قيادي حوثي يطالب طهران بوقف تدخلاتها في شؤون اليمن.. والكف عن «المزايدات»

مسؤول في مقاومة صنعاء يعتبر التصريحات «لعبة مفضوحة».. ويتحدى الحوثي بالظهور ليعلن ذلك بنفسه

قيادي حوثي يطالب طهران بوقف تدخلاتها في شؤون اليمن.. والكف عن «المزايدات»
TT

قيادي حوثي يطالب طهران بوقف تدخلاتها في شؤون اليمن.. والكف عن «المزايدات»

قيادي حوثي يطالب طهران بوقف تدخلاتها في شؤون اليمن.. والكف عن «المزايدات»

في موقف هو الأول من نوعه، انتقد قيادي بارز في حركة الحوثيين في اليمن التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية، وتحت عنوان «كفى مزايدات واستغلالاً»، طالب يوسف الفيشي (أبو مالك)، الذي يعتبر من قيادات الصف الأول في حركة الحوثيين، عضو ما تسمى اللجنة الثورية العليا المسؤولين «في الجمهورية الإسلامية في إيران السكوت وترك الاستغلال والمزايدات بملف اليمن». وقد جاء موقف القيادي الحوثي بعد يوم واحد على إعلان مسؤول عسكري إيراني أن بلاده قد ترسل مستشارين عسكريين إلى اليمن لمساندة المتمردين الحوثيين، على غرار ما تقوم به في سوريا.
وردا على الموقف المفاجئ للقيادي الحوثي، قال عبد الكريم ثعيل عضو المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء إن «ما طرحه يوسف الفيشي مجرد لعبه مفضوحة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا آمن الانقلابيون بتجريم تدخلات إيران، فليظهر قائدهم، عبد الملك الحوثي، ويعترف بذلك ويدينه ويعتذر عما سبق ويبدأ فورًا في تحركات عملية لسحب ميليشياتهم من تعز وبقية المحافظات ويشرع في تسليم السلاح». وباستثناء ذلك يعتقد ثعيل أن «الانقلابيين يراوغون ولكن بطريقة بدائية جدا وغبية»، وأكد أن «الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة المقاومة هم من يعمل ويتنازل لأجل حدوث السلام وتطبيق القرارات والاتفاقات بطريقة سلمية ويحاورون الانقلابيين رغم رفض عامة الناس وتجريم القانون للحوار مع الانقلابيين المجرمين، ولكن، للأسف، الانقلابيون عصابات إجرامية كاذبة على الدوام لا هم لها إلا أطماعها حتى ولو على حساب أنهار من دماء أبناء اليمن»، مشددًا على أن «السلام موجود بضماناته في وثيقة الحوار والقرارات الأممية ولم يعد هناك غير تطبيق جاد لتلك القرارات، وفي مقدمتها القرار 2216، من قبل الانقلابيين».
وتزامنت هذه التطورات مع زيارة وفد حوثي برئاسة محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم الحوثيين، إلى إحدى المناطق الحدودية، داخل الأراضي السعودية، لبحث التهدئة على الحدود، في أعقاب تلقي الميليشيات الحوثية لهزائم كبيرة على يد القوات السعودية طوال العام الماضي على العمليات العسكرية، وبحسب تأكيدات كل الأطراف، فقد أثمرت الاتصالات بين الطرفين عبر وسطاء من القبائل اليمنية والسعودية المتجاورة، تبادل أسير سعودي و7 أسرى من عناصر الميليشيات الحوثية، إضافة إلى التحضير لإدخال مواد إغاثية للمناطق المتضررة على الحدود.
وكانت الميليشيات الحوثية توقفت، منذ نحو أسبوع، عن بث الأخبار التي تتعلق بمهاجمة الأراضي السعودية، وهي الأخبار التي كانت تتضمن معلومات عن «انتصارات» وهمية، وباتت مثار سخرية للشارع اليمني، في حين ظهرت هذه المواقف والتطورات مع اقتراب قوات الشرعية من العاصمة صنعاء.
ورغم الحديث عن محاولات من قبل المتمردين الحوثيين التهدئة في بعض الجبهات وسعيهم إلى التوصل لوقف محدود لإطلاق النار، خصوصًا على المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، إلا أن التطورات الميدانية تشير إلى استمرار العمليات العسكرية في جميع جبهات القتال داخل الأراضي اليمنية، وإلى استمرار التحضير للعملية العسكرية الكبيرة لقوات الشرعية وبدعم من قوات التحالف، لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وتواجه التدخلات الإيرانية في شؤون اليمن، عبر الدعم العسكري واللوجيستي والمالي والإعلامي للميليشيات الحوثية، بمواقف رافضة في الساحة اليمنية، وقد أثبتت السلطات اليمنية، مرات كثيرة، تدخلات طهران في شؤون اليمن ومساندة المتمردين، وكانت قوات التحالف ضبطت، قبل 3 أيام، سفينة إيرانية محملة بالأسلحة أثناء محاولتها إيصال أسلحة ومعدات عسكرية للحوثيين، ضمن محاولات إيران المتكررة لإرسال الدعم العسكري إلى اليمن، إلى جانب ضبط قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدد من المحافظات اليمنية، لأسلحة ومعدات اتصالات عسكرية إيرانية، إلى جانب الأنباء التي تشير إلى مقتل بعض العسكريين الإيرانيين وعناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني في المعارك والقصف الجوي داخل الأراضي اليمنية.
وأكدت مصادر في المقاومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن ما حدث من عملية لتبادل الأسرى بين الميليشيات والتحالف مسألة، واستمرار حرب اقتلاع الميليشيات، مسألة أخرى، وأضافت المصادر أن المعارك مستمرة في مديرية نهم بشرق صنعاء، وأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تتقدم بخطوات مدروسة نحو صنعاء، من الجهة الشرقية، وتسعى إلى فتح جبهات في الجهات الأخرى في القريب العاجل، وفقًا للخطة العسكرية الموضوعة، وأشارت هذه المصادر إلى أن عملية تحرير العاصمة تسير وبوتيرة عالية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.