بسبب تصريحاته المسيئة للمسلمين.. ترامب يتعرض لهجوم حاد من منافسيه

الانتخابات في فلوريدا وأوهايو ستحدد مصير السيناتور ماركو روبيو في السباق الرئاسي

بسبب تصريحاته المسيئة للمسلمين.. ترامب يتعرض لهجوم حاد من منافسيه
TT

بسبب تصريحاته المسيئة للمسلمين.. ترامب يتعرض لهجوم حاد من منافسيه

بسبب تصريحاته المسيئة للمسلمين.. ترامب يتعرض لهجوم حاد من منافسيه

أصر المرشح الجمهوري دونالد ترامب على عدم التراجع عن تصريحاته حول الإسلام والمسلمين خلال المناظرة التلفزيونية الثانية عشر في السباق الجمهوري التي استضافتها شبكة «سي إن إن» مساء أول من أمس بجامعة ميامي بولاية فلوريدا.
ووجه منظمو المناظرة التلفزيونية الفرصة لترامب لتوضيح تعليقاته التي قال فيها إن «الإسلام يكرهنا». لكنه أصر على موقفه بالقول: «أنا ملتزم بما قلته»، وعندما سأله منظم المناظرة إذا كان يشير إلى المسلمين جميعا أم فقط إلى المسلمين المتطرفين، أجاب ترامب «أنا أعنى الكثير منهم.. وهناك كراهية هائلة».
وخلال المناظرة التلفزيونية، اشتبك السيناتور ماركو روبيو مع ترامب معترضا على تصريحاته، وقال «إن من يشغل منصب الرئيس لا يمكن أن يقول ما يشاء لأن هذا ستكون له عواقب»، وأشاد بالمسلمين الأميركيين الذين يخدمون في الجيش الأميركي، ولديهم الاستعداد للموت والتضحية بحياتهم من أجل الولايات المتحدة. كما تعهد روبيو بمواجهة تحديات الإرهاب مع الدول الإسلامية في المنطقة بقوله: «نحن في طريقنا للعمل مع المملكة الأردنية والسعودية ودول الخليج وسنعمل مع المصريين ضد داعش».
وبخصوص تصريحاته حول استهداف أسر الإرهابيين، أصر ترامب على موقفه السابق، فيما انتقد السيناتور تيد كروز موقف ترامب قائلا: «لم نقم أبدا باستهداف المدنيين الأبرياء، ولن نبدأ الآن».
واتفق المرشحون الأربعة على ضرورة وضع جنود أميركيين على الأرض في العراق وسوريا لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، حيث طالب كروز بالقيام بكل ما هو ضروري لهزيمة «داعش»، وهاجم استراتيجية أوباما وقواعد الاشتباك التي تقيد القوات الأميركية. كما شن كروز، الذي يحتل المركز الثاني بعد ترامب، هجوما شديدا على الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران، متعهدا بتمزيق الاتفاق عند انتخابه رئيسا، وقد اتفق معه ترامب حول هذه النقطة، مشيرا إلى أن الصفقة الإيرانية هي أسوا صفقة تم إبرامها.
وهاجم السيناتور كروز منافسه ترامب بسبب تصريحاته السابقة بالبقاء محايدا في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وشدد القول على أنه لن يكون محايدا، بل سيكون مؤيدا لإسرائيل، فرد ترامب عليه قائلا: «لا يوجد أحد أكثر تأييدا لإسرائيل مني. لكني أريد أن أكون محايدا حتى نتمكن من إبرام صفقة سلام».
من جانبها، أدانت منظمة مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) تصريحات ترامب ضد الإسلام، وطالبت باعتذار من الحزب الجمهوري، إذ قال نهاد عوض، المدير التنفيذي للمجلس، في بيان «لأن خطاب دونالد ترامب المعادي للإسلام لا يعكس القيادة، بل يعكس عقلية متعصبة تؤدي إلى تقسيم أمتنا والعالم».
وعلى صعيد متصل، أعلن طبيب الأعصاب المتقاعد والمرشح الجمهوري السابق بن كارسون مساندته لترامب، إذ قال كارسون في مؤتمر صحافي كبير صباح أمس إن ترامب رجل ذكي، ويملك اهتماما كبيرا بالولايات المتحدة، ودعا كارسون الناخبين إلى مساندة ترامب، منتقدا السياسات التي تعمق الكراهية والانقسام.
وخلال المناظرة 12 في السباق الجمهوري أظهر المرشحون الأربعة قدرا كبيرا من ضبط النفس، والمناقشات الجادة، وابتعدوا عن المشاجرة والهجوم المتبادل. وتطرقت المناظرة إلى قضايا الهجرة واتفاقات التجارة والتعريفات الجمركية، وارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة، وقضايا الضرائب والرعاية الصحية والتعليم، وتقوية الجيش، إضافة إلى مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش ومساندة إسرائيل، ومواقف المرشحين من إعادة العلاقات مع كوبا.
ويخوض المرشحون الجمهوريون الأربعة اختبارا صعبا يوم الثلاثاء القادم مع الانتخابات التمهيدية في خمس ولايات، هي فلوريدا (99 مندوبا)، وألينيوي (69 مندوبا)، وميسوري (52 مندوبا)، ونورث كارولينا (72 مندوبا)، وأوهايو (66 مندوبا)، وجزر ماريانا (9 مندوبين).
وتعد نتائج الانتخابات في كل من ولاية أوهايو وفلوريدا مصيرية، لأنها ستحدد مصير الحملة الانتخابية لكل من سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، وحاكم ولاية أوهايو جون كاسيك.
وتعمل الانتخابات التمهيدية في أوهايو وفلوريدا على قاعدة أن الفائز يحصل على أصوات جميع المندوبين، ذلك أن من يفوز بولاية فلوريدا سيحصل على تأييد 99 مندوبا دفعة واحدة، ومن يفوز في ولاية أوهايو سيحصد على 66 مندوبا دفعة واحدة.
ويضع السيناتور ماركو روبيو كل رهاناته على فلوريدا التي يمثلها في مجلس الشيوخ، وهي ستكون اختبارا حاسما للسيناتور ماركو روبيو، لأنه إذا فشل في حصد أصوات الناخبين في ولايته فإن مركزه سيكون ضعيفا جدا بما يدفعه للخروج من السباق. فيما يسعى ترامب للفوز بتصويت الولاية التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه يملك فرصة كبيرة للفوز بتصويت الولاية لصالحه.
ويملك دونالد ترامب تأييد 458 مندوبا، يليه تيد كروز 359 مندوبا، ثم ماركو روبيو 151 مندوبا، وفي النهاية حاكم ولاية أوهايو جون كاسيك 54 مندوبا، ويتطلب الأمر للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري حصد تأييد 1237 مندوبا. وسيتم حسم اسم المرشح الفائز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي في مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند في 19 يوليو (تموز) القادم.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.