الرئيس التنفيذي لشركة ناس القابضة: نركز على إدارة الطائرات الخاصة وجودة العمل وإتقانه

كشف في حواره مع «الشرق الأوسط» عن توسع في إدارة الطائرات الخاصة

بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس - بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس
بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس - بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس
TT

الرئيس التنفيذي لشركة ناس القابضة: نركز على إدارة الطائرات الخاصة وجودة العمل وإتقانه

بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس - بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس
بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس - بندر المهنا الرئيس التنفيذي لناس

راهن بندر المهنا الرئيس التنفيذي لشركة ناس القابضة على فعالية الطيران الخاص، واثقا بشأن كفاءة وجودة إدارة ناس جت للطائرات الخاصة، مستندًا إلى عدة عوامل، من بينها الاستثمار المبكر، والشراكة التي أطلقت مع شركة نت جت الأميركية والرائدة في مجال الطيران الخاص، وضمان الحصول على الأذونات الرسمية والسريعة لدول العبور ودولة الهبوط. وكشف الرئيس التنفيذي لطيران الشركة الوطنية للخدمات الجوية «ناس القابضة» خلال حوار أجرته «الشرق الأوسط» عن خطة للشركة تستهدف مواصلة ريادة الشركة في قطاع الطيران الخاص، مؤكدًا أن الشركة ستتجاوز تذبذبات أسعار النفط، وإلى نص الحوار
* في بداية هذا الحوار، هل لكم أن تعطونا نبذة عن عمل الشركة؟
- شكرًا لكم.. في بداية هذا الحوار نؤكد أننا أول شركة حصلت على ترخيص الطيران الخاص وبدأت أعمالها بالتحالف مع شركة نت جت الأميركية، وهي أكبر شركة طيران خاص في العالم، واستقطبنا الكفاءات العالية، وفي عام 2006 فازت الشركة برخصة الطيران التجاري، وهذا أتى كون أن الشركة لديها البنية التحتية وتزامن ذلك مع إطلاق نشاط تجاري عملية والتي لم تكن معقدة.
* ما الذي أسهمت به طيران ناس جت في السوق؟ وكم يبلغ حجم السوق في المنطقة والسعودية؟
- أستطيع أن أؤكد أن ناس جت طورت السوق، واليوم يوجد 350 طائرة في منطقة الشرق الأوسط، وفي السعودية يوجد 150 طائرة خاصة حسب آخر الإحصائيات، كما أن حجم السوق كبير للغاية، وتتملك شركة طيران ناس جت 22 في المائة كعلامة تجارية في الشرق الأوسط، وبدأنا في تنفيذ منتجات فريدة من نوعها، وحلول متكاملة في قطاع الأعمال، وقمنا بتقديم نظام شراء الساعات في الطيران، وكان هذا الأمر مهما للغاية، كون أنه لا توجد شركة تقوم بإعطاء ضمان لتأجير الساعات، ويرجع هذا الأمر للاستثمارات في طائرات كثيرة، وضمان أقل تكاليف التشغيل، وضمان وجود التأمين بنسبة أقل بنحو 25 في المائة عن ما هو في السوق، ولا تستطيع أي شركة في القطاع الخاص تقديم مزايا مع تكاليف التشغيل مثل ما تقدمه طيران ناس جت.
* ما الخدمات التي تقدمها الشركة؟
- الشركة تقدم خدمة إدارة الطائرات الخاصة، وهذا المنتج الأساسي، كما تقدم الدعم الفني، والشركة تقدم خدمات شراء الطائرات الخاصة للعملاء وتقدم الاستشارات الفنية، كما تناقش نيابة عنهم حال نيتهم وتدير طائراتهم، بالإضافة إلى عمل الصيانة للطائرة اللازمة.
* على ماذا تراهنون في عملكم؟
- نراهن على عدة مزايا منها إعطاء السرعة في أخذ التراخيص اللازمة في دول الهبوط ودول العبور، وبسبب السمعة التي اكتسبتها الشركة تأتي التراخيص بسرعة، كما أن هناك تحولا بعمل القطاع بالفترة الراهنة، وهو تطوير قطاع الأعمال بوضع حلول الاقتصادية، وبدأنا في ذلك.
* ما خطط العمل المستقبلية لكم في الشركة؟
- الخطة المستقبلية للشركة التركيز بشكل كبير على تقديم المنتجات على الطائرة، وأن تكون الخدمات اقتصادية، كما نركز على إدارة الطائرات وليس تملكها، ونتطلع إلى أن تبلغ الحصة التسويقية لنا نحو 50 في المائة من الحصة التسويقية للسوق خلال السنوات المقبلة في السعودية، بحكم وجود نحو 100 طائرة خاصة لطيران نديرها.
* كيف تقيمون عمل الطيران الخاص في السعودية؟
- هيئة الطيران المدني بالسعودية، وخلال تحديثاتها الأخيرة المتمثلة في قرب صدور الأنظمة الجديدة المحدثة، عملت على تنظيم السوق، وستسهم تلك التأثيرات على عمل القطاع الخاص وستسهم تلك القوانين في حماية السوق مع الشركات غير المرخصة وبالذات في موضوع التأجير، الذي يتم بطرق غير نظامية في الوقت الراهن، وستقلق تلك الأنظمة من المخالفات في قطاع الطيران الخاص. بالإضافة إلى العمل الهيئة على تطوير المرافق للطيران الخاص، التي هي في الوقت الراهن لا تعكس واقع السوق.
* إذن فتطوير أي مطار وفتح أي بوابة طيران يؤثر بشكل إيجابي على قطاع الطيران الخاص؟
- بلا شك هذه المعادلة إيجابية، ولدينا خطط لتطوير العمل للعشرة أعوام المقبلة.
* ما وجه تأثير تذبذب أسعار النفط على سوق الطيران الخاص؟
- هبوط الأسعار أثر على أسعار التكلفة التشغيلية، ودائما نطالب بمراجعة أسعار الوقود لكي تكون منافسة مع الدول المجاورة، وعلى المدى البعيد مع استقرار أسعار الوقود نتوقع زيادة في حجم سوق الطيران.
* ما تحديات سوق الطيران الخاص؟
- وجود جهات وشركات تعمل من دون ترخيص تحد كبير، ويعني ذلك أن السوق غير منظم وغير آمن، ونحن نعاني من وجودها، وهو عامل مساعد على عدم تطوير السوق، وهيئة الطيران المدني وضعت أنظمة جديدة للحد من تلك الشركات التي تفتقر إلى أساليب الآمان، كما أن ضعف البنى التحتية للطيران الخاص يشكل تحديا، وهنا لا بد أن نشير إلى وجود خطة لتحديث هذه البنى تقوم بها الهيئة.
* ماذا عن جانب الصيانة هل هناك صعوبات؟
- لا توجد لدينا صعوبات في الصيانة، بالنظر إلى الشركات التي تتعاقد معها ناس جت، كما أن بعض الطائرة تتطلب صيانة محلية وأخرى في الدول المصنعة، وهذا المجال لا يوجد فيه أي صعوبات.
* كم يبلغ حجم الأسطول لطيران ناس جت؟
- لدينا 29 طائرة نديرها لعملائنا، ونحو 11 طائرة نتملكها، ولدينا خطة للتركز مثل ما أسلفت على إدارة الطائرات.
* ما عوامل الربح في قطاع الطيران الخاص؟
- غالبًا ما تكون في الإدارة عالية الجودة، لدينا استثمار قمنا به لشراء رخصة الطيران، وعليه فإن تلك الأموال تستثمر.
* في ختام هذا الحوار هل تريد أن تضيف أي معلومات؟
- ناس جت هي من بدأت طيران الخاص في السعودية، وهي من عملت على تطويره، وهي من تقود الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط، وهي الشركة الكبرى في إدارة الطيران في منطقة، وفي السوق نحو 350 طائرة خاصة، ونحن ندير 70 طائرة، كأكبر مشغل للطيران الخاص، وأول مشغل للطيران الخاص في السعودية.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».