الجيش الليبي يتجاهل مطالب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في بنغازي

منسق الشؤون الإنسانية يطالب المتحاربين بضمان خروج آمن للعالقين

الجيش الليبي يتجاهل مطالب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في بنغازي
TT

الجيش الليبي يتجاهل مطالب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في بنغازي

الجيش الليبي يتجاهل مطالب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في بنغازي

تجاهل الجيش الليبي، الذي أصبح يقترب من إنهاء أسطورة الميليشيات الإرهابية في بنغازي شرق ليبيا، مطالب بعثة الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وضمان خروج آمن للمدنيين العالقين في مناطق القتال بالمدينة، حيث يخوض الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر، آخر معارك له لإنهاء سيطرة المتطرفين منذ نحو خمس سنوات على المدينة.
وأعلن الجيش الليبي عن مصرع عشرة إرهابيين خلال مواجهات عنيفة، جرت أمس في المحور الغربي لمدينة بنغازي، بالإضافة إلى جندي واحد فقط تابع للجيش، الذي نجح أيضا في تعزيز قدراته الجوية الهجومية عبر تزويد مقاتلاته لأنظمة رؤية متطورة، تجعلها قادرة على التحليق فوق سماء بنغازي ليلا للمرة الأولى.
وما زالت الاشتباكات مستمرة بين قوات الجيش والمتطرفين في محيط مصنع الإسمنت والمحور الغربي لمدينة بنغازي، حيث أعلن ناطق باسم القوات الخاصة بالجيش الليبي أنها سيطرت على عدة مواقع بمحيط مجمع شركة الإسمنت، مؤكدا أن قوات الجيش تخوض معارك عنيفة من أجل فرض السيطرة على كامل مدينة بنغازي.
من جهتها، زعمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها تلقت تقارير، تفيد أن الكثير من الأسر لا تزال عالقة في مناطق القتال في مدينة بنغازي، وعلى وجه التحديد في ضاحيتي قنفودة والقوارشة، مشيرة إلى أن هذه الأسر تواجه نقصًا في الكهرباء والغذاء والإمدادات الطبية.
وفي بيان له أمس، ناشد منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا جميع الأطراف المتحاربة ضمان الخروج الآمن لجميع المدنيين العالقين في المناطق المتأثرة بالقتال، والراغبين في المغادرة، كما حث جميع الأطراف على السماح بوقف إطلاق نار لأسباب إنسانية في بنغازي بغية تيسير عمل المنظمات الإنسانية على الأرض، وعلى ضمان حماية المدنيين، والسماح بتقديم الرعاية الطبية للجرحى، بما في ذلك الإخلاء الآمن لهم كلما دعت الحاجة لذلك.
من جهته دعا مارتن كوبلر، رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للانتقال إلى العاصمة الليبية طرابلس فور أن يسمح الوضع الأمني بذلك، والبدء بالتسليم السلمي والمنظم للسلطة للحكومة.
وقال كوبلر إنه ينضم إلى أعضاء الحوار السياسي في دعوته مجلس النواب بالالتزام بمسؤولياته، واستكمال الاستحقاقات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق السياسي، موضحا أنه «لا يمكن أن يكون هناك فراغ سياسي. فقد آن الأوان للبدء مباشرة بمرحلة التنفيذ»، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل مع حكومة الوفاق الوطني، بصفتها السلطة الشرعية الوحيدة، ودعم حكومة الوفاق الوطني في تولي مسؤولياتها لممارسة إشراف منفرد وفعال على المؤسسات المالية الليبية، معتبرا أن «الشعب الليبي يتوق إلى وجود حكومة قوية قادرة على إنهاء الانقسام وقيادة البلاد بشكل موحد».
في غضون ذلك، وفي محاولة لإصلاح ذات البين مع تونس، كلف القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر المنسق العام بالمنطقة الغربية اللواء محمد رمضان العيساوي بالتنسيق مع تونس.
وبثت وكالة الأنباء الليبية الرسمية نص قرار حفتر، وقالت: إن التنسيق بناء على طلب من قائد حرس الحدود التونسي، مشيرة إلى أن القرار ينص على التنسيق في القضايا الأمنية والحدودية والتعاون المشترك بين البلدين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.