الموجة الأولى من حفل توزيع الجوائز بدأت ظهر أمس السبت، والمفاجأة الطيبة الكبرى هي فوز الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة» بالجائزة الكبرى من اللجنة التي تختار الأفلام التي سترشح لجائزة «الاتحاد الأوروبي» في دورتها المقبلة في 10 ديسمبر (كانون الأول) هذا العام.
الفيلم، الذي عرض في قسم «فورام»، من إخراج محمود الصباغ، وهو كان عاد إلى جدّة، لكنه بعث برسالة يشكر فيها المهرجان ويقول: «في العام الماضي حضرت مهرجان برلين كزائر. في هذا العام عدت إليه مخرجًا لهذا الفيلم، وما أتمناه لنفسي هو أن أستمر في صنع أفلام إنسانية تهم العالم بأسره».
اللجنة ذاتها منحت الفيلم القصير «رجل يعود» للفلسطيني مهدي فليفل، جائزتها في هذا القسم، وجائزتها في قسم المسابقة الرئيسية للإيطالي جيانفرانكو روزي عن «نار في البحر» الذي لفت فيه الانتباه إلى حياة جزيرة صغيرة في الجنوب الصقلي من إيطاليا حيث تحط المراكب التي تنقل اللاجئين الآتين من سواحل أفريقيا وبعض آسيا.
الجوائز المستقلة عبارة عن جوائز المؤسسات السينمائية غير المنضمّة إلى هيكل المهرجان الرئيسي، ولذلك يُقام لها حفل خاص ومستقل مخصص لرجال الإعلام. وقد سألت رئيس المهرجان عن السبب وراء اختيار اسم «المستقلة» لهذه الجوائز، فأجاب:
«أولاً هي مؤسسات مستقلة بالفعل تعمل خارج إدارة المهرجان، وكان اسمها المعتمد سابقًا (الجوائز الهامشية)، لكني عندما أتيت لهذا المنصب استبعدت ذلك الوصف، لأنه لا يعكس القيمة الحقيقية للجائزة».
صمت قليلاً، وأضاف: «الآن يتساءل بعض أعضاء لجنة التحكيم الأخرى عما إذا كان ذلك اللقب يعني أن اللجنة الرسمية ليست مستقلة. طبعًا هذا ليس صحيحًا.. هي أيضًا مستقلة، لكنها لجنة رسمية لا تتبع أحدًا».
بلغ عدد اللجان التي وزعت جوائزها في قاعة مليئة برجال الإعلام والمصوّرين والنقاد، 8 لجان؛ وإحدى أهمها، إن لم تكن أهمها بالفعل، لجنة «الاتحاد الدولي لنقاد السينما» («فيبريسكي» للاختصار) لأنها تضم نقادًا متخصصين من كل أنحاء العالم.
وتألفت اللجنة التي شاركت في هذا المهرجان من تسعة أفراد، قادهم رئيسا الناقد محمد رُضا ممثلاً صحيفة «الشرق الأوسط»، وضمت أعضاء من ألمانيا وإيطاليا وهونغ كونغ وبيرو ورومانيا وكوبا وأستراليا، وهي منحت جوائزها في الأقسام الثلاثة: «ذا فورام» و«بانوراما» و«المسابقة الرسمية» لثلاثة أفلام، هي حسب هذا التتابع: «الثورة لا يمكن بثها تلفزيونيًا» للمخرجة الأفروأميركية راما ثيو (فورام)، و«ألويس» لتوبيا نويل (بانوراما)، و«موت في سراييفو» لدنيس تانوفيتش (المسابقة الرئيسية).
حيا المخرج البوسني الذي عاد إلى برلين لحضور هذا الحفل والحفل المسائي، مؤسسة «فيبريسكي» مازحًا بأن هذه هي المرّة الوحيدة التي يسعد المخرج فيها أن يقدر النقاد فيلمه. حين سألته، كجزء من مقابلة طويلة، عما سيكون شعوره لو فاز بالجائزة الرسمية في برلين هذا العام، قال: «لقد فزت مرّتين هنا من قبل، لذلك أعرف أنني بالطبع سأكون سعيدًا، لكني لن أستبق النتائج. سأرى ما ستأتي به لجنة التحكيم أولاً».
وبالنسبة للنتائج الرسمية التي ستعلن بدءًا من الساعة السابعة، إلا إذا تأخر الحفل قليلاً، فإن الموازين تبدو حتى هذه اللحظة متساوية؛ إذ يقف على صف واحد من الاحتمالات الفيلم الإيطالي «نار في البحر» لجيانفرانكو روزي (إيطاليا)، و«موت في سراييفو» لدنيس تانوفيتش (البوسنة)، و«ذا كوميون» لتوماس فينتربيرغ (الدنمارك/ السويد)، وربما «أن تكون في السابعة عشرة» لآندريه تاشينيه. والفرس الأسود، إذا ما كان هناك فرس أسود، قد يتمثل في الفيلم التونسي الذي استقبل جيدًا من النقاد والحضور، وهو: «بنحبك هادي» للتونسي محمد بن عطية.
توزيع الجوائز المستقلة.. وفوز الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة»
«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين (5)
توزيع الجوائز المستقلة.. وفوز الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة