الرئاسة السودانية لـ «الشرق الأوسط»: رسالة «رعد الشمال» وصلت لمن تسوّل له نفسه العبث بأمن البلاد

الخارجية الباكستانية: التمرين يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الإسلامية في مكافحة الإرهاب

الملك سلمان بن عبد العزيز يتوسط أمير دولة الكويت والرئيس المصري.. ويبدو أمير قطر ورئيس الوزراء الباكستاني (تصوير: بندر الجلعود)
الملك سلمان بن عبد العزيز يتوسط أمير دولة الكويت والرئيس المصري.. ويبدو أمير قطر ورئيس الوزراء الباكستاني (تصوير: بندر الجلعود)
TT

الرئاسة السودانية لـ «الشرق الأوسط»: رسالة «رعد الشمال» وصلت لمن تسوّل له نفسه العبث بأمن البلاد

الملك سلمان بن عبد العزيز يتوسط أمير دولة الكويت والرئيس المصري.. ويبدو أمير قطر ورئيس الوزراء الباكستاني (تصوير: بندر الجلعود)
الملك سلمان بن عبد العزيز يتوسط أمير دولة الكويت والرئيس المصري.. ويبدو أمير قطر ورئيس الوزراء الباكستاني (تصوير: بندر الجلعود)

أكد الوزير الفريق طه عثمان الحسين مدير عام مكتب الرئيس السوداني عمر البشير لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية استطاعت أن تخلق توليفة عسكرية متناغمة جدا، هدفها الأول حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة عامة وأرض الحرمين خاصة، مشيرا إلى أن «عاصفة الحزم» أعادت «الأمل»، وأن تمرين «رعد الشمال» كشف عن قدرة المملكة على جمع الصف العربي والإسلامي، لتشكل هذه المناورة العسكرية علامة فارقة في العمل المشترك.
قال الوزير الحسين: «في يوم إعلان عاصفة الحزم، ارتقت الآراء والأفكار إلى قدر المسؤولية على مستوى قائد عربي وإسلامي عُرف بحكمته ورجاحة عقله وقدراته الإدارية للأزمات تجاه أمن المنطقة ومواطنيها، فانطلقت (عاصفة الحزم)، بقيادة السعودية وبعزيمة وإرادة لا تلين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأظهرت أيضا مقدرات ولي العهد وولي ولي العهد».
وأضاف مدير مكتب الرئيس السوداني: «في أول يوم من انطلاق (عاصفة الحزم)، كان السودان حاضرا على مستوى رئاسة الجمهورية، وبالتالي اتخاذ القرار بالمشاركة كان فوريا وسريعا بلا تردد، وفي ذلك اليوم شاهدنا عملا مشتركا غير مسبوق على مر تاريخ العمل المشترك على المستويين العربي والإسلامي».
ولفت الوزير الحسين إلى أن «عاصفة الحزم»، كانت مبادرة استراتيجية التوجه، وما لبثت أن رفدتها مبادرة «رعد الشمال»، مبينا أن الأخيرة كانت إضافة حقيقية جديدة من حيث الشكل والمضمون، حتى لأولئك الذين يتمتعون بخبرات كبيرة وعلى مدى طويل، مشيرا إلى أن هذا الواقع رسم انطباعا إيجابيا بأن قادة الأمتين العربية والإسلامية يسلكون طريق الوصول إلى وحدة الكلمة وجمع الصف ولم الشمل، في تعاضد وتواد لم يسبق له مثيل.
ويعتقد الوزير السوداني أن «عاصفة الحزم» عمل عربي مشترك غايته استعادة الشرعية لليمن وبسط الأمن في المنطقة، وأن مناورات «تمرين رعد الشمال»، برأيه، بعثت برسالة قوية لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المنطقة العربية والإسلامية وسلامة أمتها، مفادها أن من يتلاعب بالنار ستحرقه وتمحو وجوده، موقنا أنها ستؤدي إلى تحالف وتكاتف العرب والمسلمين وتوحد كلمتهم وتقوية شوكتهم.
وقال الوزير الحسين: «إن السودان كما شارك في (عاصفة الحزم)، فإنه أيضا شارك في تمرين (رعد الشمال)، ضمن القوة العربية والإسلامية، بقوات كوماندوز خاصة وبمدرعات، وكانت مشاركة نوعية بمستوى الحدث والمهمة والأهمية، ونحن فخورون بأن نكون جزءا من هذا المكون الوحدوي التضامني الكبير، ونأمل أن تتواصل هذه المبادرات المهمة والإشراقات المضيئة في خريطة العمل المشترك».
وأضاف: «من الأهمية بمكان إبراز لفتة وسابقة في تاريخ العمل العربي والإسلامي المشترك، تمثلت في تمرين (رعد الشمال)، حيث لوحظ لأول مرة أن تخلق مناسبة كهذه لوحة تعبر عن صدق التوجه الجماعي بانسجام وتوافق في الرؤى والأفكار والتنسيق المشترك والعزم على تأكيد وحدة الهدف ووحدة الكلمة وجمع الصف ولم الشمل».
وأكد مدير مكتب الرئيس البشير أن ما شاهده أمس في حفر الباطن، شكّل لوحة صادقة تحكي قصة اندماج وود لعمل وكفاح مشترك زرع الثقة في القوة المشتركة، لم يحدث على مر التاريخ على مستوى القمم العربية والإسلامية، متوقعا أن يثمر ذلك أمنا وسلاما للمواطن في البلاد العربية والإسلامية.
من جانب آخر، أكدت باكستان أن تمرين «رعد الشمال» سيكون له آثار إيجابية في مساعدة الأمة الإسلامية في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف، وأوضح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية نفيس زكريا، خلال إيجاز صحافي صدر في إسلام آباد، أمس، أن التمرين يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الإسلامية في مكافحة ظاهرة الإرهاب التي تهدد الأمة، وأضاف أن بلاده أعلنت الانضمام إلى التحالف الإسلامي للمشاركة في جهود مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمة الإسلامية.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.