هادي يلتقي ولد الشيخ في الرياض ويشدد على مستقبل الدولة الاتحادية

نائب رئيس الوزراء: لن تتوقف الحرب إلا بعودة الشرعية وإذعان الميليشيات للقرارات الدولية

هادي خلال لقائه ولد الشيخ في مقر إقامة الرئيس اليمني المؤقت بالرياض ({الشرق الأوسط})
هادي خلال لقائه ولد الشيخ في مقر إقامة الرئيس اليمني المؤقت بالرياض ({الشرق الأوسط})
TT

هادي يلتقي ولد الشيخ في الرياض ويشدد على مستقبل الدولة الاتحادية

هادي خلال لقائه ولد الشيخ في مقر إقامة الرئيس اليمني المؤقت بالرياض ({الشرق الأوسط})
هادي خلال لقائه ولد الشيخ في مقر إقامة الرئيس اليمني المؤقت بالرياض ({الشرق الأوسط})

التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، وناقش معه جهود المجتمع الدولي ودور الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لوضع حد لسفك الدماء والتدهور الاقتصادي والمعيشي في اليمن نتيجة التمرد والحرب الهمجية التي فجرتها الميليشيات الانقلابية.
وأكد هادي أن الشعب اليمني حدد خياراته ورسم خريطة طريق مستقبله ومستقبل الدولة الاتحادية الجديدة. وجدد الرئيس اليمني تطلعه للسلام الصادق والجاد المرتكز على القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار لوطني، التي تكفل بناء مستقبل مشرق وآمن لليمنيين بعيدا عن النوايا المبيتة وترحيل الأزمات.
وقال هادي، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية: «النوايا الحسنة وإجراءات بناء الثقة تتم من خلال الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن المدن وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمحافظات المحاصرة ومنها تعز ضرورة ملحة يجب الإيفاء بها».
من جانبه عبر المبعوث الأممي ولد الشيخ عن أمله أن يتجاوز اليمن تحدياته الراهنة والولوج في مرحلة الوئام والسلام، وتحقيق تلك التطلعات من خلال الجنوح للسلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية تجاه اليمن ذات الصلة.
وذكر جباري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحرب فرضتها جماعة الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح بانقلابهم على الدولة والسيطرة على العاصمة صنعاء والمدن بقوة السلاح، وشن عمليات إجرامية بحق الشعب من قتل وتفجير ونهب واختطاف»، مضيفا: «لا يمكن أن تتوقف الحرب، فالشعب اليمني لن يرضى بوجود الميليشيات، لا يمكن القبول بوجود عصابات إرهابية تحكم بقوة السلاح، ومن يريد توقف الحرب عليه أن يوقف أسبابها».
وأوضح المسؤول اليمني أن «الشعب اليمني وقوات الجيش الوطني يدافعون عن الوطن وعن حقهم في وجود الدولة العادلة، ولن يقبلوا بحكم العصابات الإجرامية، مشددا أن طريق الشعب اليمني واضح ومشروع وهو مستمر في ذلك حتى عودة الدولة لوضعها الطبيعية، مستندا على مخرجات الإجماع الوطني، وعلى قرارات مجلس الأمن والإجماع العربي والدولي».
وجدد جباري «تمسك الحكومة بالمسار السياسي وإيقاف نزيف الدم عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن خاصة القرار 226، الذي وافق الانقلابيون على تنفيذه منذ خمسة أشهر، ويماطلون المجتمع الدولي مع علمهم أنه سينفذ سواء وافقوا أو لم يوافقوا». وقال: «أكدنا أكثر من مرة أننا ملتزمون بالوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية، لكن الطرف الانقلابي هو من يرفض ذلك، ويتحمل نزيف الدم اليمني، وقد عقدنا معهم لقاءات في جنيف وغيرها، وقدمنا مبادرات وعملنا على وقف إطلاق النار أكثر من مرة، لكنهم يرفضون كل ذلك ويتحملون مسؤولية ما يحصل في البلاد حاليا».
واتهم جباري الحوثيين وصالح بالسعي لإفراغ القرار الدولي 2216، من مضمونه، وتحدي المجتمع الدولي، موضحا أن الأمم المتحدة حريصة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن لكن التسويف يأتي من الجماعة الانقلابية وقد حاولنا أكثر من مرة إقناع القيادات الحوثية التي منها شخصيات كانت معنا في جلسات الحوار الوطني في 2013، ووظفنا علاقتنا الطيبة معهم لمصلحة اليمن وإيقاف نزيف الدم، لكن للأسف تلقينا ردا سلبيا منهم، فشهوة الحكم والمشاريع الأسرية والطائفية تمنعهم من الاستماع لصوت الحق والمنطق».
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة أن الشعب اليمني سيظل في دوامة من المشاكل إن لم ينته الانقلاب مع استعادة الدولة من العصابات والميليشيات، الشعب اليمني لن يرضى إلا بحكومة تأتي عبر صناديق الانتخاب وليس عبر فوهة البنادق، ولن يقبل بوجود الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة والحوثيين وصالح.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.