داخلية حماس تغلق جمعية «شيعية» تابعة لطهران في غزة

تنامي الغضب على «رجل إيران» الأول قاد إلى اتخاذ القرار

داخلية حماس تغلق جمعية «شيعية» تابعة لطهران في غزة
TT

داخلية حماس تغلق جمعية «شيعية» تابعة لطهران في غزة

داخلية حماس تغلق جمعية «شيعية» تابعة لطهران في غزة

أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، أنها حلت جمعية «الباقيات الصالحات» الخيرية الشيعية، التي تتلقى دعما مباشرا من إيران.
وجاء في كتاب موجه من الداخلية إلى رئيس الجمعية، هشام سالم، الذي يعتقد كثيرون في قطاع غزة، أنه يعمل على نشر المذهب الشيعي، أنه تقرر حل الجمعية لممارستها نشاطا سياسيا، وأن عليه تسوية أموره المالية لتصفية الجمعية في مدة اقصاها شهر.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، إياد البزم، إن الجمعية أعطيت مهلة لتسوية أمورها، لكنها لم تستجب فتقرر حلها. لكن مصادر أخرى، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الغضب الكبير الذي يبديه عناصر حماس ضد سالم، الذي يقود حركة «الصابرين» (إيرانية الانتماء)، بسبب اعتقادهم أنه ينشر المذهب الشيعي، قاد إلى هذا القرار.
وأكدت المصادر أن سالم، الذي تعرض إلى أكثر من هجوم، أصبح مطلوبا بالنسبة للكثير من السلفيين، وحتى لعناصر من حماس. وقد هوجم سالم طعنا بالسكين قبل شهور، وجرى استهداف منزله في شباط الماضي، في مؤشر على تنامي الغضب ضده.
أما سالم، الذي كان ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، قبل أن يعتنق المذهب الشيعي، ويؤسس عام 2014 «حركة الصابرين»، فقد وصف قرار الداخلية في غزة بأنه إعدام بطيء وقرار تعسفي.
وقال في بيان: «ما جرى مع جمعية (الباقيات الصالحات) التي أترأس مجلس إدارتها، جعلنا نقرر الخروج عن صمتنا ونتحدث بصوت عالٍ، خاصة أن الإجراءات التي اتخذت بحقنا تعسفية، إذ امتدت طوال خمس سنوات مضت، وانتهت بإرسال قرار بـ(حلّ الجمعية) من دون مسوغات قانونية واضحة. وقد أبلغنا الإخوة في مكتب داخلية شمال غزة، بشكل رسمي، بالقرار بعد صدوره بثلاثة أشهر». وأضاف: «القرار يفتقد إلى مجموعة من المعايير القانونية، أهمها السبب الذي يستوجب الحل والإغلاق، ثانيهما هو ضبابية الجهة التي صدر القرار منها».
وسرد سالم تاريخ طويل من «العمل الخيري والإغاثي» للجمعية، مؤكدا أنها كانت تتلقى الدعم من الجمهورية الإيرانية.
ونفى سالم وجود نشاطات سياسية للجمعية، متسائلا: «عن أي نشاطات يتحدثون؟ ولماذا لم نحذر مسبقا أو توجه لنا مخالفة؟ هل المقصود بالنشاطات السياسية مقاومة الاحتلال ودعم المنكوبين من جرائمه؟ أم أن هناك نشاطات ضد الحكومة؛ وإذا كانت نشاطات سياسية ضد الحكومة فأين هي، وأي حكومة تحديدًا؟ ونحن الذين لم يصدر منا حرف واحد له علاقة بعمل الحكومة باسم الجمعية أو بغيرها، بل تعاونا مع بعض الوزارات في مشاريعنا؟». وقال سالم إنه سيلجأ لكل الطرق المشروعة لإعادة فتح الجمعية.
يذكر أن علاقة حماس بسالم وحركته وجمعيته، كانت متوترة على الدوام، وليس حديثا. ويوصف سالم في غزة بأنه رجل إيران الأول، وهو ما جلب له الكثير من المتاعب.
ونشر نشطاء لحركات إسلامية وسلفيين في غزة، مرات عدة، مقاطع فيديو تظهر احتفالات أقيمت في قطاع غزة، ارتباطا بمناسبات يحييها أبناء الطائفة الشيعية، ويظهر فيها سالم وهو يتحدث ويُمجد معركة «كربلاء» المقدسة لدى الشيعة. وتزامن ذلك مع فيديو آخر أظهر مجموعة من 20 شخصا يمارسون طقوسا في شقة سكنية، تبين، فيما بعد، أنها جماعة أخرى اسمها «آل البيت الأطهار». واعتقلت حركة حماس تلك المجموعة، بعد أن كانت تحيي «ذكرى أربعينية الإمام الحسين»، قبل أن تفرج عنهم بعد توقيع على أوراق رسمية تحظر عليهم تكرار ما جرى. كما اعتقلت سالم نفسه لساعات عدة خلال إحياء ذكرى النكبة في مايو (أيار) المنصرم قبل أن تفرج عنه، وتعقد جلسة بين الطرفين لإيجاد آلية للتنسيق بينهم.
وظلت العلاقة بين حماس وسالم علاقة مد وجزر، إلى الحد الذي أصبحت معه الحركة الإسلامية متهمة بالتستر على نشر المذهب الشيعي في غزة لصالح العلاقات مع إيران. لكن سالم يقول إن حركته ليست شيعية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.