فكرة جنونية تحولت لدعوة طريفة للعيش على جزيرة في عرض البحر الأحمر، أطلقها الشاب المصري مصطفى الشافعي هربا من السلبيات التي تواجه المصريين في حياتهم اليومية، بداية من الانهيار الأخلاقي وحتى البطالة والزحام. دعا الشاب لشراء جزيرة الجفتون بالغردقة، عوضا عن الهجرة من البلاد والسفر للخارج، وتأسيس مدينة أشبه بالمدينة الفاضلة. ولقيت الدعوة إقبالا كبيرا على موقع «فيسبوك»تحت شعار (هنجمع 1000 شاب وهنشتري جزيرة في مصر ونعيش فيها)، جمعت 25 ألف مشترك من مختلف أنحاء مصر الذين تفاعلوا بشكل جدي أحيانا وهزلي أحيانا أخرى، ووصل الأمر ببعض الشباب إلى الإعلان عن رغبتهم ببيع ممتلكاتهم، حتى إن بعض المتحمسين لشراء الجزيرة، قال: «أنا ممكن أبيع هدومي بس آجي معاكم على الجزيرة»، بينما لم يتوان آخرون عن الإفصاح عن جديتهم في جمع المبلغ المطلوب لشراء الجزيرة، بقول أحدهم: «أنا ممكن أبيع كليتي».
يقول صاحب الفكرة مصطفى الشافعي، إن الفكرة بدأت لديه بعد تدهور أوضاع السياحة في مصر، وإنه استوحى الفكرة من «سياحة الجزر» المنتشرة في ماليزيا وتايلاند والمالديف، قائلا: «لدينا جزر كثيرة في مصر وغير مستغلة، لا من قبل المصريين ولا من قبل السياح»، مشيرا إلى أن «الجزيرة سوف يعمرها ألف شاب مصري من المهتمين بتنمية مصر، ومن المتميزين في مجالاتهم، على أن تكون كافة المباني والإنشاءات صديقة للبيئة». وعن تصوره للحياة فوق تلك الجزيرة، قال: «بيوت خشبية محاطة بالحدائق الغناء، سكان تم اختيارهم بعناية جميعهم من المتفوقين في مجالاتهم، عربات تسير بالطاقة الشمسية، استغلال لطاقة الرياح والمياه، سياحة عالمية تدر دخلا لسكان الجزيرة».
طالب الشافعي الشباب المتحمس للفكرة بجمع توقيعات من جميع المحافظات المصرية لتقديم طلب للحكومة المصرية يطالب فيه بحق الانتفاع بالجزيرة يمكنهم من العيش بها، وإقامة مشروعات زراعية وصناعية غير ضارة بالبيئة، فضلا عن تنشيط الاستثمار السياحي في جزيرة الجفتون والجزر المحيطة بها.
وحول سبب اختيار جزيرة الجفتون تحديدا، يقول: «تتميز الجفتون بأن مساحتها 18 كلم وطول سواحلها 43 كلم، كما أنها تبعد عن الغردقة 11 كلم وهذا يسهل الاستفادة من الخدمات المتاحة في مدينة الغردقة، كما أنها تضم 14 موقعًا من أجمل مواقع الغوص في العالم، وكانت تستقبل نحو 188 ألف سائح سنويًا وبالتالي لا نحتاج لحملات دعائية كبيرة للتعريف بالمكان». ويؤمن الشافعي والشباب المتحمس معه للفكرة بأن استغلال جزيرة الجفتون سوف يؤدي إلى زيادة الدخل القومي وخلق فرص عمل للشباب وتقديم نماذج ناجحة من الشباب المصري القادر على تحمل المسؤولية. يوضح الشافعي فكرته بتعمير الجزيرة واستغلالها، بقوله: «استغلال الجزيرة سياحيا سوف يكون من خلال فرض رسوم لدخول الجزيرة، فمثلا: أستراليا حققت إيرادات مقدارها 2.5 مليار دولار استرليني من استغلال الجزر، وكندا حققت 6.5 مليار دولار إضافة إلى توفير 125 ألف فرصة عمل، وإيطاليا حققت مليار يورو إضافة إلى توفير 80 ألف فرصة عمل».
أما عن كيفية اختيار سكان الجزيرة، فيوضح أنه «سيتم اختيار 1000 شاب من جميع أنحاء الجمهورية عن طريق فريق متخصص في الموارد البشرية، وتتضمن معايير الاختيار: الأخلاق، والطموح، والتميز، والرغبة في التنمية. بعدها سوف نستخرج بطاقة عضوية لكل فرد في الجزيرة ويوجد بالكارت عدد من النقاط وإذا قام الشخص بارتكاب أي مخالفة يتم الخصم من عدد النقاط المملوكة له على حسب نوع المخالفة المرتكبة وإذا استنفد الفرد عدد النقاط المملوكة له يتم توجيه الشكر له على الفترة الذي قضاها على الجزيرة. وتتم أيضًا زيادة عدد النقاط للأفراد الذين يتمتعون بالإيجابية في مساعدة سكان الجزيرة وبالتالي إعطاء مميزات أكبر لهم بناءً على إيجابيتهم». لكن الشافعي فكر أيضا في مستقبل الجزيرة، مشيرا إلى توقعه أن يصل تعداد سكان الجزيرة إلى 50 ألفا، وفقا لفرص العمل التي ستتيحها الجزيرة وحركة السياحة بها. وتجري الصفحة الخاصة بالدعوة لشراء الجزيرة استفتاءً على المهن التي يرغب الشباب المتحمس للفكرة بالعمل بها، بداية من الأطباء للخبازين ورجال المرور والوزراء، وغيرها من المهن، لكن من الطريف أن الإقبال على مهنة «المهندس» كان الأكبر بين المهن، فيما اختار شخصان العمل في مهنة «الحرامي»، و6 في مهنة «حرامي غسيل»، وآخران اختارا «عاطل»، بينما اختار 3 أشخاص العمل في «تجارة المخدرات».
مصريون يدعون لشراء جزيرة بالغردقة.. وتأسيس «مدينة فاضلة»
هربًا من البطالة والزحام والتدهور الأخلاقي
مصريون يدعون لشراء جزيرة بالغردقة.. وتأسيس «مدينة فاضلة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة