «تحتل غابات المملكة واحدا في المائة من مساحة البلاد، وأغلب أراضي الغابات في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة». ويتابع: «يتنوع الغطاء النباتي تنوعا فريدا بحكم البيئات المختلفة، فهناك الغابات الملحية على السواحل الغربية والشرقية وأهم نباتاتها أشجار الشورى، وهناك غابات الجبال وأشهرها نبات العرعر، وغابات الروضات والفياض وغالبية أشجارها الطلح والسدر والغضى والارطى».
ويسترسل عارف «اهتمت الدولة بالغابات فهناك قانون الغابات والمراعي، وكذلك الاستراتيجية الغابات وخطة العمل»، مفيدا بأن «أكثر ما تعاني منه غابات المملكة هو التعديات من التمدد الحضري، والقطع وجرف تربة أراضي الغابات، إلى جانب الجفاف وقلة الأمطار، والحرائق خاصة في فصل الصيف».
ويأتي هنا السؤال (ماذا تحتاج الغابات السعودية؟)، وهو ما يجيب عليه عارف بالقول: «تحتاج غابات المملكة إلى هيئة وطنية تشرف عليها لحمايتها وتنميتها واستزراعها، وقد تكون هي الحل الوحيد لاستمرار هذه الغابات بحيويتها لما لها دور في حماية مساقط المياه وحفظ التربة والحياة البرية».
وتجدر الإشارة إلى أن اليوم الدولي للغابات يقام سنويا في 21 مارس (آذار) من أجل رفع الوعي بأهمية الغابات بالنسبة للإنسان، حيث توفر له المأوى والغذاء والإلهام. وتغطي الغابات نحو 31 في المائة من يابسة العالم، في حين يلعب اليوم الدولي للغابات دورا هاما في القضاء على الفقر والتنمية البيئية المستدامة والأمن الغذائي، وتبقى الإدارة المستدامة لكافة أنواع الغابات هي إحدى التحديات الكبيرة التي تواجهها البلدان النامية والمتقدمة المتأثرة بالصراعات من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية.
والغابات هي النظام الإيكولوجي الأكثر تنوعا على اليابسة، وهي موطن لأكثر من 80 في المائة من الأنواع البرية من الحيوانات والنباتات والحشرات، وتوفر الغابات المأوى وفرص العمل لفئات السكان التي تعتمد عليها وتمنحها الشعور بالأمان.
وتضطلع الغابات أيضا بدور رئيسي في التصدي لظاهر التغير المناخي، فهي تسهم في توازن الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والرطوبة في الجو، كما أنها تحمي أيضا المستجمعات المائية التي توفر المياه العذبة لـ75 في المائة من المياه العذبة على مستوى العالم.
وعلى الرغم من تلك الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعي والصحية التي لا تقدر بثمن، فإنه يتم تدمير الغابات نفسها التي نحتاجها من أجل البقاء، فإزالة الغابات لم يزل مستمرا على الصعيد العالمي بمعدل ينذر بالخطر حيث يدمر سنويا 13 مليون هكتار من الغابات، وتعتبر إزالة الغابات السبب في 12 إلى 20 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسهم بدورها في ظاهرة الاحترار العالمي، بحسب ما تفصح منظمة الأمم المتحدة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.