ميدالية شرف لجندي أميركي لقتله إرهابياً طالبانياً

أول تكريم لفريق «سيل 6» بميدالية الشرف منذ حرب فيتنام

ميدالية شرف لجندي أميركي لقتله إرهابياً طالبانياً
TT

ميدالية شرف لجندي أميركي لقتله إرهابياً طالبانياً

ميدالية شرف لجندي أميركي لقتله إرهابياً طالبانياً

داخل غرفة مظلمة بأحد المباني في أفغانستان، لم يتوافر أمام القائد التابع للأسطول الأميركي إدوارد سي. بيرز سوى قليل من الوقت لتقديم رد فعل، بعدما تلقى أحد أقرانه للتو رصاصة في الرأس أثناء مهمة لتحرير أحد الرهائن. ولم يكن من الواضح هل هناك شخص آخر داخل الغرفة يرغب في قتل الفريق الأميركي.
وعليه، انفجر بيرز في نوبة إطلاق نار، ليصيب مقاتلاً من جماعة «طالبان» كان يملك بندقية آلية كانت مصوبة لرأسه. وتحرك رجل آخر باتجاه أحد أركان الغرفة، حيث كان يوجد سلاح آخر، لذا تعامل معه بيرز، ثم حاول تعديل نظارة الرؤية الليلية التي يرتديها للتعرف على مكان الرهينة الأميركي. كان الرهينة ممددًا على الأرض على بعد خمسة أقدام، وصاح بالإنجليزية، ما دفع بيرز لقتل الشخص المسلح، ثم سارع بالتوجه إلى الرهينة ليقف أمامه ليحول بينه وبين وابل الرصاص.
ومن المقرر أن يتقلد بيرز (36 عامًا)، ميدالية الشرف في إطار احتفال يقام داخل البيت الأبيض (أمس) الاثنين، وذلك تكريمًا لما أنجزه في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2012. ومع ذلك، أصبح يتعين على بيرز القيام بأمر آخر صعب بالنسبة لشخص يقوم بمثل هذا العمل: حيث يتوجب إليه الخروج أمام الكاميرات ووسائل الإعلام مع تلقيه لأرفع وسام وطني مخصص للمقاتلين على مستوى البلاد.
ومن المعتقد أن بيرز أول جندي يتلقى ميدالية الشرف عن أفعاله أثناء مشاركته داخل المجموعة البحرية الحربية الخاصة، المعروفة على نطاق واسع باسم فريق «سيل 6». من جانبهم، رفض مسؤولون بوزارة الدفاع التأكيد على هذا الأمر، مكتفين بالقول إن بيرز أول جندي من «سيل 6» يحصل على ميدالية الشرف منذ حرب فيتنام. كان مسؤولون أميركيون قد اعترفوا من قبل بأن الغارة التي شنت عام 2012 نفذها فريق «سيل 6».
من جانبه، قال بيرز خلال مقابلة أجريت معه، الجمعة، داخل مقر البنتاغون: «عشت حياتي المهنية بأكملها بصورة شديدة الخصوصية، فنحن لا نتحدث عما نقوم به، ويحمل هذا التكريم معه بعض الواجبات التي يتعين علي القيام بها. إلا أنني أنوي المضي في عملي على النحو المعتاد والاستمرار في كوني عضوًا في (سيل)، إنه أمر أعشقه ولطالما راودتني الرغبة في الاضطلاع به».
من ناحية أخرى، انتهت العملية سالفة الذكر بنجاح فريق «سيل 6» بتحرير الرهينة، وهو طبيب يدعى ديليب جوزيف، من براثن «طالبان»، لكنها أسفرت عن مقتل أول عضو بالفريق مر عبر الباب، ضابط صف بحري نيكولاس دي. تشيك (28 عامًا). وبعد موته، نال تشيك ميدالية «صليب البحرية»، وهي ثاني أرفع ميدالية بعد ميدالية الشرف، وذلك لما أبداه من بطولة أثناء العملية، حسبما أفاد مسؤولون بالقوات البحرية.
يذكر أن هذا الأمر لم يعلن من قبل، ولا يوجد ذكر له على موقع وزارة الدفاع.
من جانبه، نشأ بيرز في «غراند رابيدس» بولاية أوهايو. وسبق أن عمل والده بالبحرية أثناء الحرب العالمية الثانية، مما دفع بيرز الابن لأن يقرر في سن مبكرة الانضمام إلى المؤسسة العسكرية والانضمام إلى البحرية، حسبما ذكر.
وعن ذلك، قال بيرز: «أحببت كل ما كانوا يمثلونه، أو ما اعتقدت أنهم يمثلونه، وكذلك المهام الصعبة التي اضطلعوا بها والسرية التي تحيط عملهم، والجانب المتعلق بالعمليات الخاصة على وجه التحديد، علاوة على المعدات الجيدة».وبالفعل، انضم بيرز للقوات المسلحة عام 1998، بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، حيث عمل عضوًا بالفريق الطبي في البحرية بادئ الأمر. عام 2002، انضم لمدرسة «بيسيك أندرووتر ديموليشن / سيل» الشهيرة في سان دييغو، في أعقاب بدء العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان بشهور قلائل، في الوقت الذي كان يستعد البنتاغون لغزو العراق العام التالي.
*خدمة «واشنطن بوست»
ـ خاص بـ {الشرق الأوسط}



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.