هل تتلاعب المتاجر البريطانية بعائدات الأكياس البلاستيكية؟

اتهامات لشركات باستغلال «ثغرة قانونية» للاحتفاظ بالإيرادات بدلاً من التبرع بها للجمعيات الخيرية

بعد فرض أداء أثمنة على الأكياس البلاستيكية التي يستخدمها زبائن السوبر ماركت بهدف الحفاظ  على البيئة ظهرت تساؤلات حول قيام بعض الشركات بالاستفادة من المبلغ بدلا من التبرع به
بعد فرض أداء أثمنة على الأكياس البلاستيكية التي يستخدمها زبائن السوبر ماركت بهدف الحفاظ على البيئة ظهرت تساؤلات حول قيام بعض الشركات بالاستفادة من المبلغ بدلا من التبرع به
TT

هل تتلاعب المتاجر البريطانية بعائدات الأكياس البلاستيكية؟

بعد فرض أداء أثمنة على الأكياس البلاستيكية التي يستخدمها زبائن السوبر ماركت بهدف الحفاظ  على البيئة ظهرت تساؤلات حول قيام بعض الشركات بالاستفادة من المبلغ بدلا من التبرع به
بعد فرض أداء أثمنة على الأكياس البلاستيكية التي يستخدمها زبائن السوبر ماركت بهدف الحفاظ على البيئة ظهرت تساؤلات حول قيام بعض الشركات بالاستفادة من المبلغ بدلا من التبرع به

أدّت الغرامة التي فرضتها الحكومة البريطانية على استعمال الأكياس البلاستيكية إلى انخفاض استخدامها بأكثر من 70 في المائة منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفقا لأحدث الدراسات. إلا أن غياب نظام رقابي يتابع تنفيذ القرار أسفر عن تساؤلات من جهات إعلامية وسياسية عما إذا كان السعر المحدد في (5 بنسات) يوجّه إلى الجمعيات الخيرية كما يحث القانون، أو أنه يستعمل لأغراض تجارية تخدم مصالح الشركات نفسها.
وكانت الحكومة البريطانية قد فرضت غرامة قدرها خمسة بنسات على الأكياس البلاستيكية التي يستخدمها عملاء السوبر ماركت في إنجلترا اعتبارا من شهر أكتوبر الماضي، بهدف تقليص استخدامها حفاظا على البيئة. وألزمت الحكومة المتاجر برصد عدد الأكياس البلاستيكية التي يبيعونها، وأين تصرف عائداتها، مشيرة إلى أنه يجوز للشركات الاحتفاظ بجزء صغير من المبلغ لتغطية المصاريف الإدارية التي قد تشمل الاستشارات القانونية التي تضمن امتثال الشركة للقانون الجديد. وأشار مصدر مطلع في وزارة الأعمال والابتكار والمهارات البريطانية إلى أن سعر إنتاج الأكياس لا يدخل في إطار التكاليف الإدارية، وبالتالي فإنه من غير القانوني خصمه من الإيرادات الموجهة إلى الجمعيات الخيرية.
واتهمت جهات إعلامية وسياسية بعض الشركات، وفي مقدمتها سلسلة السوبر ماركت «سينزبريز»، باستغلال ثغرة قانونية للاحتفاظ بجزء أكبر من إيرادات الأكياس البلاستيكية، في إشارة إلى استثناء «المصاريف الإدارية». وكانت صحيفة «التلغراف» قد اتهمت الشركة سابقا باستغلال ثغرة قانونية، فيما أكدت صحيفة «الغارديان» أن الشركة تحتفظ بـ4 بنسات، وتصرف بنسا واحدا فقط عن كل كيس بلاستيكي تبيعه إلى الجمعيات الخيرية.
وفيما احتفظت الشركات الأخرى المنافسة بالأكياس البلاستيكية الاعتيادية وفرضت عليها غرامة 5 بنسات، اختارت «سينزبريز» إنتاج أكياس جديدة أكثر متانة تستعمل أكثر من مرة، مما يمكّنها من استغلال «ثغرة» في القانون الذي لا ينطبق سوى على الأكياس البلاستيكية العادية التي تستعمل مرة واحدة.
وقالت متحدّثة باسم «سينزبريز» لـ«الشرق الأوسط» إن الشركة امتثلت إلى القانون منذ إقراره العام الماضي، وسعت إلى تعزيز الإجراءات المتخذة بهدف حماية البيئة من خلال إنتاج أكياس تسوق شبه دائمة، وتغييرها مجّانا إن أُتلفت. ورفضت المتحدّثة التعليق على المبلغ الذي تتبرّع به الشركات للجمعيات الخيرية، لافتة إلى أنها «معلومات حساسة تجاريا». وكان بيان نشرته الشركة سابقا قد ذكر أنه فيما لا تخضع الأكياس الجديدة للغرامة التي أقرّتها الحكومة، إلا أنها تتبرع بجزء من العائدات إلى جمعيات خيرية.
من جهتها، أوضحت المتحدّثة باسم شركة «ويتروز» المنافسة أنها تتبرّع بإيرادات الأكياس البلاستيكية كاملة بعد الضرائب، وأنها لا تخصم منها المصاريف الإدارية أو سعر الإنتاج. وعن كيفية اختيار الجمعيات الخيرية، قالت «إلي شير» إن الشركة اختارت التبرع بالإيرادات إلى الصندوق الوطني لعلاج الأمراض العقلية، ومركز دراسات مرض الزهايمر بجامعة لندن. كما أكدت شير أن الشركة سجّلت تراجعا في استخدام الأكياس البلاستيكية بين عملائها بنسبة 70 في المائة منذ تاريخ إقرار القانون. ويذكر أن عدد الأكياس البلاستيكية التي وزعت في إنجلترا عام 2014 بلغ 7.64 مليار، متجاوزا عددها في 2013 بـ200 مليون كيس. وبإقرار القانون الجديد بإشراف مباشر من وزارة البيئة والغذاء، تهدف الحكومة إلى توفير 60 مليون جنيها من تكاليف تنظيف الشوارع و13 مليونا من حيث تكاليف الحد من انبعاثات الكربون. وتأتي «غرامة الأكياس البلاستيكية» في إنجلترا متأخرة بالمقارنة مع باقي مناطق المملكة المتحدة، حيث أدخلت ويلز سعر الـ5 بنسات على الأكياس البلاستيكية عام 2011 وشهدت تراجعا في استعمالها بـ71 في المائة، فيما شهدت آيرلندا الشمالية واسكتلندا تراجعا ملحوظا كذلك بعد إقرارهما القانون في 2013 و2014 على التوالي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.