«آبل» ترفض مساعدة المحققين في فك تشفير هاتف أحد منفذي هجوم كاليفورنيا

بحجة أن ذلك قد يؤثر على تنافسيتها في السوق

«آبل» ترفض مساعدة المحققين في فك تشفير هاتف أحد منفذي هجوم كاليفورنيا
TT

«آبل» ترفض مساعدة المحققين في فك تشفير هاتف أحد منفذي هجوم كاليفورنيا

«آبل» ترفض مساعدة المحققين في فك تشفير هاتف أحد منفذي هجوم كاليفورنيا

تحدّت شركة «آبل» الإلكترونية قرار محكمة فيدرالية صدر، أول من أمس (الثلاثاء)، معلنة، أمس، أنها لن تكشف كلمة مرور وتشفير هاتفي كل من رضوان فاروق، وتشفين مالك، الزوجين اللذين قتلا عشرة أشخاص وجرحا 23 في هجوم على حفل عمل بمناسبة عيد الميلاد في نهاية العام الماضي.
وقالت «آبل» إنها ترفض الطلب، لأنها لا تقدر على الوصول إلى كلمة مرور أي من الزوجين، وإن كل واحد منهما كان يعرف كلمة السر الخاصة به. وكتب تيم كوك، المدير التنفيذي للشركة، في رسالة شديدة اللهجة نشرت على موقع الشركة الإلكتروني: «حتى هذه اللحظة، فعلنا كل شيء في وسعنا، وفي نطاق القانون، لمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي. الآن، تطلب منا الحكومة الأميركية شيئًا نحن، ببساطة، لا نملكه. كما تطلب منا شيئًا نراه خطرًا، وهو فتح باب خلفي للوصول إلى (آيفون)، عن طريق وضع نسخة جديدة لنظام تشغيل الهاتف بشكل فيه التفاف على الكثير من خصائص التأمين».
وأضاف: «مثل هذا الاختراع إذا حدث، فسيضعف أمن (آيفون) بصورة خطرة للغاية. وبمجرد اختراع هذه التكنولوجيا، يمكن استخدامها مرارا وتكرارا، وفي أي عدد من الأجهزة، وفي أي وقت، وفي أي مكان. ستكون مثل (المفتاح الرئيسي) الذي يقدر على فتح مئات الملايين من الأقفال (رغم أن صاحب كل قفل عنده مفتاح خاص به). مثل (مفتاح رئيسي) لكل مطعم، وبنك، ومتجر، ومنزل. لن يقبل أي شخص عاقل بهذه التكنولوجيا».
وشدد كوك: «نؤمن بأن معارضتنا لطلب الحكومة (والمحكمة) ليس شيئًا عاديًا، نحن نأخذ ذلك على محمل الجد. ونشعر أننا يجب أن نواجه ما نراه تجاوزًا من قبل حكومة الولايات المتحدة».
وكانت القاضية شيري بيم، من المحكمة الجزئية في لوس أنجليس قضت أول من أمس الثلاثاء بأنه يجب أن تقدم «آبل».. «مساعدة فنية معقولة» للمحققين الذين يحاولون جمع بيانات من الهاتف «آيفون 5 سي»، المملوك لرضوان فاروق. وتتضمن هذه المساعدة تعطيل وظيفة مسح معلومات الهاتف تلقائيًا، التي تنشط بعد عشر محاولات متتالية خاطئة لإدخال رمز المرور، ومساعدة المحققين بتقديم تخمينات لرمز المرور إلكترونيًا.
وقالت بيم إن الشركة أمامها خمسة أيام عمل للطعن في الحكم إذا اعتقدت أن الامتثال له سيمثل «عبئًا غير معقول». وطلب ممثلو الادعاء الاتحادي في لوس أنجليس من المحكمة إجبار «آبل» على المساعدة في التحقيقات الحالية بشأن هجوم الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، عندما قتل فاروق وزوجته 14 شخصًا وأصابوا 22 آخرين. وقتل الاثنان في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي لمعرفة الاتصالات المحتملة للزوجين بتنظيم «داعش» وجماعات متشددة أخرى، ويتعامل مع الهجوم على أنه حادث إرهابي داخلي. وقال الادعاء إن «(آبل) لديها سبل تقنية حصرية ستساعد الحكومة في إتمام بحثها ولكنها رفضت تقديم المساعدة طواعية». وحذر مسؤولون حكوميون من أن الاستخدام الموسع للتشفير القوي يعطل التحقيقات في قضايا الأمن القومي والقضايا الجنائية. إلا أن خبراء تكنولوجيين ومؤيدي الخصوصية يرون أن إجبار الشركات الأميركية على إضعاف التشفير سيجعل البيانات الخاصة عرضة للمتسللين، وسيقوض أمن الإنترنت ويمنح ميزة تنافسية للشركات في دول أخرى.
من جهته، قال مدير سابق للمركز القومي لمكافحة الإرهاب، مات أولسن، أمس، إن الحكومة تملك وسائل أخرى للوصول إلى البيانات. وأضاف أن «هذه حالة من الحالات التي يجب على شركات مثل شركة (آبل) إثبات أنهم مواطنون صالحون، وإثبات استعدادهم لتنفيذ أوامر المحاكم القانونية».
في المقابل، رأى كيفن بانكستون، مدير معهد تكنولوجيا أميركا الجديدة (إن أو إيه تي) أن «المحكمة تأمر (آبل) بالقيام بما يسمى (بناء البرمجيات الخبيثة)، التي تقوض ميزات الأمان الخاصة في منتجاتها». وقال إنه ليس متأكدا أن الشركة تقدر على أن تفعل ذلك من الناحية التكنولوجية.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.