الجمهوريون يشنون حملة إعلامية معادية لترامب في محاولة لكبح تقدمه

الملياردير الأميركي وكلينتون الأوفر حظًا في الفوز بانتخابات 4 ولايات

المرشحة الدموقراطية للسباق الرئاسي هيلاري كلينتون في مخبزة بديترويت في ولاية ميشيغان  أمس (غيتي)
المرشحة الدموقراطية للسباق الرئاسي هيلاري كلينتون في مخبزة بديترويت في ولاية ميشيغان أمس (غيتي)
TT

الجمهوريون يشنون حملة إعلامية معادية لترامب في محاولة لكبح تقدمه

المرشحة الدموقراطية للسباق الرئاسي هيلاري كلينتون في مخبزة بديترويت في ولاية ميشيغان  أمس (غيتي)
المرشحة الدموقراطية للسباق الرئاسي هيلاري كلينتون في مخبزة بديترويت في ولاية ميشيغان أمس (غيتي)

توجه الناخبون في 4 ولايات أميركية، أمس، إلى صناديق الاقتراع لكي يقروا أو يكبحوا هيمنة المرشح دونالد ترامب على الانتخابات التمهيدية من جانب الجمهوريين، فيما يرتقب أن تعزز الديمقراطية هيلاري كلينتون تقدمها أمام بيرني ساندرز.
ويتطور الوضع بسرعة في سباق الانتخابات التمهيدية لدى الجمهوريين، إذ إن كل أسبوع شهد حتى الآن تعزيزًا لتقديم الملياردير ترامب (69 عامًا) الذي نال حتى الآن أكبر عدد من المندوبين مع 12 فوزًا من أصل 20، في مناطق مختلفة من شمال شرقي البلاد إلى جنوبها. لكن سيناتور تكساس تيد كروز (45 عامًا) الذي حل ثانيًا ويمثل اليمين المتدين، أظهر قدرة على التنافس في تكساس وفي الولايات المجاورة.
إلا أن المعسكر المناهض لترامب الذي يعتبره غير جدير بتمثيل الحزب، يتردد في دعم كروز على حساب سيناتور فلوريدا ماركو روبيو (44 عامًا) الذي احتل المرتبة الثالثة، ويصارع من أجل بقائه في السباق خلال انتخابات فلوريدا الأسبوع المقبل.واتخذت المعركة أخيرًا شكل إعلانات دعائية تصف دونالد ترامب بالمخادع، وهي حملة يمولها الجمهوريون الذي يرفضون أن يمثل المحافظين في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني).
ويُبثّ أحد هذه الأفلام الدعائية في فلوريدا، ويتضمن كل العبارات الفاضحة التي أدلى بها ترامب خلال الحملة، وتموله منظمة «أميركان فيوتشر فاند» التي لا تكشف هوية مانحيها. وهذه الحملة موازنتها ملايين الدولارات بحسب الناطق باسمها، ستيوارت روي. وتصوت فلوريدا وإيلينوي وولايات أخرى في 15 مارس (آذار) خلال يوم «ثلاثاء كبير» آخر. وأعلن ترامب الذي شعر بأن مواقعه مهددة فعليًا، عن إطلاق حملته الدعائية في فلوريدا ضد ماركو روبيو السيناتور عن هذه الولاية. ويصف هذا الإعلان الحاد جدا روبيو بأنه «فاسد»، ويذكر بقضية قديمة طالته وتتعلق ببطاقات ائتمان. وفي حال هزيمته في ولايته، قد يضطر ماركو روبيو إلى الانسحاب من السباق.
وقال دونالد ترامب: «الصغير ماركو، لا نراه أبدًا في مجلس الشيوخ»، خلال تجمع انتخابي الاثنين في كارولاينا الشمالية دعا فيه مجددا الناخبين إلى التصويت له.
من جهته، قال تيد كروز متسلحا بانتصاراته: «أنا المرشح الوحيد الذي تمكن من هزيمة ترامب مرة بعد مرة».
وصوتت ميشيغان في شمال البلاد وميسيسيبي في الجنوب أمس ضمن انتخابات تمهيدية للجمهوريين والديمقراطيين. وينظم الحزب الجمهوري في إيداهو وهاواي أيضًا انتخاباته التمهيدية. وسيتم منح إجمالي 150 مندوبًا جمهوريًا (من أصل 1237 مطلوبة لنيل ترشيح الحزب)، و166 مندوبًا ديمقراطيًا (من أصل 4763).
ويتقدم دونالد ترامب السباق في ميشيغان بحسب استطلاع للرأي أجرته في الآونة الأخيرة جامعة مونماوث، مع 36 في المائة من نيات التصويت، مقابل 23 في المائة لصالح تيد كروز، رغم أن جون كاسيك حاكم ولاية أوهايو المجاورة قد يحقق مفاجأة في هذه الانتخابات.
وفي ولاية مسيسيبي، لم يتم إجراء أي استطلاع رأي في الآونة الأخيرة، لكن كان ترامب الأوفر حظًا في استطلاع الشهر الماضي.
وفي معسكر الديمقراطيين، تعتبر هيلاري كلينتون الأوفر حظًا بالفوز في الولايتين، وخصوصًا ميسيسيبي حيث يشكل السود قاعدة ناخبة كبرى. وحتى الآن صوتت هذه الشريحة بنسبة 80 في المائة لصالح كلينتون في ولايات الجنوب الأخرى.
وتشكل ميشيغان ومدينة ديترويت عصب صناعة السيارات الأميركية، وقد اتهمت كلينتون بيرني ساندرز بالتصويت ضد خطة إنقاذ هذا القطاع في 2008 - 2009. وقالت، أول من أمس (الاثنين)، عند زيارتها شركة أنظمة معلوماتية في «غراند رابيدز»: «لقد دعمت خطة إنقاذ قطاع السيارات، وهو صوت ضدها». إلا أن ساندرز صوت في الواقع لصالح خطة المساعدة، لكنه حاول في تصويت لاحق وقف القروض التي تستخدم لتعويم النظام المصرفي وبينها جزئيًا قروض لمصنعي السيارات. وأكد سناتور فيرمونت من جهته للناخبين أن كلينتون دعمت اتفاقات تبادل حر أدت بحسب قوله إلى خسارة ملايين الوظائف.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.