مبادرات الشباب في الإثراء الثقافي تطرز معرض الكتاب في الرياض

شباب سعوديون يستعرضون مشاريعهم في نشر المعرفة وتشجيع القراءة

بعض الكتب داخل المعرض
بعض الكتب داخل المعرض
TT

مبادرات الشباب في الإثراء الثقافي تطرز معرض الكتاب في الرياض

بعض الكتب داخل المعرض
بعض الكتب داخل المعرض

حقق الشباب السعودي حضورًا متميزًا في معرض الرياض الدولي للكتاب، سواء من خلال الحضور في أجنحة المعرض والإقبال على اقتناء الكتب، أو من خلال المبادرات الشبابية التي ميزت معرض هذا العام عن بقية الأعوام السابقة.
ومن أهم ما يبرزه معرض هذا العام، كما في الأعوام السابقة، حجم الاندفاع السعودي لدى الشبان والشابات من مختلف الطبقات الثقافية والاجتماعية للتعرف على الثقافات العالمية، وقراءة الكتب ذات المحتوى الفكري، بعد سنوات كان فيها الكتاب الديني وكتب التراث، والروايات الأدبية، تطغى على عناوين الكتب الأكثر مبيعًا في معرض الكتاب، وكذلك تقديم مبادرات ثقافية تعنى بالقراءة والتعريف بالكتاب وتوفير مناخ معرفي للتبادل الثقافي.
وحتى اليوم الثالث من المعرض، تراجع الجدل الذي يطغى على أعمدة الصحف كل عام بشأن قضايا «الاحتساب»، التي غالبًا ما تشغل اهتمام الرأي العام خلال أيام المعرض.
وبالإضافة إلى مبادرات الشباب في العمل على المساعدة في عمليات التنظيم، عرّف معرض الرياض الدولي للكتاب بمجموعة من المبادرات الشبابية، كما منح الشباب فرصة للتعريف بمشاريعهم في الإثراء الثقافي والتبادل المعرفي وتشجيع القراءة.
من بين تلك المبادرات مشروع «الكتاب الزاجل» الذي بدأ مبادرة شبابية انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي لتحط في معرض الرياض. وضمن هذه المبادرة يشارك فريق تطوعي شاب في تكوين جيل قارئ عبر قنوات التواصل الاجتماعي، يحمل اسم «كتابي»، ويتبنى مبادرة «الكتاب الزاجل» بوصفها منصة للتواصل بين القرّاء من زوار المعرض.
وتحدث سعد الغريبي عن التأسيس قائلاً: «بدأنا عبر نشر اقتباسات واقتراحات لكتب، ثم كانت البداية الفعلية للنادي عام 2013 حيث تشجعنا لإطلاق مبادرات عدة عبر قنوات التواصل الاجتماعي بهدف تثقيف القارئ وتثقيف أولياء الأمور بالكتب المناسبة لأطفالهم».
واسترعت مبادرة «الكتاب الزاجل» انتباه زوار ركن النادي داخل معرض الكتاب؛ حيث يطلب منهم تسجيل أسمائهم ونوعية الكتب التي يفضلونها وبيانات المراسلة عبر البريد الإلكتروني، ليتم تبادلها بين المهتمين بعد المعرض.
وأكد عضو النادي نايف الهويمل أن النادي مصرح له بالعمل من وزارة الثقافة والإعلام ليقدم برامج دورية ونقاشات ويعقد اجتماعات دورية لمناقشة الكتب. وبحسب إحصاءات النادي الأخيرة، هناك أكثر من 15 ألف مستفيد من الأنشطة الميدانية المقدمة من النادي، ونحو مائتي كتاب تمت مناقشتها. كما قدم النادي لزواره بطاقات خصم يمكن الاستفادة بها مباشرة من الناشرين المشاركين داخل المعرض. يذكر أن النادي حمل على عاتقه نشر ثقافة القراءة لجميع شرائح المجتمع عبر مبادرة «طفلي يقرأ» لتعزيز ثقافة المعرفة لدى الأطفال وأسرهم، والمساهمة في إنشاء المكتبات المنزلية؛ حيث أسهمت المبادرة في إنشاء 120 مكتبة منزلية في أول عام لانطلاق المبادرة.
وهناك مبادرة أخرى حملت اسم «كن إيجابيا» لتعزيز الثقة بالنفس والتفاؤل، ومبادرة «القراءة الجماعية» لتحفيز القراءة بمختلف المجالات، وبرنامج «فاصل تثقيفي» الذي يبث عبر «يوتيوب» لجميع فئات المجتمع، بث حتى اليوم ما يقارب 360 دقيقة ثقافية.
وكانت المبادرات الشبابية قد هيمنت على ندوة «منتديات القراءة» ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، حيث طالب مشاركون من الشباب تشجيع واحتضان هذه المبادرات ومنحها الفرصة لإثبات قدراتها.
وأكد شباب مؤسسون لمبادرات تُعنى بالقراءة، أن المجتمع لا يزال يتشكل، وهو بحاجة إلى مبادرات معرفية وثقافية تغيّره وتشكله ثقافيًا.
وخلال ندوة «منتديات القراءة» التي أقيمت مساء أول من أمس، عرض بعض التجارب الشبابية الجديدة في مجال القراءة.
وتحدت الشاب ثامر الدهمشي، أحد مؤسسي مبادرة «سِراج»، ورئيس برنامج «أرشدني» للإرشاد الطلابي بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز، للعلوم الصحية، عن المبادرة بصفتها فكرة أطلقها وزملاؤه من طلاب الطب، وقال إنهم استفادوا من المشكلات التي تواجه نوادي القراءة التقليدية؛ ومنها المركزية، التي تتضح حين يرأس شخص ما النادي، ومن خلاله هو فقط تجرى الندوات.
وأضاف: «أسسنا مبادرة (سِراج) بصفتها منصة رحبة تزدهر بالاختلاف والتنوع وتقوى بذلك، لتلغي فكرة المركزية، فهي مكتبة تعاونية عامرة يثريها الطلاب والطالبات بأجود ما لديهم من كتب، سواءً استعارة أو تبادل الكتب، بهدف بناء مجتمع معرفي وثقافي وفكري».
أما عن مستقبل مبادرة «سِراج»، فقال إنهم يدرسون الانتقال إلى مستوى أعلى، والخروج إلى نطاق أكبر خارج نطاق الجامعة.
من جهته، قدم الشاب عويّد السبيعي، مؤسس نادي «كتابي» ومبادرة «طفلي يقرأ»، ومعد ومقدم برنامج «فاصل» على موقع «يوتيوب»، عرضًا لمبادرته.
وأفاد بأن هدف النادي هو إثراء المحتوى الثقافي، وبه 4 مسارات هي: نشر الثقافة والقراءة، والأمسيات الثقافية، ونقاشات الكتب، والشراكات المعرفية التي لا تقتصر على المدن الرئيسية فقط، وإنما مدن أخرى مثل أبها وتبوك وشقراء والأحساء.
بدورها، قدمت ماجدة المزروعي، تجربة «برودكاست وراق»، وقالت: «إن المبادرة بدأت بهدف إلزام نفسي بالقراءة المستمرة، والبحث عن تفاعل القراء مع فكرة غير مسبوقة، وهي عرض ملخص لما قرأت من كتب على موقع (تويتر)، وقد بدأت بتلخيص الكتاب عبر مائة تغريدة، بواقع 20 تغريدة يوميًا تبث خلال أيام العمل، ثم إرسال تلخيص الكتاب كاملاً عبر المجموعات البريدية، حتى لخصت في عام 2012م نحو مائة كتاب، ثم انتقلت بعد عدة أشهر من الملخصات المقروءة إلى الملخصات المسموعة، عبر مؤسسة الإعلام الجديد (New Media)، التي منحتني عرضًا سخيًا».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.