لوران فابيوس يترك وزارة الخارجية الفرنسية ووراءه ملفات «ثقيلة»

أبرز المرشحين لخلافته رئيس الحكومة السابق جان مارك والوزيرة سيغولين رويال

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى إعلانه تركه منصبه أثناء انعقاد البرلمان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى إعلانه تركه منصبه أثناء انعقاد البرلمان (أ.ف.ب)
TT

لوران فابيوس يترك وزارة الخارجية الفرنسية ووراءه ملفات «ثقيلة»

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى إعلانه تركه منصبه أثناء انعقاد البرلمان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى إعلانه تركه منصبه أثناء انعقاد البرلمان (أ.ف.ب)

عندما قبل حقيبة وزارة الخارجية التي عرضها عليه الرئيس الاشتراكي الجديد (وقتها) فرنسوا هولاند في مايو (أيار) من عام 2012 مباشرة عقب انتخابه، لم يكن لوران فابيوس البالغ من العمر اليوم 69 عامًا جديدًا في عالم السياسة. فالرجل يجر وراءه تاريخًا سياسيًا طويلاً لعل أبرز معالمه أنه «الابن الروحي» للرئيس الاشتراكي الأسبق فرنسوا ميتران الذي عينه رئيسًا للوزراء وهو في السابعة والثلاثين من عمره، بحيث أصبح أصغر رئيس حكومة تعرفه فرنسا في تاريخها بالجمهورية الخامسة.
لم يترك فابيوس الذي يسكن شقة أرستقراطية فخمة مطلة على مبنى البانتيون في قلب الحي التاريخي لباريس، منصبًا سياسيًا مهمًا إلا وشغله. فقد انتخب نائبا وأعيد انتخابه عدة مرات. وأول منصب وزاري شغله كان حقيبة الميزانية في حكومة ميتران الأولى في عام 1981، ثم حقيبة البحث العلمي والصناعة، ليصبح بعدها، ما بين عامي 1984 و1986 رئيسًا للحكومة. ومع إعادة انتخاب ميتران لولاية ثانية في عام 1988، تولى فابيوس رئاسة البرلمان لينتقل منها إلى قيادة الحزب الاشتراكي حيث كان له تيار فاعل يتبع نهجه ويقارع منافسيه أمثال رئيس الوزراء الأسبق ليونيل جوسبان أو الرئيس هولاند. وهذا الأخير أخرجه من اللجنة السياسية للحزب الاشتراكي الذي كان يشغل وقتها أمانة سره، بسبب رفضه التصويت لصالح التصديق على الدستور الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في عام 2005.
لا تعرف السياسة عداوات دائمة ولا صداقات دائمة؛ فليونيل جوسبان الاشتراكي الذي أصبح رئيسًا للحكومة في عام 2002، لم يعارض وصول فابيوس مجددًا إلى رئاسة مجلس النواب ولم يتردد في تعيينه وزيرًا للاقتصاد بعد ذلك بعامين. وهولاند الذي حاربه فابيوس ووقف بجانب منافسته الوزيرة السابقة مارتين أوبري في الانتخابات خلال الانتخابات التمهيدية الداخلية للحزب الاشتراكي عاد فضمه إلى طاقمه الانتخابي وكلفه بتحديد القوانين والمشاريع الرئيسية في شهور حكمه الأولى ثم عينه وزيرًا للخارجية والرجل الثاني في الحكومة. وفي آخر تعديل وزاري، نجح فابيوس في «الاستيلاء» على وزارتي السياحة والتجارة الخارجية مستندا في ذلك إلى دفاعه المرير عن «الدبلوماسية الاقتصادية» التي أصبح أحد أهم منظريها.
منصب واحد (رئاسة الجمهورية) لم يحتله الوزير فابيوس رغم أنه لم يوفر جهدًا للتأهل له. ففي عام 2006، لم ينجح في الفوز بترشيح الحزب الاشتراكي الذي فضل عليه وبأكثرية ساحقة سيغولين رويال، رفيقة درب هولاند ووالدة أبنائه الأربعة. وفي عام 2011، نأى بنفسه عن الترشيح المباشر لكنه لم يكن من أنصار المرشح فرنسوا هولاند. وربما المنصب الجديد الذي سيحتله منذ منتصف مارس (آذار) المقبل رئيسا للمجلس الدستوري لمدة تسع سنوات بفضل اختيار هولاند له، سيوفر له بعض العزاء من غير أن يشفي غليله.
من سيحل محل فابيوس؟
كان تخلي فابيوس عن وزارة الخارجية حيث لم يحظَ داخلها بمحبة موظفيها كبارًا وصغارًا بسبب برودته في التعامل، معروفًا منذ أسابيع كثيرة. كذلك، فإن المراهنات على من سيحل محله أصبحت الحديث المفضل في كواليس الوزارة والإعلام. وحتى يكشف قصر الإليزيه عن التركيبة الجدية لحكومة مانويل فالس المقبلة، فإن الاسم الأكثر رواجًا، بحسب مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع، هو اسم رئيس الحكومة السابق جان مارك، بينما كان اسم وزيرة البيئة سيغولين رويال الأكثر رواجًا. كذلك ورد اسم رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الوزيرة السابقة إليزابيت غيغو أو اسم وزير الدولة للتجارة الخارجية. لكن مهما يكن اسم من سيخلف فابيوس، فإنه سيعاني من مجموعة «نواقص»، أولها أن المدة الباقية للوزارة العتيدة لن تزيد عن عام وثلاثة أشهر، أي حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في ربيع عام 2017. وهذه المدة القصيرة لن تكون كافية للوزير «أو الوزيرة» الجديد لأن يترك بصماته على الدبلوماسية الفرنسية التي هي في المقام الأخير من صنع رئيس الجمهورية. فضلاً عن ذلك، سيكون من الصعب إجراء تحولات ذات معنى في سياسة فرنسا الخارجية إزاء الملفات الأساسية الساخنة أكانت في الشرق الأوسط (لبنان، سوريا، العراق، الحرب على الإرهاب، الهجرات الكثيفة باتجاه أوروبا)، أو بشأن الأزمات الأخرى في أفريقيا أو أوروبا (أوكرانيا، العلاقة مع روسيا، بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي).
في أي حال، فإن «إرث» فابيوس الدبلوماسي فيه نجاحات «قمة المناخ التي كان لولب نجاحها، الملف النووي الإيراني، الدبلوماسية الاقتصادية» كما فيه الكثير من الإخفاقات التي أبرزها ملف الحرب السورية والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي والوضع في ليبيا وتتمات «الربيع العربي» والحرب الأوكرانية والسياسة المتأرجحة إزاء روسيا ناهيك بالحروب الأفريقية. ولا شك أن «وزن» فرنسا الدولي كقوة متوسطة التأثير يفسر الكثير من الإخفاقات. ولعل أبرز مثل على ذلك أن مقترحات فرنسا لإيجاد تسوية للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لم تفضِ إلى أي نتيجة بسبب «الفتور» الأميركي والرفض الإسرائيلي وعدم مبالاة أوروبا. أما في الملف السوري، فإن خيبة باريس الكبرى جاءت من واشنطن. في آخر حديث له، قال فابيوس صراحة ما كان يلمح إليه سابقًا تلميحًا، إذ أعلن من غير مواربة أن الولايات المتحدة الأميركية «لا تقوم بكل ما تستطيعه» في سوريا وأن هناك «نقاطًا غامضة» في أداء الكثير من أطراف التحالف. وأعلن الوزير الفرنسي أنه «لن يكرر ما قلته غالبا وخصوصا بالنسبة لقائد التحالف (الولايات المتحدة) ولآخرين إذ ليس لدينا شعور بأن التزامهم قوي بما فيه الكفاية». وأردف فابيوس، في لقاء صباحي مع مجموعة من الصحافيين أمس قبل الإعلان عن تركه الخارجية أن «هناك الأقوال وهناك الأفعال» مضيفًا أن الروس والإيرانيين فهموا اللعبة، وأن بشار الأسد استعاد قوته.
ليست المرة الأولى التي تعبر فيها باريس عن «خيبتها» من واشنطن وعن تخوفها من «مرونة أميركية زائدة» في التعاطي مع روسيا، وهو ما قالته لنا مصادر رسمية فرنسية أكثر من مرة. وكما بالنسبة لسوريا، فإن باريس خاب أملها من عدم التزام واشنطن الجدي بالتوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. ولآخر مرة كوزير للخارجية، فإن فابيوس غير المعروف بتشدده إزاء إسرائيل أعلن أن باريس مستمرة في العمل على الدعوة لمؤتمر سلام دولي وفي حال إخفاق هذه الجهود فإنها ستعترف بالدولة الفلسطينية. لكن المشكلة أن فابيوس راحل عن الخارجية ولا نعرف ما إذا كان الوزير الذي سيخلفه سيستمر في السير على هذا المنهج، أم لا.



أنقرة دعت واشنطن إلى التخلي عن الازدواجية

أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)
أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)
TT

أنقرة دعت واشنطن إلى التخلي عن الازدواجية

أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)
أرمن لبنان يتظاهرون في بيروت إحياء لذكرى أحداث 1915 (إ.ب.أ)

خيّمت أزمتان على العلاقات التركية الأميركية قبل أيام من الزيارة الرسمية الأولى للرئيس رجب طيب إردوغان، إلى واشنطن، في عهد الرئيس جو بايدن المقررة في 9 مايو (أيار). فبينما كرر بايدن وصف الأحداث التي شهدتها منطقة شرق الأناضول عام 1915 إبان الحرب العالمية الأولى بـ«الإبادة الجماعية للأرمن»، مستخدماً أيضاً تعبير «ميتس إيغيرين» الذي يعني «الكارثة الكبرى» في اللغة الأرمينية، أثار تقرير الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان لعام 2023 غضب أنقرة.

الرئيس رجب طيب إردوغان يزور واشنطن في 9 مايو (أ.ف.ب)

رفض مزاعم الإبادة

وقالت وزارة الخارجية التركية إنها ترفض التصريحات الأحادية التي أطلقها بعض مسؤولي الدول حول أحداث 1915 من أجل «إرضاء بعض الأوساط المتطرفة».

وأضافت الوزارة، في بيان، أن هذه التصريحات الصادرة عن مسؤولي بعض الدول (لم تحددها) تشوه الحقائق التاريخية، وتتعارض أيضاً مع القانون الدولي، وأن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أشارت بوضوح إلى أن أحداث عام 1915 كانت «موضوعاً مشروعاً للنقاش».

وتقول أرمينيا، التي تحيي في 24 أبريل (نيسان) كل عام ذكرى الإبادة الجماعية، إن 1.5 مليون شخص قُتلوا في عامي 1915 و1916 في محاولة لإبادة الأرمن، وتطالب اللوبيات الأرمينية في أنحاء العالم، تركيا، بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه «إبادة عرقية»، بالتالي دفع تعويضات.

وتقر تركيا بحدوث مجازر، لكنّها ترفض استخدام مصطلح الإبادة الجماعية، متطرقة إلى حرب أهلية في الأناضول مصحوبة بمجاعة قضى خلالها ما بين 300 إلى 500 ألف أرمني وما يعادلهم من الأتراك، وتعدّها مأساة للطرفين لا إبادة جماعية، وتطالب بتحقيقات تاريخية مشتركة بشأنها.

بيان بايدن

وأصدر بايدن بياناً، الأربعاء، بمناسبة إحياء الأرمن ذكرى أحداث 1915، كرر فيه وصف الأحداث بـ«الإبادة الجماعية»، كما استخدم تعبير «الكارثة الكبرى» (ميتس إيغيرين) الذي يستخدم في أرمينيا لوصف الإبادة.

وجاء في بيان بايدن: «اليوم، نقف صمتاً على أولئك الذين فقدوا أرواحهم خلال (ميتس إيغيرن) (الكارثة الكبرى)، الإبادة الجماعية للأرمن، ونكرر التزامنا الذي لن ننساه أبداً».

كان بايدن تخلى عام 2021 عن عقود من الدبلوماسية الأميركية الحذرة، ووصف أحداث 1915 بأنها «إبادة جماعية»، ليكون بذلك أول رئيس أميركي يستخدم هذا الوصف ما أثار غضباً شديداً من جانب تركيا.

في السياق ذاته، قال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في رسالة بمناسبة الذكرى الـ109 للإبادة الجماعية الأرمنية الأربعاء: «إننا نحيي اليوم ذكرى 1.5 مليون ضحية للإبادة الجماعية الأرمنية (ميتس إيغيرن)، الذين قُتلوا في الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1915 لكونهم من الأرمن». وأضاف: «بالنسبة لنا، فإن إحياء ذكرى شهداء الإبادة الجماعية لا ينبغي أن يرمز إلى المفقودين، بل إلى الوطن الحقيقي في جمهورية أرمينيا، التي يمكن لسياساتها التنافسية والمشروعة والمدروسة والإبداعية أن تمنع تكرار (ميتس إيغيرين)».

بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في برقية بعث بها إلى بطريرك أرمن تركيا، إسحق مشعليان، أهمية تناول الأحداث التاريخية في ضوء العقل والضمير والعلم». وأضاف: «لم ولن نسمح حتى لمواطن أرمني واحد بأن يتم تهميشه أو إقصاؤه أو أن يشعر بأنه من الدرجة الثانية في وطنه».

تقرير حقوق الإنسان الأميركي

بينما تجددت أزمة مزاعم الإبادة الجماعية للأرمن مع بيان بايدن، أثار تقرير الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان لعام 2023 غضب تركيا، التي جددت دعواتها للولايات المتحدة إلى «إنهاء شراكاتها مع التنظيمات الإرهابية وترك ازدواجية المعايير بشأن حقوق الإنسان».

ونشرت الخارجية الأميركية، الاثنين، التقرير الذي تضمن أقساماً عن نحو 200 دولة وادعاءات بشأن سجل حقوق الإنسان في تركيا ومعلومات، وصفتها وزارة الخارجية التركية في بيان ليل الأربعاء - الخميس، بـ«غير الواقعية والمتحيزة كما هو الحال في تقاريرها السابقة».

وقالت الخارجية التركية إن «هذا التقرير الذي أعد على أساس ادعاءات مجهولة المصدر وخطابات تابعة للتنظيمات الإرهابية، غير مرحب به... بلادنا تظل ملتزمة بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، رغم التهديدات الإرهابية شديدة ومتعددة الأوجه التي تواجهها».

وجاء بالبيان أن تركيا تنفذ عمليات ضد الإرهاب على أساس حق الدفاع عن النفس، وتستهدف بالكامل العناصر الإرهابية والقدرات التي تستخدمها في أنشطتها الإرهابية، ومن غير الممكن فهم إصرار الولايات المتحدة على تشويه الحقائق بادعاءات غير متناسقة، رغم أننا باعتبارنا دولة حليفة نعرف جيداً نطاق النضال المشروع والمبرر الذي تخوضه الولايات المتحدة ضد جميع أشكال الإرهاب.

مظاهرات في بيرون في الذكرى 109 لأحداث 1915 (أ.ف.ب)

وأكد أن ما جاء في تقرير الخارجية الأميركية يظهر بوضوح أنه أُعد بدوافع سياسية وبعيد كل البعد عن الحياد والموضوعية، مضيفاً: «نجدد دعواتنا لواشنطن إلى إنهاء شراكاتها مع التنظيمات الإرهابية (في إشارة ضمنية إلى دعمها «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا بدعوى التعاون معها في الحرب على «داعش»)، وترك ازدواجية المعايير بشأن حقوق الإنسان».

من المقرر أن يزور إردوغان، واشنطن، في 9 مايو (أيار) المقبل، في أول زيارة رسمية لأميركا في عهد بايدن. وسبقت الزيارة سلسلة من الاجتماعات للإعداد لها، بدأت باجتماع الآلية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين في واشنطن 13 مارس (آذار) الماضي برئاسة وزيري خارجية البلدين.

وأعقبت ذلك زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإدارية، جون باس، لأنقرة، منذ أسبوعين، للتحضير للزيارة، ثم عقدت مشاورات تركية أميركية في أنقرة حول مكافحة الإرهاب.


واشنطن تؤكد إرسال صواريخ «أتاكمس» بعيدة المدى سراً لأوكرانيا الشهر الماضي

«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)
«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)
TT

واشنطن تؤكد إرسال صواريخ «أتاكمس» بعيدة المدى سراً لأوكرانيا الشهر الماضي

«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)
«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)

أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة أرسلت إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى تعرف باسم «إيه تي إيه سب إم إس» (أتاكمس)، شرط استخدامها «داخل أراضيها»، وأن تلك الصواريخ قد وصلت سراً بالفعل هذا الشهر. وأعلنت أنها أرسلت الصواريخ إلى أوكرانيا «خلال الشهر الحالي»، قبل إقرار الكونغرس الأميركي حزمة مساعدات جديدة لكييف، الثلاثاء.

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن هذه الشحنة أُرسلت «بناء على طلب مباشر من الرئيس» جو بايدن في فبراير (شباط)، مضيفاً أن الصواريخ التي كانت جزءاً من أحدث حزمة مساعدات أُرسلت إلى كييف في 12 مارس (آذار) «وصلت إلى أوكرانيا خلال الشهر الحالي». وقال المتحدث إنه لم يتم الإعلان عن إدراج الصواريخ في حزمة مارس حينها «بهدف الحفاظ على الأمن التشغيلي لأوكرانيا بناء على طلبها».

المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر (أ.ب)

وردّ الكرملين، الخميس، قائلاً إن تسليم أوكرانيا صواريخ أميركية من نوع «أتاكمس» لن يغيّر شيئاً في النزاع القائم. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال لقاء مع صحافيين، إن «الولايات المتحدة منخرطة مباشرة في هذا النزاع، وسلكت مسلكاً يهدف إلى إطالة مدى أنظمة الأسلحة». غير أن ذلك «لن يغيّر مآل العملية العسكرية الخاصة»، وهو تعبير تستخدمه موسكو للإحالة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من سنتين.

ووقّع بايدن، الأربعاء، على خطة أميركية ضخمة لتقديم مساعدة عسكرية واقتصادية لأوكرانيا، معلناً أنّ الدفعة الأولى من المعدات العسكرية ستغادر إلى كييف «في الساعات المقبلة»، وستبلغ قيمتها مليار دولار.

كييف طلبت إخفاء تسلّمها

وجاء تأكيد باتيل بعد تقارير إعلامية، تحدثت عن استخدام أوكرانيا الأسبوع الماضي لهذه الصواريخ، في قصف مطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم، وتجمعات للقوات الروسية في منطقة محتلة أخرى قبل يومين.

ويتمتع نظام «أتاكمس» الجديد بمدى إطلاق أكبر، يصل إلى 300 كيلومتر، يتجاوز نسخة سابقة يصل مداها إلى 165 كيلومتراً تسلمتها أوكرانيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكانت جزءاً من حزمة مساعدات أرسلت لأوكرانيا في مارس، وليست من ضمن الحزمة التي وافق عليها الكونغرس، ووقّعها بايدن يوم الأربعاء.

وقال باتيل: «لم نعلن ذلك في البداية من أجل الحفاظ على أمن العمليات في أوكرانيا بناء على طلبهم». وأضاف باتيل أن الرئيس بايدن وجّه فريق الأمن القومي التابع له بإرسال أنظمة «أتاكمس»، مع تحديد استخدامها داخل الأراضي ذات السيادة الأوكرانية.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، بعد ساعات من توقيع بايدن على حزمة المساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، إن «عدداً كبيراً» من الصواريخ أرسل إلى أوكرانيا، مضيفاً: «سنرسل المزيد». وقال إن أوكرانيا ملتزمة باستخدام هذه الصواريخ داخل أراضيها فقط، وليس في روسيا.

ويقرّ مسؤولون في الولايات المتحدة بأن المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ليست «عصا سحرية» تحلّ كلّ المشكلات على الجبهة، وبأن تحقيق تقدم ليس سهلاً، خصوصاً بسبب النقص في عدد الجيش الأوكراني. وقال البيت الأبيض، الأربعاء، إن روسيا قد تحقق مزيداً من المكاسب ضد القوات الأوكرانية في المستقبل القريب. وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان: «من المحتمل بالتأكيد أن تتمكن روسيا من تحقيق مكاسب تكتيكية إضافية في الأسابيع المقبلة»، وهو ما يشير إلى حراجة موقفها الميداني، حيث تواصل روسيا تقدمها في ساحة المعركة في منطقة دونيتسك الشرقية.

إيران وبيونغ يانغ غيّرتا الموقف

رفضت إدارة بايدن إرسال تلك الصواريخ سابقاً بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زيادة تصعيد الصراع مع روسيا. غير أن كثيراً من الخبراء أكدوا أن هذا الأمر لم يعد يشكل عائقاً رئيسياً أمام الجيش الأوكراني، مع إنتاج كييف طائراتها من دون طيار طويلة المدى، وصواريخها بكميات متزايدة. ووفقاً لتقارير إخبارية، نقلاً عن مسؤولين لم تحدد هويتهم، فإن استخدام روسيا للصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي زوّدتها بها كوريا الشمالية ضد أوكرانيا في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين، أدى إلى تغيير موقف إدارة بايدن. وأضاف هؤلاء أن استمرار روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا كان أحد العوامل أيضاً.

حزمة بقيمة مليار دولار

مهّد مشروع قانون المساعدات العسكرية، الذي وقّعه بايدن، الطريق أمام البنتاغون للإعلان عن حزمة مساعدات تشمل المدفعية وذخائر الدفاع الجوي التي تشتد الحاجة إليها. وبعد وقت قصير من كلمة بايدن التي أعلن فيها عن إرسال الأسلحة «خلال ساعات»، نشرت وزارة الدفاع تفاصيل حزمة مساعدات أمنية بقيمة مليار دولار لأوكرانيا، تشمل من بين أمور أخرى صواريخ «ريم 7» و«إيه آي إم 9 إم»، وصواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، وصواريخ تُطلق بأنبوب، أو تُتبع بصرياً، أو الموجهة سلكياً، وصواريخ «تاو» المضادة للدروع، وذخيرة لنظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة، وقذائف مدفعية عيار 155 مليمتراً و105 مليمترات، ومجموعة متنوعة من المركبات القتالية.

صورة أخيرة للرئيس بايدن في «يوم الأرض» (أ.ب)

وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، قال الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في مؤتمر عقد في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن البنتاغون كان يستعد لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا مع تقدم مشروع القانون في الكونغرس. وقال: «لقد تقدمنا ​​بالفعل إلى الأمام في كثير من المجالات. لذلك نحن نعلن ذلك، وسنرسل تلك القدرات إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن». وأضاف براون: «ما نقوم به في وزارة الدفاع هو خطة، ونحن نخطط كثيراً، نحن في وضع جيد مع هذه السلطات لتزويد أوكرانيا بالذخائر بسرعة». وشدّد براون على أهمية ضمان حصول أوكرانيا على المساعدة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي. وقال: «فكروا فيما تمكنت أوكرانيا من فعله عندما تم تزويدها بالموارد... في وقت مبكر من الصراع، تمكنوا من استعادة 50 في المائة من الأراضي التي فقدوها بعد الغزو الروسي الأولي ضد قوة أكثر قدرة». وأضاف أن نجاح أوكرانيا أمر بالغ الأهمية للاستقرار العالمي. وقال: «ما يحدث في جزء واحد من العالم لا يبقى في جزء واحد من العالم. لقد رأينا ذلك عبر التاريخ، وأعتقد أن ما نقوم به بشكل جماعي لدعم أوكرانيا مهم».

تجديد مخزونات البنتاغون

تجاوز طلب أوكرانيا واستخدامها بعض الأسلحة، مثل قذائف المدفعية عيار 155 مليمتراً في مدافع الهاوتزر، الإنتاج الأميركي، ما أدى إلى انخفاض مخزونات الجيش الأميركي. وقال الجنرال جيمس مينغوس، نائب رئيس أركان الجيش، في مؤتمر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه بعد إقرار حزمة المساعدات ستكون الولايات المتحدة قادرة على زيادة إنتاج القذائف، من 30 ألفاً شهرياً الآن، إلى 100 ألف بحلول الصيف المقبل. وأضاف أن أوكرانيا استخدمت أكثر من مليوني قذيفة خلال الحرب التي استمرت 26 شهراً، أي بمعدل أكثر من 75 ألف قذيفة شهرياً. وقال مينغوس: «لقد ارتفعنا إلى مستوى يتناسب مع الحاجة».

وأشارت تقديرات وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى أن روسيا تنتج أسلحة وذخيرة بمعدل يفوق حاجتها للحرب الدائرة في أوكرانيا. وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه آر دي)، قال بيستوريوس، الأربعاء، إنه في ظل زيادة الإنفاق على الأسلحة وتحويل الاقتصاد الروسي لوضع الحرب، لوحظ أن «جزءاً كبيراً أو جزءاً مما يتم إنتاجه حديثاً، لم يعد يذهب إلى الجبهة، بل يتم إرساله إلى المستودعات».

المستشار الألماني أولاف شولتس دعا الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دعم أوكرانيا هذا العام (أ.ف.ب)

وفي الوقت نفسه، حذّر الوزير، الذي ينتمي لحزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، من استمرار التطلعات العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف بيستوريوس: «يمكن للمرء أن يكون ساذجاً، وأن يقول إن بوتين لا يفعل هذا إلا من باب التحوط. لكني كشخص متشكك، أود أن أقول في هذه الحالة إنه يخطط لشيء ما، أو أن لديه شيئاً ما».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يشارك تقييمات دول البلطيق، التي تشير إلى أن روسيا قد تكون جاهزة لشنّ هجوم على مناطق حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال سنوات قليلة، قال بيستوريوس، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، إن هذه المسألة تعدّ في نهاية المطاف من قبيل التخمين. وأردف بالقول: «ما يقوله الخبراء العسكريون وخبراء التسليح هو أن روسيا تقوم حالياً بتعزيز ترسانتها»، مشيراً إلى أنه في حال حدوث تصعيد، سيؤثر ذلك على الناتو بشكل عام، وليس ألمانيا وحدها.

وأكد بيستوريوس: «يتعين علينا أن نكون قادرين على الدفاع، ومؤهلين للحرب، حتى نتمكن من خوض الحرب التي ستُفْرَض علينا في تلك الحالة. ولهذا السبب، نعمل بجدّ ونبذل قصارى جهدنا لتجهيز القوات المسلحة بشكل مناسب في أوروبا وداخل الناتو».


بوتين: روسيا ستواجه قريباً «نقصاً في الكوادر»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين: روسيا ستواجه قريباً «نقصاً في الكوادر»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بأن بلاده ستواجه «نقصاً في الكوادر» في السنوات المقبلة، بعد مغادرة مئات الآلاف من الروس إلى الخارج منذ بدء النزاع في أوكرانيا مطلع عام 2022.

وقال بوتين، في كلمة ألقاها أمام ممثلين عن قطاع الأعمال، «وفقاً للخبراء، ستشهد روسيا نقصاً في الكوادر والكفاءات في السنوات المقبلة».

وتابع: «بالتأكيد لا يمكن سد هذا العجز آلياً، عن طريق (...) استقدام العمالة ذات المهارات المنخفضة من الخارج».

وأكد الرئيس الروسي أن جذب المهاجرين، وهي الطريقة التي تلجأ إليها موسكو عادة للتعويض عن نقص العمال، «لن يحل المشكلة».

وحث الصناعيين الروس وأعضاء الحكومة قائلاً «نحن بحاجة إلى مقاربات أخرى»، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

ولم يذكر فلاديمير بوتين القطاعات المتضررة، لكن تصريحاته جاءت في وقت تواجه فيه روسيا نقصاً كبيراً في العمالة يطول أيضاً الوظائف ذات المهارات المنخفضة، بعد رحيل مئات الآلاف من الروس إلى الخارج أو تجنيدهم منذ فبراير (شباط) 2022. في مواجهة هذه المشكلة، حددت الحكومة أهدافاً لوضع برامج تدريب في المدارس والجامعات بهدف سد هذه الفجوات بين السكان الروس.

والخميس، أكد الرئيس الروسي أيضاً أن الحكومة تعمل على تعديل ضرائب الدخل، وهو إصلاح يتوقع تنفيذه في بداية ولايته الخامسة في الكرملين.

ضريبة الدخل في روسيا تناهز تاريخياً 13 في المائة، لكنها أقرت شريحة ثانية في عام 2021 بنسبة 15 في المائة لذوي الدخل المرتفع، في خضم جائحة كوفيد.

وقال فلاديمير بوتين، الخميس، إن «تحديث النظام الضريبي يجب أن يضمن توزيعاً أكثر عدالة للعبء الضريبي»، مقدراً أن ذلك «سيحفّز» الاستثمارات في خضم إعادة تنظيم الاقتصاد الوطني.


رئيس وزراء إسبانيا يفكّر في تقديم استقالته بعد فتح تحقيق ضد زوجته

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
TT

رئيس وزراء إسبانيا يفكّر في تقديم استقالته بعد فتح تحقيق ضد زوجته

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)

في تطوّر سياسي مفاجئ وغير مسبوق، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مساء الاثنين، أنه يفكّر في الاستقالة من منصبه بعد أن بلغت الحملة المستعرة التي تشنّها عليه المعارضة اليمينية ذروتها، واتخاذ أحد القضاة قراراً بفتح إجراءات التحقيق في اتهامات حول ضلوع زوجته بيغونا غوميز في صفقة مساعدات قدمتها الحكومات لإنقاذ إحدى شركات الطيران الإسبانية.

وكان سانشيز قد اختلى بعائلته في مقرّ رئاسة الحكومة بقصر «مونكلوا» بعد جلسة عاصفة في البرلمان، ثم وجّه رسالة إلى المواطنين قال فيها إنه يفكّر جدّياً في الاستقالة بعد الهجوم غير المسبوق الذي تتعرض له زوجته منذ أسابيع، وإنه يحتاج بعض الوقت للتفكير قبل اتخاذ قراره النهائي، وإنه بحاجة ماسة للإجابة على السؤال التالي «هل يستأهل الأمر أن أستمر في منصبي أو أن أتنازل عن هذا الشرف؟».

ويؤكد المقربون من سانشيز أن خطوته هذه نابعة من موقف شخصي بحت لم يبحثه مع أي من معاونيه أو مستشاريه أو الدائرة الضيّقة التي تحيط به، وأن الرسالة فاجأت أوساط الحزب الاشتراكي الذي سارعت قياداته إلى إعلان تضامنها مع سانشيز ومطالبته بالبقاء في منصبه.

اتهامات زائفة؟

وكانت الاتهامات الموجهة إلى زوجة سانشيز قد صدرت عن منظمة يمينية متطرفة تدعى «الأيادي النظيفة»، دأبت منذ فترة على توجيه اتهامات ضد أحزاب يسارية يتبيّن لاحقاً أنها ملفّقة. وفي بيان صدر صباحاً، اعترف رئيس هذه المنظمة بأن الاتهامات قد تكون استندت إلى معلومات صحافية مزّيفة، لكن القرار حول صحتها يعود للقضاء.

ويأتي هذا التطور في ذروة احتدام الصدام السياسي الحاد بين الحكومة والمعارضة التي يقودها الحزب الشعبي المحافظ وحزب «فوكس» اليميني المتطرف، خاصة بعد أن فشل الأول في تشكيل حكومة إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة، وتمكن سانشيز من جمع الغالبية البرلمانية اللازمة لتشكيلها بالتحالف مع القوى والأحزاب اليسارية والانفصالية.

ويقول مساعدو سانشيز إن الحملة التي استهدفت زوجته شارك فيها كل أطياف المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة، سياسياً وإعلامياً واجتماعياً، قد تركت أثراً عميقاً على قدرته الموصوفة على المقاومة في الظروف الصعبة. ومن المقرر أن يعلن سانشيز، يوم الاثنين المقبل، قراره النهائي حول ما إذا كان سيستمر في منصبه أو يستقيل من رئاسة الحكومة، أو أن يدعو إلى إجراء انتخابات مسبقة.

وفور نشر رسالة سانشيز على مواقع التواصل الاجتماعي، تداعت قيادات الحزب الاشتراكي إلى تنظيم مسيرة شعبية حاشدة تأييداً له ورفضاً لما وصفته بالوسائل «الترمبية» – نسبة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب – التي تعتمدها القوى اليمينية في العمل السياسي.

حملة شعواء

ومنذ وصوله إلى الحكم للمرة الأولى في عام 2018، يتعرّض سانشيز لحملة شعواء من الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة لتحالفه مع القوى اليسارية والأحزاب الانفصالية لتأمين الدعم البرلماني اللازم لتأليف حكوماته. وهو دعا دائماً إلى مواجهة الأساليب التي تنهجها القوى اليمينية المتطرفة لتحقيق أهدافها السياسية، إذ تلجأ إلى الخطاب التحريضي والتشهيري وترويج المعلومات المزيّفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التابعة لها.

ويلاحظ بعض المعلقين أن الحملة اليمينية ضد سانشيز قد تصاعدت بشكل حاد ومركّز في الأسابيع الماضية، واستهدفت زوجته، بالتزامن مع إعلانه العزم على الاعتراف قريباً بالدولة الفلسطينية.

وكانت الأوساط اليمينة المتشددة التي يقودها في الظل رئيس الوزراء الأسبق خوسيه ماريا آزنار، والحزب اليميني المتطرف «فوكس»، قد حملت بقوة على هذا الموقف الذي قال سانشيز إن حكومته باتت جاهزة لاتخاذه.


تغريم ممثلة روسية دعت للسلام مع أوكرانيا بسبب استضافة حفلة «خليعة»

مذيعة البرامج والممثلة الروسية أناستازيا إيفليفا (أ.ب)
مذيعة البرامج والممثلة الروسية أناستازيا إيفليفا (أ.ب)
TT

تغريم ممثلة روسية دعت للسلام مع أوكرانيا بسبب استضافة حفلة «خليعة»

مذيعة البرامج والممثلة الروسية أناستازيا إيفليفا (أ.ب)
مذيعة البرامج والممثلة الروسية أناستازيا إيفليفا (أ.ب)

قضت محكمة روسية، اليوم الخميس، بتوقيع غرامة بقيمة 50 ألف روبل (560 دولاراً) على مذيعة برامج وممثلة، اكتسبت سمعة سيئة باستضافة حفلة خليعة، بدعوى أنها تنشر على حساباتها بوسائل التواصل الاجتماعي دعوة للسلام وانتقاد للجيش.

وأشعلت أناستازيا إيفليفا عاصفة من الاستياء بعدما نظمت حفلاً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي يشجع الضيوف على عدم ارتداء أي ملابس تقريباً، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

لم تحضر إيفليفا الجلسة، اليوم الخميس، حيث حكم عليها بالغرامة بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعود للأيام الأولى لحرب أوكرانيا تدعو فيها للسلام والتفاوض. المحكمة وجدتها مذنبة بمخالفة قانون يجرم انتقاد الجيش رغم أنه أقر بعد نشر هذه المنشورات بأيام.

أحد تلك المنشورات على منصة «إنستغرام»، المحجوبة في روسيا ولكن يمكن الوصول إليها بواسطة شبكات افتراضية، يظهر دائرة سوداء مكتوب بداخلها: «لا للحرب»، والمنشور الآخر يتضمن رسمة لحمامة تدعو السلطات للتوصل لحلول تؤدي لوقف قتل الناس.

وجذبت إيفليفا الانتباه بعدما نظمت حفلاً في نادٍ ليلي بموسكو وشجعت الضيوف على «عدم ارتداء أي ملابس تقريباً»، وتم تداول صور الحفل على نطاق واسع، مما دعا النواب المحافظين والمدونين إلى انتقادها بشدة، معتبرين أن هذه الصور غير لائقة، وحتى غير وطنية بالنسبة إلى بلد يخوض حرباً.

وظهر مغني راب يطلق على نفسه اسم «فاسيو» في الحفل لا يرتدي إلا جوارب بقدميه وجورب يغطي أعضاءه الحساسة، وصدر ضده حكم بقضاء 25 يوماً في الحبس، وتغريمه 220 ألف روبل (22 ألف دولار) لارتكابه «أعمالاً مخلة بالنظام ودعاية لمجتمع المثليين».

وأسقطت المحكمة، في يناير (كانون الثاني) دعوى اتهمت إيفليفا بتدمير الأخلاق وطالبت بتعويض 11 مليون روبل يدفع لصندوق دعم المحاربين في أوكرانيا.


ماكرون: أوروبا «مهددة بالموت» ولا بد من تعزيز دفاعاتها

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا (رويترز)
TT

ماكرون: أوروبا «مهددة بالموت» ولا بد من تعزيز دفاعاتها

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا (رويترز)

رسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، صورة مثيرة للقلق لأوروبا، مؤكداً أنها «مهددة بالموت»، و«مطوّقة»، وتواجه خطر «التراجع» في مواجهة منافسة القوى الكبرى الأخرى، داعياً إلى قوة دفع جديدة للمشروع الأوروبي بحلول عام 2030.

وقال ماكرون، في خطاب بشأن مستقبل أوروبا: «يجب أن نكون واضحين، اليوم، بشأن حقيقة أن أوروبا مهددة بالموت ويمكن أن تموت»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف، أمام 500 ضيف؛ من بينهم سفراء الدول الـ26 الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وطلاب وباحثون وأعضاء حكومته: «الأمر يعتمد فقط على خياراتنا، لكن هذه الاختيارات يجب أن نتخذها الآن»؛ لأنه «في أفق العقد المقبل (...) هناك خطر كبير يتمثل في إمكان أن نضعف، أو حتى نتراجع».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بشأن مستقبل أوروبا (رويترز)

وتحدَّث الرئيس الفرنسي عن أوروبا «المطوّقة» في مواجهة قوى إقليمية كبرى، وعدّ أن قيم «الديمقراطية الليبرالية» الأوروبية «تتعرض لانتقادات وتحديات متزايدة».

وحذّر من أن «الخطر هو أن تشهد أوروبا تراجعاً، وقد بدأنا بالفعل رؤية ذلك على الرغم من كل جهودنا»، داعياً إلى «أوروبا قوية» قادرة على «فرض احترامها» و«ضمان أمنها» واستعادة «استقلالها الاستراتيجي».

في سياق جيوسياسي تطغى عليه الحرب بأوكرانيا، دعا إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دفاعاته داخل حلف شمال الأطلسي «ناتو»، مشيراً بشكل عابر إلى إمكانية تجهيز التكتل بدرع مضادة للصواريخ.

وأكد أن «الشرط الذي لا غنى عنه» للأمن الأوروبي هو «ألا تنتصر روسيا في الحرب العدوانية بأوكرانيا».

وقال: «لقد تغيرت قواعد اللعبة» بسبب قوى مثل روسيا وإيران، معرباً عن أسفه لـ«الصحوة التي لا تزال ضعيفة جداً في مواجهة إعادة التسلح الواسعة في العالم».

وأعلن الرئيس الفرنسي، في هذا الصدد، أنه سيدعو الأوروبيين إلى بناء «مفهوم استراتيجي» لـ«دفاع أوروبي»، كما دعا أوروبا إلى تعزيز صناعاتها الدفاعية والحصول على «قرض أوروبي» للاستثمار في التسلح.

ودافع إيمانويل ماكرون أيضاً عن «إعطاء الأولوية للمُورّدين الأوروبيين في شراء المُعدات العسكرية».

وتفاعلاً مع خطاب ماكرون، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، عبر منصة «إكس»: «تريد فرنسا وألمانيا معاً أن تظل أوروبا قوية. خطابك يحتوي على أفكار جيدة حول كيفية تحقيق ذلك. معاً ندفع أوروبا إلى الأمام: سياسياً واقتصادياً».

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، كانت العلاقة بين شولتس وماكرون تميل إلى الفتور منذ بداية فترة ولاية شولتس مستشاراً لألمانيا، غير أن الأخير حاول التصدي لهذا الانطباع في مارس (آذار) الماضي، عندما قال: «إيمانويل ماكرون وأنا، لدينا علاقة شخصية جيدة جداً، وأودُّ أن أصفها بأنها ودية تماماً».


الرئيس الفرنسي يدفع باتجاه بناء الدفاع الأوروبي

إيمانويل ماكرون يلقي خطابه في جامعة السوربون الخميس 25 أبريل (أ.ب)
إيمانويل ماكرون يلقي خطابه في جامعة السوربون الخميس 25 أبريل (أ.ب)
TT

الرئيس الفرنسي يدفع باتجاه بناء الدفاع الأوروبي

إيمانويل ماكرون يلقي خطابه في جامعة السوربون الخميس 25 أبريل (أ.ب)
إيمانويل ماكرون يلقي خطابه في جامعة السوربون الخميس 25 أبريل (أ.ب)

يريد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يكون الصوت الداعي لتحويل الاتحاد الأوروبي من مجموعة اقتصادية وتجارية كبرى في العالم، إلى قطب له قدراته الدفاعية والعسكرية، ويكون قادراً على إسماع صوته، وفرض احترام مصالحه في عالم متغير، وخطر.

والطريق إلى ذلك، وفق ماكرون، تمرّ من خلال «بناء دفاع أوروبي يتحلى بالمصداقية»، بحيث تكون القارة القديمة قادرة على الدفاع عن مصالحها، وليست مرتهنة للإرادة الأميركية. ولا شك أن الانتخابات الأميركية المقبلة، واحتمال أن يعود الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، تضغط على الأوروبيين، خصوصاً أن الأخير له مواقف متذبذبة إزاء الحلف الأطلسي، ولا يخفي استهزاءه بالاتحاد الذي يأخذ على أعضائه اتّكالهم على الولايات المتحدة في الدفاع عنهم بمواجهة روسيا، وامتناعهم عن الإيفاء بالتزاماتهم المالية إزاء الحلف. ولأن الحرب عادت إلى أوروبا، وهي متواصلة منذ بدء «العملية العسكرية الخاصة» الروسية ضد أوكرانيا، فإن الأوروبيين بدأوا باستشعار الحاجة لتطوير قدراتهم العسكرية الخاصة، رغم تمسكهم بالمظلة الأميركية - الأطلسية.

دعوة متكررة

إن دعوة إيمانويل ماكرون إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية لا تحمل جديداً. فخطابه الخميس في جامعة السوربون التاريخية يُذكّرنا بخطاب ألقاه في المكان نفسه، في العام 2017، بعد أشهر قليلة على وصوله إلى قصر الإليزيه.

الرئيس الفرنسي حث على الذهاب إلى استراتيجية دفاعية أوروبية مشتركة (رويترز)

ولكن ما بين الخطابين فروق في الرؤية: ماكرون 2017 كان يدعو إلى «الاستقلالية الاستراتيجية» لأوروبا، التي فُهمت على أنها تخلٍّ عن الحلف الأطلسي، الأمر الذي أغاظ العديد من الدول الأوروبية، كألمانيا وبولندا وهولندا ودول البلطيق، وغالبية الدول المنضمة حديثاً إلى الحلف الأطلسي بعد انهيار حلف وارسو، وتبعه الاتحاد السوفياتي. ونقطة ارتكازها أنها ليست مستعدة للاستعاضة عن حلف موجود منذ 49 عاماً، وضمن لها السلام والأمن، بدفاع أوروبي غير موجود حقيقة.

وقد فهم ماكرون أن عليه أن يُعدّل طروحاته، وهو ما فعله شيئاً فشيئاً. وحُجّته كانت أن الاستقلالية الاستراتيجية لا تعني الانفصال عن الحلف الأطلسي، بل قيام قوة أوروبية إلى جانب الحلف الأطلسي، وليس بديلاً عنه. وجاء في خطابه ظهر الخميس: «نحن بحاجة إلى بناء مفهوم استراتيجي لدفاع أوروبي ذي مصداقية»، مضيفاً أنّه «يتعين على أوروبا أن تكون قادرة على الدفاع عما تعتبره عزيزاً عليها مع حلفائها، إذا كانوا جاهزين للقيام بذلك إلى جانبنا، ووحدنا، إن كان ذلك ضرورياً».

حُجّة الرئيس الفرنسي الأولى عنوانها «العدوانية الروسية»، التي يرى فيها المحرّك الأول القادر على دفع الأوروبيين للتحرك. وقال: «عندما نرى أن جارنا (روسيا) قد أصبح عدوانياً، وأنه يمتلك قدرات باليستية، وقد عمد إلى تطويرها في السنوات الأخيرة، كما أنه يمتلك السلاح النووي، وقد أبان عن قدراته (في هذا المجال)، نرى عندها أنه يتعين علينا أن نذهب إلى بناء مفهوم استراتيجي أوروبي خاص بنا يتمتع بالمصداقية».

لذا، فإن الرئيس الفرنسي كشف أنه سيعمد في الأشهر القادمة إلى «دعوة شركائنا إلى إطلاق مبادرة دفاعية أوروبية يجب أن تُجسّد بداية مفهوم استراتيجي». ولأن أمراً كهذا لا يمكن تصوره من غير المكون النووي، ولأن فرنسا هي وحدها «بعد بريكست» من بين دول الاتحاد الأوروبي التي تمتلك السلاح النووي، فإن ماكرون يشدد على أن قدرة الردع النووي الفرنسية «ستشكل عنصراً لا يمكن الالتفاف عليه في بناء الدفاع عن القارة الأوروبية»، أي بمعزل عن الردع النووي الأطلسي ثلاثي الأطراف: «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا».

المظلة النووية الأوروبية

وخلاصة الرئيس الفرنسي أن توافر هذه القدرات الدفاعية ذات المصداقية من شأنها أن «تمكننا من توفير الضمانات الأمنية التي ينتظرها شركاؤنا في كافة أرجاء أوروبا، والتي سيكون الإطار الأمني المشترك الضامن لأمن الجميع».

المفوض الأوروبي تييري بروتون المسؤول عن الأسواق الداخلية الأوروبية مستمعا لخطاب ماكرون (إ.ب.أ)

وفق التصور الرئاسي، فإنه سيكون لباريس دور ريادي في بناء الدفاع الأوروبي، لأنها الوحيدة المتمتعة بالقدرات النووية. بيد أن طرحاً كهذا يثير عشرات الأسئلة. والسؤال الأهم يتناول استعداد باريس لمشاركة الأوروبيين في قرار اللجوء إلى السلاح النووي من عدمه. كذلك، ليس مؤكداً أن كل الدول الأوروبية ستكون مستعدة في السير وراء فرنسا، وتسليمها قيادة الدفاع الأوروبي. ولن يكون من المستغرب في حال قبلت طرح باريس أن تكشف عن شروطها، علماً بأن الدول التي تحفّظت على «الاستراتيجية الدفاعية الفرنسية» قد أصبحت جاهزة اليوم للتخلي عن المظلة النووية الأوروبية.

ما يطرحه ماكرون لن يتحقق في شهور، أو سنوات قليلة، لأنه، كما تقول مصادر فرنسية، «يتطلب تغيراً جذرياً في الذهنيات» داخل فرنسا، وخارجها. من هنا، أهمية متابعة ردود الفعل التي لن تتأخر؛ من اليمين الفرنسي المعروف برفضه تقاسم قوة الردع الفرنسية مع آخرين وإن كانوا شركاء باريس في الاتحاد الأوروبي. كذلك، يتعين النظر لردود فعل العواصم الأوروبية الرئيسية، كبرلين وروما ووارسو ومدريد.

قوة تدخل سريع

وبانتظار أن تتبلور المواقف، فإن ماكرون يقترح «قوة تدخل سريع مشكلة من خمسة آلاف رجل، بحلول العام 2025، تكون قادرة على الانتشار في المحيط الأوروبي المعادي خلال وقت قصير، وتكون مهمتها بشكل خاص أن تهب لمساعدة مواطنينا».

بيد أن ماكرون لم يوضح الفضاء الجغرافي الذي يعنيه، والذي سيكون بطبيعة الحال الشرق الأوسط وأفريقيا. ويريد الرئيس الفرنسي كذلك أن يهتم الأوروبيون، إلى جانب قدراتهم الدفاعية، بأمنهم السيبراني الذي قفز، في الأشهر الأخيرة، إلى مقدمة الاهتمامات الأوروبية، وذلك على خلفية التهديد الذي باتت تشكله روسيا والصين وفق تأكيدات عدة عواصم أوروبية.

واقتراح قوة الانتشار السريع ليس جديداً، بل طرح منذ عدة أعوام. بيد أن السير به ما زال يعاني صعوبات جمة حول تشكيلها، وتمركزها، وقيادتها، إضافة إلى غيرها من التساؤلات السياسية، واللوجيستية.

لم ينس ماكرون حرب أوكرانيا، وربطها بالصناعات الدفاعية الأوروبية، والحاجة لتطويرها في إطار جهد بعيد المدى، مع التركيز على «إعطاء الأولوية للموردين الأوروبيين في شراء المعدات العسكرية»، إن كانت الخاصة بجيوشهم، أو لإيصالها إلى القوات الأوكرانية. وتساءل الرئيس الفرنسي: «كيف سننجح في بناء سيادتنا واكتفائنا الذاتي إن لم نعمل على تطوير الصناعات الدفاعية الأوروبية؟ ولذا، علينا تبني مبدأ الأفضلية الأوروبية، وإطلاق برامج تسلح أوروبية، وتبنّي مبدأ أن يلعب بنك الاستثمار الأوروبي دوراً أكبر لجهة توفير التمويلات الإضافية (لهذه الصناعة)». وهذا الدور يبدو أكثر إلحاحاً وفق رؤية الرئيس الفرنسي، خصوصاً أن أوروبا «ليست مسلحة ضد المخاطر التي نواجهها» في عالم «تغيرت فيه قواعد اللعبة».


لوكاشينكو: تهديدات داخلية وخارجية لروسيا البيضاء وراء «الردع النووي»

ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء (د.ب.أ)
ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء (د.ب.أ)
TT

لوكاشينكو: تهديدات داخلية وخارجية لروسيا البيضاء وراء «الردع النووي»

ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء (د.ب.أ)
ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء (د.ب.أ)

قال ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء اليوم (الخميس)، إن بلاده تواجه تهديدات خطيرة داخلياً وخارجياً تطلبت تغيير موقفها الأمني ​​والسماح لروسيا بنشر عشرات من الأسلحة النووية التكتيكية على أراضيها.

وبحسب «رويترز»، أضاف لوكاشينكو، دون تقديم دليل، أن المعارضة في روسيا البيضاء خططت للاستيلاء على منطقة في غرب البلاد، وطلبت الدعم من قوات حلف شمال الأطلسي، وهو ما نفته المعارضة ووصفته بأنه ادعاء مثير للسخرية.

وكثيراً ما تحدث لوكاشينكو، وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن مخاطر هجوم من حلف شمال الأطلسي أو أوكرانيا كسبب وراء التكامل العسكري الوثيق مع روسيا وإبقاء الأجهزة الدفاعية والأمنية لروسيا البيضاء في حالة تأهب قصوى مستمرة.

وجاءت التعليقات في اجتماع لمجلس الشعب في روسيا البيضاء، وهو كيان دستوري يتألف من نحو 1200 مندوب من المقرر أن يوافق على تعديل مفهوم الأمن القومي والعقيدة العسكرية في البلاد.

وسخرت المعارضة، التي يقبع قادتها جميعاً في السجون أو فروا إلى الخارج، من تصريحات لوكاشينكو حول رغبتها في الاستيلاء على جزء من غرب البلاد.


مقتل موظف إغاثة يعمل بوكالة بلجيكية في غزة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

مقتل موظف إغاثة يعمل بوكالة بلجيكية في غزة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

قالت وزيرة التنمية البلجيكية كارولين جينيز، اليوم (الخميس)، إن موظف إغاثة كان يشارك في جهود المساعدة التنموية البلجيكية قُتل في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

أضافت الوزيرة في بيان: «ببالغ الحزن والهلع، علمنا بوفاة زميلنا البلجيكي عبد الله نبهان (33 عاما) ونجله جمال البالغ من العمر سبع سنوات الليلة الماضية إثر قصف من الجيش الإسرائيلي في الجزء الشرقي من مدينة رفح».

وأشارت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب، اليوم، إلى أنها ستستدعي السفير الإسرائيلي لدى بلادها لتدين مقتل موظف وكالة التنمية البلجيكية (إنابل) في القطاع. وذكرت الوزيرة أنها ستطالب السفير بتقديم تفسير لهذا «الفعل غير المقبول»، مضيفة أن «قصف السكان والمناطق المدنية مخالف للقانون الدولي».

وكان نبهان، الذي لم يتم الكشف عن جنسيته، يعمل لدى وكالة «إنابل» في مساعدة الشركات الصغيرة. وقال البيان إن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا في القصف الذي طال مبنى كان يؤوي نحو 25 شخصا، بينهم نازحون من أجزاء أخرى من قطاع غزة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة لليوم الثاني بعد الـ200، مع استمرار الاستهدافات والغارات التي يشنها على مختلف مناطق القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفع إلى 34 ألفاً و305 قتلى، بينما زاد عدد المصابين إلى 77 ألفاً و293 مصاباً.


ماكرون يدعو إلى وضع استراتيجية دفاعية أوروبية «ذات مصداقية»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يدعو إلى وضع استراتيجية دفاعية أوروبية «ذات مصداقية»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الخميس)، الدول الأوروبية إلى صياغة استراتيجية دفاعية أوروبية «ذات مصداقية» في مواجهة «الصواريخ الروسية»، محذراً من المخاطر العسكرية والاقتصادية التي قد تجعل «أوروبا تموت» أو «تتراجع» أمام القوى العظمى الأخرى، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال ماكرون، في خطاب شامل حول أوروبا ألقاه في جامعة السوربون في باريس: «لقد تغيّرت قواعد اللعبة»، بسبب قوى مثل روسيا وإيران، معرباً عن أسفه لـ«الصحوة التي لا تزال ضعيفة للغاية في مواجهة إعادة التسلح الواسعة في العالم».

وفي مواجهة فكّ الارتباط الأميركي، دعا الرئيس الفرنسي إلى «أوروبا قوية قادرة على فرض احترامها وضمان أمنها واستعادة استقلالها الاستراتيجي».

وتابع: «يجب أن نكون واضحين اليوم بشأن حقيقة أن أوروبا مهددة بالموت، ويمكن أن تموت»، مضيفاً: «الأمر يعتمد فقط على خياراتنا، لكن هذه الاختيارات يجب أن نتخذها الآن»، لأنه «في أفق العقد المقبل (...) هناك خطر كبير يتمثل في إضعافنا أو حتى تراجعنا»، مشيراً أيضاً إلى التدهور الاقتصادي في أوروبا مقارنة بالصين والولايات المتحدة.

فيما يتعلق بالدفاع، قال ماكرون: «لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أهمية الدفاعات المضادة للصواريخ، وقدرات القصف في العمق (...) في مواجهة أعداء غير مقيدين. لذلك فإن ما نحتاج إلى العمل عليه هو النموذج الجديد في الدفاع».

وتابع: «يجب على أوروبا أن تعرف كيف تدافع عن ما يعزّ عليها مع حلفائها عندما يكونون مستعدين للقيام بذلك، وبمفردها إذا لزم الأمر. لهذا السبب، ربما نحتاج إلى درع مضاد للصواريخ؟».

في مواجهة روسيا، دعا الرئيس الفرنسي خصوصاً إلى بناء «القدرة أوروبية في مجال الأمن والدفاع السيبراني».

كما دافع إيمانويل ماكرون عن «إعطاء الأولوية للموردين الأوروبيين في شراء المعدات العسكرية»، وأيد فكرة الحصول على قرض أوروبي لتمويل هذا الجهد الدفاعي.