«عزيز روحو».. فيلم يطرح مشكلات المجتمع التونسي

أسئلة معلقة حول منتهى حرية الفرد ومشكلات العيش داخل المجموعة

«عزيز روحو».. فيلم يطرح مشكلات المجتمع التونسي
TT

«عزيز روحو».. فيلم يطرح مشكلات المجتمع التونسي

«عزيز روحو».. فيلم يطرح مشكلات المجتمع التونسي

بدأت قاعات السينما التونسية الأحد الماضي عرض فيلم «عزيز روحو» للمخرجة التونسية سنية الشامخ، وهو من الأفلام ذات الطابع الاجتماعي البحت، ويطرح مشكلات مسكوتا عنها في المجتمع التونسي، على غرار المشكلات التي تتعرض لها المرأة على الرغم من الكم الهائل من القوانين التي أفردتها بهامش كبير من الحرية، والنظرة الدونية تجاه أصحاب السلوك غير السوي.
فيلم «عزيز روحو» طرح مشكلات المرأة التونسية ورغبتها في التحرر والاستقلال بعيدا عن الرقابة العائلية والسلطة الاجتماعية التي تقمع حريتها باسم العادات والتقاليد.
وعن هذا الفيلم تقول الناقدة التونسية خولة الفرشيشي إن الشخصيات عاشت صراعا تراوح «بين الحرية والسجن، بين التحرر والانعتاق، بين الرضوخ والانقياد، بين الجموح والطموح، بين الخمول والكسل». وتضيف أن هذا الفيلم «ينبئ بمولد مخرجة سينمائية كبيرة ستضيف إلى السينما التونسية كثيرا برؤيتها المجددة والمتفردة، فقد تناولت مشكلة شائكة بطريقة فنية راقية»، على حد قولها.
ويقوم بأدوار البطولة في هذا الفيلم ممثلون من تونس، وهم: عائشة بن يحمد وجمال المداني وفاطمة بن سعيدان وصلاح مصدق وسندس بلحسن ومنعم شويات ومحمد قريع ونجوى ميلاد ووسيلة داري وغانم الزرلي، ومجموعة أخرى من الممثلين الشبان.
وتدور أحداثه طوال ساعة ونصف حول حكاية المرأة هند، وتقوم بالدور عايشة بن يحمد، وهي ممثلة متزوجة بمخرج مسرحي يدعى توفيق (جمال المداني)، ويتولى إخراج مسرحية تجسد مأساة شخصية عاشتها البطلة هند على أرض الواقع من خلال علاقاتها ببقية أفراد العائلة. وأثناء التمارين المخصصة للعمل المسرحي، يتم إيقاف توفيق بسبب مشكلة تعلقت بزواجه السابق، فتترك هند منزل الزوجية لتستقر في بيت شقيقها وتتولى إخراج المسرحية بنفسها وبرؤيتها الخاصة، وكانت في الواقع تبحث عن حقيقة معينة تمثل سر مأساتها الشخصية والعائلية، وتحلم بتغيير الواقع الاجتماعي بهدف قبول الآخر بمشكلاته وحناياه النفسية وعلى علاته.
وفي غياب الزوج تجد البطلة نفسها في مواجهة حاضرها الذي يتطلب منها الغوص في الماضي الأليم لتجاوز مأساتها النفسية العميقة. وتهرب هند الممثلة الشابة من بطش عائلتها في إحدى ولايات - محافظات - الساحل (وسط شرقي تونس) لتتزوج بتوفيق المخرج المسرحي الذي نفذ لها رغبتها في مزاولة التمثيل المسرحي وقبلت بالزواج به رغم أنها لا تحبه.
وتلعب هند دورا رئيسيا في المسرحية التي يخرجها زوجها وتدور أحداثها حول الحياة الأسرية لهند وأخيها مهدي الفنان غير السوي. ويصاحبها مهدي في رحلة الهروب من الضغوط العائلية ومن النظرة الدونية التي تلاحقه في قريته، ومن اضطهاد أخيه الأكبر الذي تحول خلال فترة زمنية وجيزة من منحرف إلى متشدد ديني، لتبقى الأسئلة معلقة حول منتهى حرية الفرد ومشكلات العيش داخل المجموعة والسيطرة المتبادلة بين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع الواحد.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.