المغرب يحبط مخططًا خطيرًا لـ«داعش».. ويحجز أسلحة وذخائر

تجنيد قاصرين لتنفيذ عمليات انتحارية.. وضرب مؤسسات حيوية

المغرب يحبط مخططًا خطيرًا لـ«داعش».. ويحجز أسلحة وذخائر
TT

المغرب يحبط مخططًا خطيرًا لـ«داعش».. ويحجز أسلحة وذخائر

المغرب يحبط مخططًا خطيرًا لـ«داعش».. ويحجز أسلحة وذخائر

تمكنت السلطات الأمنية المغربية، أمس، من إحباط مخطط إرهابي وصفته بالخطير، كان في طور التنفيذ من قبل خلية إرهابية موالية لـ«داعش» تضم عشرة أشخاص بينهم مواطن فرنسي، كما تمكنت من حجز أسلحة وذخائر، واعتقال العقل المدبر لهذا المخطط.
وأفادت وزارة الداخلية، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بأن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) تمكن من إجهاض «مخطط إرهابي خطير» من خلال تفكيك شبكة إرهابية تتكون من عشرة عناصر، من بينهم مواطن فرنسي وحجز أسلحة وذخائر. وأوضح بيان للوزارة أن تفكيك الشبكة الإرهابية التي كان عناصرها ينشطون بمدن الصويرة ومكناس وسيدي قاسم جرى بناء على «معلومات دقيقة».
وأضاف البيان أن العملية أسفرت عن اعتقال العقل المدبر لهذه الشبكة الإرهابية بأحد «البيوت الآمنة» بمدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء)، حيث جرى حجز أربعة رشاشات أوتوماتيكية مزودة بشواحن ذخيرة، وثلاثة شواحن فارغة، وثلاثة مسدسات بالرحى، ومسدس أوتوماتيكي وبندقية مزودة بمنظار، وكمية كبيرة من الذخيرة الحية، و13 قنبلة مسيلة للدموع.
كما جرى حجز أربع عصي حديدية قابلة للطي، وصاعق كهربائي وست قارورات بلاستيكية، تحتوي على مواد كيماوية مشبوهة يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات، وثلاث قارورات زجاجية تحتوي على مواد سائلة مشبوهة ومسامير، ورايتين ترمزان لتنظيم داعش، بالإضافة إلى عدة أسلحة بيضاء ومجموعة من الأصفاد البلاستيكية وبزات عسكرية.
وأشار المصدر نفسه إلى أن هذا «المقر الأمن» تم إعداده من أجل التخطيط لتنفيذ سلسلة من عمليات إرهابية تستهدف ضرب مؤسسات حيوية وحساسة، وذلك بإيعاز من قادة «داعش»، مضيفا أن أعضاء هذه الشبكة خططوا لتنفيذ مشروعهم الإرهابي، بهدف استقطاب مزيد من العناصر المتطرفة للانضمام إلى هذا المخطط التخريبي في أفق خوض حرب عصابات واسعة النطاق بتأطير فعلي وميداني من طرف قياديين داعشيين متمرسين، أحدهما يوجد حاليا بتركيا.
وكشفت التحريات - يضيف البيان - عن المنحى الخطير لهذه الشبكة الإرهابية، التي خططت لاستقطاب قاصرين، حيث قامت بتجنيد أحدهم للقيام بعملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة بعد تلقيه دروسا ميدانية في قيادة السيارات.
ووفق البيان، فإن تفكيك هذه الشبكة الإرهابية يأتي بالتزامن مع التهديدات التي ما فتئ يطلقها مقاتلون مغاربة في صفوف «داعش» عبر شنهم حملات إعلامية يؤكدون من خلالها عزمهم العودة للمملكة من أجل زعزعة أمنها واستقرارها. وأكد البيان أن المجهودات المتواصلة للمصالح الأمنية توضح بجلاء سعيها الحثيث للتصدي للخطر الإرهابي المحدق بالمملكة، وتضييق الخناق على التنظيمات التي تتبنى توجهات متطرفة، وذلك من خلال تفكيك 152 خلية إرهابية منذ 2002، من بينها 31 منذ مطلع 2013، على ارتباط وطيد بالمجموعات الإرهابية بالساحة السورية - العراقية، لا سيما «داعش»، وقد مكنت هذه العمليات الاستباقية المتوالية ضد الشبكات الإرهابية، تؤكد الوزارة، من إفشال وإحباط كثير من المخططات التخريبية التي كانت تستهدف مصالح حيوية وطنية وعربية وغربية سواء بالمملكة أو بالخارج، بالإضافة إلى حجز ترسانة مهمة من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزة أعضاء الخلايا الإرهابية المفككة.
وأفاد المصدر نفسه بأنه سيجري تقديم المشتبه بهم أمام العدالة فور انتهاء البحث الذي يجرى معهم تحت إشراف النيابة العامة.
وتشير تقارير استخباراتية إلى أن تنظيم داعش أصبح يستهدف أكثر فأكثر دول المغرب العربي بسبب تراجع دوره في الشرق الأوسط، بفعل الضربات التي تلقاها، ونتيجة لذلك توجه معظم قادته إلى ليبيا، ويسعون لتنفيذ مشروعهم التخريبي في هذه الدول انطلاقا من ليبيا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.