تشهد الولايات المتحدة اليوم «الثلاثاء الكبير»، محطة مهمة في مسار الانتخابات التمهيدية للرئاسيات، الذي يعتبر يوما مصيريا لأنه غالبا ما يشهد بعض الانسحابات ونشأة تحالفات بين المرشحين، كما يعطي مؤشرا على المرشح الذي سيتم اختياره في كلا الحزبين، بسبب عدد الولايات التي ستحسم خيارها خلاله.
وبدأت هيلاري كلينتون، المرشحة عن حزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، بزخم قوي أمس، ولن تحسم محطة «الثلاثاء الكبير» التي سيجري فيها كل من الحزبين انتخابات تمهيدية في 12 ولاية، السباق بصورة قاطعة ونهائية لنيل الترشيحين الجمهوري والديمقراطي، إذ تتواصل بعدها الانتخابات في عشر ولايات أخرى وتستمر حتى يونيو (حزيران) المقبل. غير أنها تعطي تقدما كبيرا لدونالد ترامب، المرشح عن حزب الجمهوري، وهيلاري كلينتون في السباق لجمع المندوبين في المؤتمرين اللذين سيعينان رسميا مرشحي الحزبين في يوليو (تموز) المقبل، ما من شأنه أن يقضي ربما على آمال خصومهما في المنافسة.
وتقبل وزيرة الخارجية السابقة على «الثلاثاء الكبير» في موقع متقدم على خصمها بعد تحقيقها فوزا كاسحا على سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز في كارولاينا الجنوبية السبت الماضي، وهي تتقدم عليه بما بين 20 و34 نقطة في تكساس وجورجيا وتينيسي، بحسب استطلاعات للرأي نشرتها شبكة «إن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» أول من أمس. في المقلب الآخر، لا يزال دونالد ترامب مهيمنا على خصومه الأربعة وفي طليعتهم سيناتور فلوريدا ماركو روبيو وسيناتور تكساس تيد كروز. وانتصر رجل الأعمال الثري بفارق لم يكن من الممكن أن يخطر لأحد قبل بضعة أشهر، في الانتخابات التي جرت في نيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا.
وأثبت أن تقدمه في استطلاعات الرأي ليس أمرا عابرا أو موهوما وتمكن من توسيع شرائح مؤيديه من المحافظين إلى الجمهوريين المعتدلين. ولم يتأثر موقعه بأي جدل آثاره وأي هفوة ارتكبها حتى الآن، غير أن الهجمات ضده اشتدت إلى حد غير مسبوق في الأيام الأخيرة.
وقال ترامب معتمرا قبعته الحمراء وعليها شعاره الانتخابي أول من أمس: «لنجعل أميركا عظيمة من جديد»، مضيفا: «الأمر لا يتعلق بي أنا، إنني المرسال. هناك حركة حقيقية، سنستعيد بلادنا، وسنديرها بذكاء بدل أن نكون أغبياء». وكان يخطب في حشود قياسية تجمعت الأحد في ماديسون بولاية ألاباما، ووصل عددها إلى 32 ألف شخص بحسب تقديرات المرشح، وهو عدد فائق بالنسبة إلى الحملة الانتخابية الأميركية. وتحول القلق إلى ذعر حقيقي بين قيادات الحزب الجمهوري التي تحذر بأن تنصيب دونالد ترامب سيعني هزيمة الحزب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وسيحدث تحولات في الحزب الجمهوري لجيل كامل.
غير أنه لم يعد الشخص غير المرغوب فيه كما منذ بضعة أشهر، ولم يعد الآخرون ينكرون مكانته، بل بدأ مسؤولون يعلنون تأييدهم له مثل حاكم نيوجرسي كريس كريستي، المرشح السابق في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب. وكتب الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش، المرشح للانتخابات التمهيدية عام 2012 على موقع «تويتر»، أن «تأييد كريس كريستي هو إنذار حقيقي إلى قيادات الحزب الجمهوري من أجل أن تبدأ باعتبار ترامب على أنه المستقبل».
وأدت هيمنة ترامب على السباق الجهوري إلى انحدار مستوى الجدل في الحملة واحتدم تبادل الشتائم والاتهامات منذ الخميس الماضي، في هجمات ندد بها المرشحان الآخران الباقيان في السباق، حاكم أوهايو جون كاسيك وجراح الأعصاب السابق بن كارسون.
انطلاق «الثلاثاء الكبير» اليوم.. لتحديد مرشحي الحزبين الأميركيين للانتخابات الرئاسية
يوم حاسم في مسيرة كلينتون وترامب إلى البيت الأبيض
انطلاق «الثلاثاء الكبير» اليوم.. لتحديد مرشحي الحزبين الأميركيين للانتخابات الرئاسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة