ثلاثة عشر عاما مضت على افتتاح «مكتبة البرج» وسط بيروت، التي تقع في الطابق السفلي لمبنى صحيفة «النهار». يومها أرادها مؤسسها الراحل غسان تويني صرحا ثقافيا وليس مجرّد مكتبة عادية. فكانت بمثابة مساحة للحوار الثقافي والندوات الاجتماعية وملتقى المفكّرين والمثقّفين الواثقين بلبنان منارة الشرق.
وللأسف، أعلنت «مكتبة البرج» إقفال أبوابها في الثامن والعشرين من أبريل (نيسان) المقبل، داعية اللبنانيين للاستفادة من التصفية التي تجريها على كتبها، من خلال حسومات تصل إلى خمسين في المائة.
أما السبب الذي يقف وراء هذا الإجراء فيعود إلى الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تمرّ فيها البلاد ولا سيما وسط بيروت، كما أعلن في بيان رسمي صادر عن إدارة المكتبة، جاء فيه: «لقد أردنا، على رغم كل العقبات، أن يكون كلّ من الكتاب والثقافة عنصر مقاومة، وأن نستمر في إقامة النشاطات وعقد اللقاءات، وأن نحافظ على نوعية اختياراتنا من الكتب ونوعية خدماتنا. وكذلك أن نستمر في مشاركتكم جديد الأدباء والناشرين، وفي التمايز عن الآخرين أو التكامل معهم لكي نظل أمناء لأنفسنا وتلبية حاجاتكم ومتطلباتكم. للأسف في الحياة جميع القصص إلى نهاية، ولكن هل على كل نهاية أن تعد دومًا ببداية جديدة؟».
ليس في مقدورنا بعد الآن أن نعدكم ببداية، نظرًا إلى الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في لبنان، وخصوصًا في وسط العاصمة.
نأسف لإعلامكم بإغلاق مكتبتكم «البرج» نهائيًّا، في الثامن والعشرين من أبريل 2016، وهي المكتبة التي لم تكفّوا يومًا عن الوفاء لها، طوال اثنتي عشرة سنة ونصف السنة.
اللبنانيون لبّوا دعوة المكتبة للاستفادة من الحسومات التي تقدّمها، فقصدوها من كلّ حدب وصوب ليلقوا عليها تحيّة الوداع، وهم يشترون منها كتابا أو أكثر كذكرى خالدة يحفظونها في مكتباتهم.
«مكتبة البرج» الشهيرة وسط بيروت تغلق أبوابها
بعد 13 عامًا من العطاء وجراء تردي أوضاع البلاد
«مكتبة البرج» الشهيرة وسط بيروت تغلق أبوابها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة