السودان: 30 صحافيًا يدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام

نددوا بسيطرة الأمن على حرية الإعلام والجرائد

السودان: 30 صحافيًا يدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام
TT

السودان: 30 صحافيًا يدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام

السودان: 30 صحافيًا يدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام

وصلت المواجهة بين عدد من الصحافيين السودانيين والسلطات الأمنية ذروة الاحتجاج المدني، وذلك بعد إعلان أكثر من ثلاثين صحافيًا وصحافية إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، الأمر الذي عده النشطاء قمة أساليب المقاومة المدنية التي تستخدمها الصحافة السودانية للمرة الأولى في تاريخها، خصوصًا بعد أن تضامن معهم العشرات من زملائهم ورموز المجتمع المدني والسياسي، محتجين على سيطرة جهاز الأمن على الصحف، والتضييق على الحريات الصحافية، الذي ترتب عليه تعليق صحيفة «التيار» المستقلة لأجل غير مسمى دون إبداء أسباب.
وجدد جهاز الأمن السوداني تعليق صدور صحيفة «التيار» المستقلة عن الصدور لأجل غير مسمى للمرة الثانية في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دون إبداء أسباب، بعد أن كان قد أوقفها العام 2012 لمدة عامين، ثم عاودت الصدور بقرار المحكمة الدستورية بعدم دستورية إيقاف جهاز الأمن للصحف.
وشهد مقر الصحيفة بالخرطوم، أمس، توافد عدد كبير من الصحافيين وقادة المجتمع المدني والسياسي، الذين نظموا وقفة احتجاجية، قيدوا خلالها أنفسهم بالأصفاد (الجنازير)، ووضعوا الأقنعة على أفواههم دلالة على تكميم الأفواه، ورددوا هتافات مناوئة لتدخل جهاز الأمن في إصدار الصحف وسيطرته على الحريات الصحافية.
فيما قال خالد فتحي، رئيس اللجنة المنظمة للإضراب الصحافي، إنهم لجأوا قبل أن يبلغوا بأشكال الاحتجاج المدني مرحلة الإضراب، إلى المحكمة الدستورية، وذلك بعد يومين من إيقاف الصحيفة للطعن في دستورية الإيقاف، ومنحوها أكثر من 65 يومًا قبل القيام بالخطوة الثانية، ونظموا خلالها وقفة احتجاجية، منتصف الشهر الماضي، ثم حملة جمع مليون توقيع للتضامن مع الجريدة الحالية حتى الآن، ثم قرروا بعد ذلك الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام.
وقال رئيس تحرير الصحيفة عثمان ميرغني لـ«الشرق الأوسط» إن الإضراب عن الطعام هو خطوة تليها خطوتين أخريين لتصعيد معركة الحريات الصحافية، و«هذه خطوة إعلامية تستهدف إيصال رسالة للمجتمع السوداني في الداخل والخارج، للتنبيه ليس لقضية التيار بل لقضية الحريات الصحافية»، موضحًا أنه لا يتوقع استجابة السلطات للإضراب، لأن «القصد من الإضراب ليس مجرد السماح بصدور الصحيفة بقرار سياسي، لأنهم ارتضوا حكم القانون باللجوء للمحكمة الدستورية، وإنه باختيار اللجوء للقانون يرفضون أية مساومات على الخط التحرير للصحيفة».
من جهتها، وصفت نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي في حديثها إضراب الصحافيين عن الطعام بأنه كشف لحجم الاعتداء على الحريات الصحافية والحريات العامة، وتعبير عن هموم الشعب، وقالت في هذا الشأن: «هذا موقف أحيي فيه شجاعة الصحافيين، لكني أقول لهم لا تلقوا بأنفسكم في التهلكة، وإلى أن نواصل جميعنا العمل على تغيير الأوضاع في البلاد بالوسائل المدنية، للوصول إلى أن يكون في السودان دولة المواطنة.. دولة الكرامة والسلام وسيادة القانون، وهذا المجهود الإعلامي يمكن أن يؤتي أكله بأن يتحرك متنفذ لرفع الحرج بإعادة التيار للصدور، لكن هذا لا يعني عدم تكرار الإيقاف لأن (التيار) أوقفت أكثر من مرة».



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.