ترامب وساندرز يفوزان بمحطة نيوهامشير.. وهزيمة مدوية لكلينتون

جيب بوش ينزل إلى المركز الثالث.. وبن كارسون في المرتبة الأخيرة

ترامب وساندرز يفوزان بمحطة نيوهامشير.. وهزيمة مدوية لكلينتون
TT

ترامب وساندرز يفوزان بمحطة نيوهامشير.. وهزيمة مدوية لكلينتون

ترامب وساندرز يفوزان بمحطة نيوهامشير.. وهزيمة مدوية لكلينتون

فاز الملياردير الأميركي دونالد ترامب والسيناتور بيرني ساندرز بالانتخابات التمهيدية التي جرت في ولاية نيوهامشير، مساء أول من أمس، لاختيار مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية.
وحقق ترامب فوزًا حاسمًا منتزعًا أصوات 35 في المائة من الجمهوريين في المحطة الثانية للانتخابات التمهيدية، فيما جاء المرشح الجمهوري جون كاسيك في المركز الثاني بنسبة 16 في المائة من الأصوات، يليه حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش في المركز الثالث بنسبة 12 في المائة من الأصوات. بينما تراجع السيناتور تيد كروز الفائز بالانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا الأسبوع الماضي إلى المركز الرابع بنسبة 12 في المائة من أصوات الناخبين في تصويت ولاية نيوهامشير.
وتراجع السيناتور ماركو روبيو، الذي اعترف بتحمله مسؤولية التراجع بسبب أدائه السيئ خلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة السبت الماضي. كما تراجعت حظوظ حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي واحتل المركز السادس، بحصوله على 8 في المائة فقط من الأصوات. وقد دفع هذا التراجع كريستي إلى التصريح لناخبيه بأنه يعتزم اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدما في حملته، بعد شعوره بعدم جدوى الاستمرار.
وأنهت كارلي فيورينا، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «إتش بي»، سباق الانتخابات التمهيدية باحتلال المركز السابع برصيد 4 في المائة من الأصوات. فيما جاء طبيب الأعصاب المتقاعد بن كارسون في المركز الثامن والأخير برصيد 2 في المائة من الأصوات.
وبفوزه في الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير، عزز دونالد ترامب طريقه ليكون المرشح الأوفر حظًا في سباق البيت الأبيض، على الرغم من كل الانتقادات التي وجهها رؤساء حاليون وسابقون إلى الحزب الجمهوري. وخلال انتخابات مساء أول من أمس رفض عضوان من المجمع الانتخابي بولاية نيوهامشير ترشيح ترامب، ووصفوه بالمخادع في إحدى صحف الولاية.
ويقول عدد من المحللين إن قادة الحزب الجمهوري قلقون من تفوق ترامب، لكن ليست لديهم خطة لوقف تقدمه، وهو ما دفع عددًا من الجمهوريين للتعبير عن إحباطهم وغضبهم من فوز ترامب، إذ قال فيرغوس كولين، رئيس الحزب الجمهوري في نيوهامشير، في هذا الصدد: «أرفض تقديم الدعم له تحت أي ظرف من الظروف لأن فوزه سيكون كارثة». لكن حتى الآن يصعب على المحللين التنبؤ بنتائج الانتخابات التمهيدية القادمة بعد 10 أيام في ولاية كارولينا الجنوبية، في ظل هيمنة وصعود نجم ترامب.
أما في الحزب الديمقراطي فقد حقق السيناتور بيرني ساندرز (74 عامًا) فوزًا كبيرًا على منافسته هيلاري كلينتون، حيث حاز المرشح صاحب الرؤية الاشتراكية داخل الحزب الجمهوري على 60 في المائة من الأصوات لصالحه، فيما كانت الخسارة لكلينتون بمثابة ضربة كبيرة في الولاية، التي لطالما فاز بها آل كلينتون، حيث حقق فيها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون فوزًا كبيرًا سنة 1992، كما فازت هيلاري كلينتون نفسها بتصويت ولاية هامشير أمام منافسها باراك أوباما عام 2008، ولذلك أعلن ساندرز في السابق بأنه المرشح الأضعف في السباق ضد وزيرة الخارجية السابقة كلينتون.
وتعهدت هيلاري كلينتون، التي تسعى لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، باستمرار حملتها بعد هزيمتها أمام منافسها بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامشير. وقالت كلينتون لأنصارها: «الآن نحن نأخذ هذه الحملة إلى البلاد بأكملها.. سنقاتل من أجل كل صوت في كل ولاية. وسنقاتل من أجل حلول حقيقية ليكون هناك اختلاف في حياة الشعب». وهنأت منافسها ساندرز، غير أنها شددت على أنها المرشحة الأفضل لتنفيذ سياسات الحزب الذي يميل إلى اليسار. وفور إعلان النتيجة احتفل دونالد ترامب مع مئات من ناخبيه، ووجه خطابًا استمر 15 دقيقة حول الموضوعات الرئيسية في حملته الانتخابية، فيما وقفت زوجته وأولاده الكبار بجواره.
وقال ترامب لناخبيه: «سأكون أعظم رئيس خلقه الله، النجاح باهر وجميل.. وأريد أن أهنئ المرشحين الآخرين»، وتعهد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، واعدا ببناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كما تعهد بإعادة بناء وتقوية الجيش الأميركي وهزيمة تنظيم داعش، وقال لمؤيديه بنبرة مليئة بالتفاؤل: «سنجعل أميركا بلدًا عظيمًا مرة أخرى، وربما أكثر من أي وقت مضى، وسنجعل العالم يحترم الولايات المتحدة مرة أخرى».
من جهته، انتقد حاكم ولاية أوهايو جون كاشيك الإعلانات السلبية ضده، وأعرب عن تفاؤله بتحقيق المركز الثاني بعد دونالد ترامب، فيما قدم السيناتور ماركو روبيو اعتذاره لناخبيه، مؤكدًا أنه يتحمل المسؤولية عن شعورهم بخيبة الأمل بعد أن احتل المركز الخامس في الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير.
وستشهد ولاية كارولينا الجنوبية في العشرين من فبراير (شباط) الحالي المحطة الثالثة من الانتخابات التمهيدية، التي ستعرف بدورها تنافسًا حامي الوطيس بين المرشحين، حسب توقعات المحللين.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.