«يونيسيف» تبدي قلقها من تجنيد الميليشيات الحوثية للأطفال

ممثلها حذر مما وصفه بـ«كارثة إنسانية مقبلة على اليمن»

نحو 1.3 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعوية إضافة إلى 1.8 مليون آخرين عرضة لمرض الحصبة و320 ألفًا لسوء التغذية الحاد في العام الحالي (إ.ب.أ)
نحو 1.3 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعوية إضافة إلى 1.8 مليون آخرين عرضة لمرض الحصبة و320 ألفًا لسوء التغذية الحاد في العام الحالي (إ.ب.أ)
TT

«يونيسيف» تبدي قلقها من تجنيد الميليشيات الحوثية للأطفال

نحو 1.3 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعوية إضافة إلى 1.8 مليون آخرين عرضة لمرض الحصبة و320 ألفًا لسوء التغذية الحاد في العام الحالي (إ.ب.أ)
نحو 1.3 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعوية إضافة إلى 1.8 مليون آخرين عرضة لمرض الحصبة و320 ألفًا لسوء التغذية الحاد في العام الحالي (إ.ب.أ)

أعرب ممثل منظمة «يونيسيف» المقيم في اليمن، جوليان هانس، عن قلقه من زيادة أعداد الأطفال الذين تجندهم الميليشيات المسلحة واستخدامهم في عملياتها، مشددًا على «أهمية دور المملكة في إنقاذ حياة أطفال اليمن الذين باتوا مجبرين على حمل السلاح والقتال من أجل قضية لا تعنيهم من قريب أو من بعيد».
وأشار إلى أن زيارته الأخيرة للرياض ولقاءه كبار المسؤولين السعوديين كان لإطلاعهم على الوضع الإنساني المتردي في اليمن، بما في ذلك بعض مناطق مدينة تعز، ووضعهم في صورة ما تقوم به المنظمة من جهود لدعم النازحين في مختلف مناطق البلاد.
وأوضح أن منظمة «يونيسيف» تعمل في كل محافظات اليمن، البالغة عددها 22، وفي المناطق التي يوجد لديهم فيها موظفون، حيث يتم تنفيذ مشاريع عبر شركاء منفذين. وردا على الانتقادات الموجهة إلى المنظمات الدولية وتأخرها في إغاثة عدن إبان تحريرها، قائلاً: «على الرغم من أننا نعمل في بيئة صعبة للغاية وغير آمنة مطلقًا، فإننا لم نغلق مكتبنا في عدن ولو ليوم واحد، وأظهر موظفونا أقصى درجات الالتزام ومواصلة العمل من أجل الأطفال قدر ما يستطيعون، بما في ذلك العمل من منازلهم أو أي مناطق آمنة أخرى».
وبيّن أن نحو 1.3 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعوية، إضافة إلى 1.8 مليون آخرين عرضة لمرض الحصبة، و320 ألفًا لسوء التغذية الحاد في العام الحالي.
وحذر مما وصفه بـ«كارثة إنسانية مقبلة على اليمن»، وأشار إلى تعرض أكثر من عشرة آلاف طفل دون الخامسة للموت، نتيجة إصابتهم بأمراض مختلفة، وثمن دور «مركز الملك سلمان الإنساني والإغاثي».
وقال إنه زار أخيرًا مدينتي القاعدة وإب بوسط اليمن، حيث مئات الآلاف من الأسر النازحة تعيش في ظروف صعبة للغاية، وأضاف: «في إحدى المدارس التي تؤوي تقريبًا ضعف ما يمكن مخيم نازحين استيعابه، رأيت نحو أربعين شخصًا محشورين في أحد الفصول الدراسية ويعيشون في بيئة غير صحية للغاية، منذ أكثر من ستة أشهر وهم على هذه الحال. الأطفال يتبولون على أرضية المكان الذي يستخدم كذلك للطبخ، بينما الغالبية العظمى من النازحين أضاعوا فرصة الالتحاق بالعام الدراسي، وبعضهم تعرض للإصابة أثناء سقوط القنابل أو تطاير الشظايا. كانت الزيارة مؤثرة للغاية، وبدا أن كل ما نقوم به لمساعدة هؤلاء المتضررين في تلك المناطق لا يمثل إلا النذر القليل».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».