شرعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، في ترميم أربعة قصور تاريخية بعد أن تبرع بها ملاكها للهيئة إما بشكل دائم أو لفترات طويلة، وهي: قصر ابن رقوش في الباحة، وقصر ثربان في النماص، وقصر العسكر بالمجمعة، وقصر الراشد في القصب، وذلك بهدف تحويلها إلى مراكز ثقافية وتراثية تقام فيها المتاحف المحلية، وتشهد الفعاليات التراثية المتعلقة بالمنطقة.
وتجري الهيئة العام للسياحة والتراث الوطني، حاليًا، العمل في المرحلة الثانية من ترميم قصر بن رقوش التاريخي في منطقة الباحة، بهدف الارتقاء به وتوظيفه اقتصاديا وسياحيا وثقافيًا، ليصبح أحد المعالم البارزة في المنطقة، وذلك عقب توقيع الهيئة عقد اتفاقية مع المالك الذي قدم القصر دون مقابل لمدة 20 عامًا على أن تقوم الهيئة بترميمه وتطويره، وأنهت الهيئة عمليات التوثيق المساحي والمعماري للقصر، واستكملت جميع المخططات لتأهيله وتوظيفه بما يتواءم مع عناصره المعمارية وهويته المحلية.
وركزت المرحلة الأولى من إعادة تأهيل قصر ابن رقوش على أعمال الترميم الإنقاذي لمبنى الضيافة بالقصر، وتشمل حماية عناصر المبنى القائمة والمحافظة على سلامتها من الانهيار، إضافة إلى عمليات تدعيم الأساسات، وفك وإعادة تركيب الأسقف، وتكحيل الواجهات وحقنها ومعالجة التشققات، وإعادة بناء الجدران المتصدعة والمنهارة وتنظيف الأرضيات بالقصر.
وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قد زار القصر وتفقد سير العمل في مشروع ترميم وتطوير وإعادة تأهيله.
يذكر أن قصر ابن رقوش يعد من المعالم التاريخية والسياحية بالمنطقة وأحد أقدم القصور التاريخية متكاملة الخدمات، حيث تم بناؤه عام 1833. ويتكون من خمسة منازل كبيرة بعضها يحتوي على ثلاثة أدوار، إضافة إلى مجلس للقبيلة ومسجد ملحق بالقصر ومهاجع للخدم وبئر ماء وفناء داخلي واثنين آخرين حول القصر، ليشكل منظومة سكنية متكاملة من البيوت وملحقاتها «مدرسة ومسجد وإسطبلات خيل وآبار للسقيا وبساتين».
فيما بدأت مؤخرا في ترميم قصر ثربان التاريخي الذي يقع في محافظة النماص، حيث كان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قد قام أثناء زيارته لمحافظة النماص على هامش ملتقى التراث العمراني الرابع الذي أقيم بمنطقة عسير في شهر صفر 2014، بوضع حجر الأساس لمشروع وترميم وتطوير قصر ثربان التاريخي بقيمة إجمالية تقدر بخمسة ملايين ريال (1.3 مليون دولار)، وشاهد المخططات التفصيلية للمشروع من قِبل الشركة المنفذة.
ويضم المشروع عددا من العناصر المعمارية التراثية منها متحف عن تاريخ النماص، ومطعم تراثي، وسوق الحرف والأسر المنتجة، والمسجد القديم، وتهيئة ساحات للاحتفالات.
ويعد قصر ثربان من أهم المعالم التراثية والتاريخية في المنطقة بشكل عام، والمحافظة بشكل خاص، إذ يعود تاريخ بنائه إلى نحو 200 عام، وهو أحد القصور الستة في الحي التاريخي بالنماص، ويتكون من مبنى رئيسي من 5 أدوار متكررة، و4 ملاحق خارجية، وساحتين للقصر، بالإضافة إلى مسجد. وفي الفناء الخارجي للقصر بستان، في إحدى زواياه بئر لسقيا ساكني القصر والري.
فيما يعد قصر العسكر التاريخي بمدينة المجمعة من القصور التاريخية المهمة في المنطقة ويقارب عمره المائتي عام ويحمل السمات النجدية القديمة في العمارة، وهو أحد القصور المشهورة في المنطقة، وزاره الملك عبد العزيز والملك سعود (رحمهما الله)، والكثير من الأمراء والرحالة الغربيون وكتبوا عنه.
وأنهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤخرا مراحل ترميم المبنى وتجري الهيئة حاليا الدراسات المتعلقة بتشغيله، وذلك بعد أن تبرعت به أسرة العسكر للهيئة بشكل دائم، وتبلغ مساحة القصر من دون الملاحق الخارجية أكثر من 2000 متر مربع، وهو على شكل متوازي أضلاع يحده من الشمال منازل بعض المواطنين، ومن الجنوب الغربي شارع بعرض ستة أمتار، ومن الشرق أرض واسعة شيد فيها منزل الضيافة ثم أصبح منزلاً لبعض أبناء وأحفاد إبراهيم العسكر (آخرهم إبراهيم بن عبد العزيز العسكر) وبجوار منزل الضيافة إلى الشمال يقع رباط الخيل وعنبر السجن، ومن الغرب يقع بستان صغير وبئر عمقها نحو خمسة وعشرين مترًا، ثم بجوارهما يقع المسجد المعروف بمسجد الإمارة أو مسجد إبراهيم.
فيما شهدت الفترة الأخيرة انتهاء العمل من مراحل ترميم مبنى قصر الراشد التاريخي في مدينة القصب شمال غربي الرياض، الذي تبرعت به أسرة الراشد للهيئة بشكل دائم، وتجري الهيئة حاليا الدراسات المتعلقة بتشغيله، ويقع قصر الراشد على مساحة 300 متر مربع، والمبنى قائم وبحالة إنشائية جيدة حتى الآن، ويمثل معلما سياحيا يُمكن استخدامه واستثماره، ويقع على حافة سور القصب القديم ويمكن لمن يمر من الطريق العام بين القصب وشقراء أن يراه واضحا.
ويعود تاريخ القصر لأكثر من 60 عاما، ويمثل بيت أسرة الراشد، وهو بيت إبراهيم الراشد الذي كان ناظر الملك عبد العزيز على مدينة القصب.
وفي جدة بدأت جهات حكومية التحضير لمشروع ترميم وتأهيل مسجد المعمار في قلب جدة التاريخية، ضمن «برنامج العناية بالمساجد التاريخية» الذي تتعاون فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية، بهدف المحافظة على المساجد التاريخية في المملكة والعناية بها، وإعادة تأهيلها، وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية.
وعقدت اللجنة المكلفة بالإشراف على أعمال الترميم، التي تضم ممثلين عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وأمانة محافظة جدة، ومهندسي المشروع اجتماعًا، بحثوا خلاله كيفية تذليل العقبات، والمباشرة في إنجاز الدراسات والتصاميم وأعمال الترميم والتأهيل ليتم افتتاح المسجد للمصلين خلال 21 شهرًا، إلى جانب المحافظة على أوقاف المسجد وتطويرها، والخطط البديلة لاستيعاب المصلين في المساجد القريبة، ومسار خطة الترميم دون التأثير على الحركة التجارية والبشرية وتدفقات الزوار إلى المدينة التاريخية.
وجرى مؤخرًا تأسيس البرنامج في هيئة السياحة والتراث الوطني ليمثل نقلة جديدة للبرنامج الذي تبنته مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 17 عامًا، وتم من خلاله ترميم (21) مسجدًا في مختلف مناطق المملكة.
ويعد مسجد المعمار من أقدم المساجد في جدة التاريخية، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن بناءه تم على يد الوالي مصطفى معمار باشا، عام 1263هـ وجدد عام 1284هـ.
يشار إلى أن برنامج العناية بالمساجد التاريخية في الهيئة اقترح خطة للعناية بالمساجد التاريخية على مستوى مناطق المملكة، وتجري مراجعتها مع وزارة الشؤون الإسلامية لاعتمادها من الجهتين وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة خصوصا إمارات المناطق، والأمانات والبلديات، والمؤسسات المهنية والخيرية، والمتبرعين من المجتمع المحلي.
السعودية: ترميم 4 قصور تاريخية.. وتحويلها إلى مراكز ثقافية وتراثية
تأهيل مسجد «المعمار» في جدة التاريخية
السعودية: ترميم 4 قصور تاريخية.. وتحويلها إلى مراكز ثقافية وتراثية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة