الميليشيات تواصل عقاب أهالي تعز بالحصار

المجتمع الدولي يطالب بوضع حد للانتهاكات

الميليشيات تواصل عقاب أهالي تعز بالحصار
TT

الميليشيات تواصل عقاب أهالي تعز بالحصار

الميليشيات تواصل عقاب أهالي تعز بالحصار

تستمر ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في ارتكاب مجازرها الوحشية ضد أهالي مدينة تعز، ثالثة كبرى المدن اليمنية، من خلال قصفها الهستيري وبشكل عشوائي للأحياء المدنية وقرى عدد من المديريات الخاضعة لسيطرة قوات الشرعية، خصوصا قرى مديرية المسراخ، جنوب تعز. وشهد عدد من جبهات القتال هدوءا نسبيا؛ حيث حققت قوات الشرعية تقدما وقامت بتمشيط أوكار الميليشيات الانقلابية النائمة ومواقعها برفقة قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي.
وقال عبد السلام محمد، رئيس «مركز أبعاد للدراسات والبحوث»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «باعتقادي أنه كلما تتقدم المقاومة الشعبية في جبهات متعددة سواء المحيطة بتعز أو المحيطة بصنعاء، فإن الميليشيات الانقلابية تضغط على مدينة تعز المكتظة بالسكان وتضربها بالصواريخ العشوائية التي هي أساسا محرم استخدامها داخل المدن».
وأضاف: «يرتكب الحوثيون جرائم ترقى إلى جرائم إبادة باستخدامهم أسلحة تدمير في ضرب المدن والقرى، إلى جانب جريمة الحصار ومنع إسعاف الجرحى ومنع وصول الإغاثة والمساعدات للمدنيين».
إلى ذلك، حاصرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي تساندها قوات التحالف الذي تقوده السعودية بتغطيتها الجوية، ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في منطقة المطالي بمديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، في محاولة من قوات الشرعية لتحرير المنطقة، وكذا عزلة الاقروض، من الميليشيات الانقلابية، لتكون بذلك استكملت تطهير مديرية المسراخ كاملة بعدما تمكنت قبل أيام من تحرير مركز المديرية.
وبحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، فقد شنت طائرات التحالف غاراتها على مواقع مختلفة للميليشيات الانقلابية بما فيها مواقع في مناطق مبتعة وحنا والأتياس والبحيت، بمديرية الوازعية غرب تعز وبوابة لحج الجنوبية، ومنطقة يختل بالمخا، غرب تعز، واستهدفت مخزنا للسلاح تابعا للميليشيات الانقلابية، ومعسكر «اللواء 35» بمفرق المخا، غرب مدينة تعز.
وعلى الصعيد الإنساني، ناشد ناشطون حقوقيون المجتمع الدولي وضع حد للانتهاكات وجرائم الإبادة التي تواصل ارتكابها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح من خلال استمرار حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة منذ 10 أشهر وقصفها المستمر على الأحياء السكنية والمستشفيات، بالإضافة إلى منعها دخول الأهالي من منافذ المدينة محملين بالمستلزمات الطبية والغذائية وغيرها من المستلزمات الأساسية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.