في موقف هو الأول من نوعه، انتقد قيادي بارز في حركة الحوثيين في اليمن التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية، وتحت عنوان «كفى مزايدات واستغلالاً»، طالب يوسف الفيشي (أبو مالك)، الذي يعتبر من قيادات الصف الأول في حركة الحوثيين، عضو ما تسمى اللجنة الثورية العليا المسؤولين «في الجمهورية الإسلامية في إيران السكوت وترك الاستغلال والمزايدات بملف اليمن». وقد جاء موقف القيادي الحوثي بعد يوم واحد على إعلان مسؤول عسكري إيراني أن بلاده قد ترسل مستشارين عسكريين إلى اليمن لمساندة المتمردين الحوثيين، على غرار ما تقوم به في سوريا.
وردا على الموقف المفاجئ للقيادي الحوثي، قال عبد الكريم ثعيل عضو المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء إن «ما طرحه يوسف الفيشي مجرد لعبه مفضوحة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا آمن الانقلابيون بتجريم تدخلات إيران، فليظهر قائدهم، عبد الملك الحوثي، ويعترف بذلك ويدينه ويعتذر عما سبق ويبدأ فورًا في تحركات عملية لسحب ميليشياتهم من تعز وبقية المحافظات ويشرع في تسليم السلاح». وباستثناء ذلك يعتقد ثعيل أن «الانقلابيين يراوغون ولكن بطريقة بدائية جدا وغبية»، وأكد أن «الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة المقاومة هم من يعمل ويتنازل لأجل حدوث السلام وتطبيق القرارات والاتفاقات بطريقة سلمية ويحاورون الانقلابيين رغم رفض عامة الناس وتجريم القانون للحوار مع الانقلابيين المجرمين، ولكن، للأسف، الانقلابيون عصابات إجرامية كاذبة على الدوام لا هم لها إلا أطماعها حتى ولو على حساب أنهار من دماء أبناء اليمن»، مشددًا على أن «السلام موجود بضماناته في وثيقة الحوار والقرارات الأممية ولم يعد هناك غير تطبيق جاد لتلك القرارات، وفي مقدمتها القرار 2216، من قبل الانقلابيين».
وتزامنت هذه التطورات مع زيارة وفد حوثي برئاسة محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم الحوثيين، إلى إحدى المناطق الحدودية، داخل الأراضي السعودية، لبحث التهدئة على الحدود، في أعقاب تلقي الميليشيات الحوثية لهزائم كبيرة على يد القوات السعودية طوال العام الماضي على العمليات العسكرية، وبحسب تأكيدات كل الأطراف، فقد أثمرت الاتصالات بين الطرفين عبر وسطاء من القبائل اليمنية والسعودية المتجاورة، تبادل أسير سعودي و7 أسرى من عناصر الميليشيات الحوثية، إضافة إلى التحضير لإدخال مواد إغاثية للمناطق المتضررة على الحدود.
وكانت الميليشيات الحوثية توقفت، منذ نحو أسبوع، عن بث الأخبار التي تتعلق بمهاجمة الأراضي السعودية، وهي الأخبار التي كانت تتضمن معلومات عن «انتصارات» وهمية، وباتت مثار سخرية للشارع اليمني، في حين ظهرت هذه المواقف والتطورات مع اقتراب قوات الشرعية من العاصمة صنعاء.
ورغم الحديث عن محاولات من قبل المتمردين الحوثيين التهدئة في بعض الجبهات وسعيهم إلى التوصل لوقف محدود لإطلاق النار، خصوصًا على المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، إلا أن التطورات الميدانية تشير إلى استمرار العمليات العسكرية في جميع جبهات القتال داخل الأراضي اليمنية، وإلى استمرار التحضير للعملية العسكرية الكبيرة لقوات الشرعية وبدعم من قوات التحالف، لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وتواجه التدخلات الإيرانية في شؤون اليمن، عبر الدعم العسكري واللوجيستي والمالي والإعلامي للميليشيات الحوثية، بمواقف رافضة في الساحة اليمنية، وقد أثبتت السلطات اليمنية، مرات كثيرة، تدخلات طهران في شؤون اليمن ومساندة المتمردين، وكانت قوات التحالف ضبطت، قبل 3 أيام، سفينة إيرانية محملة بالأسلحة أثناء محاولتها إيصال أسلحة ومعدات عسكرية للحوثيين، ضمن محاولات إيران المتكررة لإرسال الدعم العسكري إلى اليمن، إلى جانب ضبط قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدد من المحافظات اليمنية، لأسلحة ومعدات اتصالات عسكرية إيرانية، إلى جانب الأنباء التي تشير إلى مقتل بعض العسكريين الإيرانيين وعناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني في المعارك والقصف الجوي داخل الأراضي اليمنية.
وأكدت مصادر في المقاومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن ما حدث من عملية لتبادل الأسرى بين الميليشيات والتحالف مسألة، واستمرار حرب اقتلاع الميليشيات، مسألة أخرى، وأضافت المصادر أن المعارك مستمرة في مديرية نهم بشرق صنعاء، وأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تتقدم بخطوات مدروسة نحو صنعاء، من الجهة الشرقية، وتسعى إلى فتح جبهات في الجهات الأخرى في القريب العاجل، وفقًا للخطة العسكرية الموضوعة، وأشارت هذه المصادر إلى أن عملية تحرير العاصمة تسير وبوتيرة عالية.
قيادي حوثي يطالب طهران بوقف تدخلاتها في شؤون اليمن.. والكف عن «المزايدات»
مسؤول في مقاومة صنعاء يعتبر التصريحات «لعبة مفضوحة».. ويتحدى الحوثي بالظهور ليعلن ذلك بنفسه
قيادي حوثي يطالب طهران بوقف تدخلاتها في شؤون اليمن.. والكف عن «المزايدات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة