دول عربية تعلن عن جاهزية جيوشها للمشاركة في تمرين «رعد الشمال»

السفير المصري لـ«الشرق الأوسط»: المركبات المجنزرة تصل قريبًا للسعودية

جمال الشمايلة
جمال الشمايلة
TT
20

دول عربية تعلن عن جاهزية جيوشها للمشاركة في تمرين «رعد الشمال»

جمال الشمايلة
جمال الشمايلة

لمح سفراء دول عربية إلى أن مشاركتها في قوات «رعد الشمال» ستركز على القوات البريّة، مؤكدة جاهزية بلادها للحرب البرّية ومشاركتها في المراكز العسكرية بقوات برية، لرفع الجاهزية القتالية وتبادل المعلومات والتنسيق في ما بينها، حيث ستصل بعض المركبات للدول المشاركة إلى السعودية قريبا.
من ناحيته، قال جمال الشمايلة، سفير الأردن لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإطلاق تمرين (رعد الشمال)، تمثل إحدى أهم المبادرات الكثيرة التي أصبحت معروفة للعالم أجمع لحفظ أمن واستقرار المنطقة»، مشيرا إلى أن مبادراته كانت مبادرات مشحونة بالحق والشهامة والنخوة العربية الأصيلة.
وقال السفير الشمايلة «إن الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني سيكون دائما وأبدا إلى جانب السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، من خلال التشاور والتنسيق حول كل القضايا ذات الاهتمام المشترك». وأضاف أن بلاده دائما حريصة كل الحرص على الأمن العربي، خاصة في هذه الحقبة من الزمن التي تنتشر فيها الفوضى، بسبب ظاهرة الإرهاب، الأمر الذي يستدعي تكثيف الجهود العربية لاجتثاثها جذورها، موضحا أن مشاركة الأردن في التمرين العسكري الكبير «رعد الشمال» تأتي في إطار التضامن مع السعودية وبقية الدول الخليجية والعربية والإسلامية، والتي تستهدف توفير الأمن للمواطن العربي في أمن مجتمعه وفي روحه وفي أسرته وفي عرضه، مشيرا إلى أن الحالة العربية العامة أصبحت حالة لا تسرّ، ولهذا فإنه لا بد من التعاون العربي الصادق.
وفي الإطار ذاته، قال عبد الحافظ إبراهيم، السفير السوداني لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن قيادة بلاده تتضامن مع القيادة السعودية، لتكون العون الصادق لها، في كل المراحل، لا سيما الظرف الحالي الذي وصفه بالملتهب والمتفجر»، مشيرا إلى أن مشاركة الخرطوم في التمرين العسكري «رعد الشمال» تنبع من قناعتها بأهمية العمل معا لبسط الأمن والسلام في المنطقة.
وأضاف عبد الحافظ أن «السودان مستعد كما هو دائما للاشتراك في تمرين (رعد الشمال) بقوة لأداء مهمته عن جدارة، وسيستمر التعاون الوثيق بين الرياض والخرطوم في دفع مسيرة العمل المشترك إلى الأمام ليؤتي أكله، أمنا وسلاما»، مشيرا إلى أن هناك آمالا كبيرة بأن تلعب هذه القوات دورا فاعلا لخدمة استقرار الأوضاع في المنطقة.
وأوضح السفير السوداني أن التنسيق بين القيادتين مستمر على الصعد كافة، معوّلا على مسيرة التعاون المشترك، في استعادة الأمن والطمأنينة لسوريا وللمنطقة العربية، مشيرا إلى أن العلاقة بين الخرطوم والرياض تجاوزت تبادل الاتفاقيات الشفهية إلى البيان بالعمل، واصفا هذه العلاقة بالاستراتيجية ذات الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأبدى السفير عبد الحافظ ثقته في أن يحقق التمرين العسكري «رعد الشمال» ما يصبو إليه الجميع في الدول الأعضاء من حيث استعادة الأمن والسلام في المنطقة العربية عامة، وتعزيز الأمن في بلاد الحرمين الشريفين بشكل أخص.
من جهة أخرى، أوضح ناصر حمدي، السفير المصري في الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة مصر في التمرين العسكري «رعد الشمال» جاءت في إطار التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، حيث سبق أن شاركت القاهرة مع الرياض في تمارين عسكرية مشابهة خلال الفترات الماضية.
وقال حمدي في اتصال هاتفي «إن عدد المشاركين من الجيش المصري يزيد على 350 شخصا، وسيكون التركيز على التمارين البرية، حيث ستصل إلى السعودية المركبات المجنزرة التي ستشارك في التمارين العسكرية».



تشديد حوثي على وسائل الإعلام للتعتيم على أثر الضربات الأميركية

مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)
مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)
TT
20

تشديد حوثي على وسائل الإعلام للتعتيم على أثر الضربات الأميركية

مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)
مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)

استدعت الجماعة الحوثية وسائل الإعلام المختلفة في مناطق سيطرتها لاجتماع وُصف بـ«الطارئ»، في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إطلاعهم على ما تُسمى مصفوفة موجهات إعلامية جديدة تتعلق بالتصعيد العسكري الحالي والضربات الأميركية، إلى جانب تعليمات أخرى متصلة بالترويج الإعلامي للمعسكرات الصيفية.

وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قادة الانقلاب المتحكمين بقطاع الإعلام ألزموا وسائل الإعلام بمدن سيطرتهم، بحضور اجتماع في صنعاء، خُصِص لمناقشة ما تُسمى «آليات التعاطي الإعلامي» مع الأحداث الجارية، بناءً على خُطط وبرامج أعدَّتها الجماعة سلفاً.

وأكدت المصادر شعور كبار قادة الانقلاب بعدم الرضا عن التغطية الإخبارية والمعلومات التي تداولتها ولا تزال وسائل الإعلام، أثناء وبعد تنفيذ الضربات الأميركية ضد التجمعات والأهداف العسكرية التابعة للجماعة في بعض المحافظات.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر في 15 مارس (آذار) ببدء حملة عسكرية ضد جماعة الحوثي، متوعداً باستخدام «قوة مميتة» و«القضاء الكامل» على قدراتهم، في إطار مسعى واشنطن لوقف تهديدات الجماعة للملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ولردع الهجمات المتكررة التي تستهدف إسرائيل.

من اجتماع حوثي بممثلي وسائل إعلام عقد في صنعاء (إعلام حوثي)
من اجتماع حوثي بممثلي وسائل إعلام عقد في صنعاء (إعلام حوثي)

وحاول الانقلابيون في الأيام الأخيرة خداع اليمنيين والرأي العام العالمي عبر توجيه وسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً غير الموالية غير مرة بنشر معلومات وأنباء تُشير إلى استهداف المدنيين والأعيان والبنى التحتية والمواقع الأثرية عقب كل غارة أميركية، وعدم نشر أي معلومات تخص استهداف مواقعهم العسكرية وأماكن تجمعاتهم ومخابئهم السرية.

تعليمات مشددة

وحسبما أفاد به لـ«الشرق الأوسط» 3 إعلاميين شاركوا في اجتماع حوثي بصنعاء، كان اللقاء الأخير الذي دعت إليه الجماعة بهدف فرض إجراءات مُشددة على ما تبقَّى من العمل الإعلامي بمناطق سيطرتها، تشمل الالتزام بتعليمات إعلامية جديدة تخدم أجندات الجماعة وتُبرر لها مواصلة التصعيد العسكري إقليمياً وداخلياً.

ونقل الإعلاميون بأن مسؤولين بقطاع الإعلام الحوثي نقلوا لهم انزعاج زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي حيال استمرار التغطية الإخبارية والمعلومات التي وصفها بـ«الحساسة» التي تبثها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية الخاضعة تحت سيطرتهم حول الضربات الأميركية ضد أهداف الجماعة.

جانب من لقاء حوثي سابق بعاملين في مؤسسات إعلامية بصنعاء (إعلام حوثي)
جانب من لقاء حوثي سابق بعاملين في مؤسسات إعلامية بصنعاء (إعلام حوثي)

وحضَّت الجماعة، خلال اجتماع ترأسه هاشم شرف الدين، المُعيَّن وزيراً للإعلام في الحكومة غير المعترف بها، وبحضور القيادي يحيى المُحطوري، المسؤول الإعلامي في مكتب زعيم الجماعة، جميع وسائل الإعلام، بما في ذلك غير الموالية، على الالتزام بالتعليمات الجديدة، بما يشمل دعم المعسكرات الصيفية إعلامياً، والترويج للأنشطة المصاحبة لها، إلى جانب حثّ أولياء الأمور والطلاب على التفاعل معها، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من المراهقين.

وطبقاً للمصادر، شكَّلت الجماعة لجاناً خاصة لمتابعة وسائل الإعلام المستهدفة، لمعرفة مدى التزامها بالتعليمات الجديدة، متوعدة المخالفين بأشد العقوبات التي تشمل الإغلاق والمصادرة والحظر وفرض الغرامات.

وحسب مصادر مطلعة، عقدت الجماعة الحوثية نحو 3 اجتماعات منفصلة في صنعاء خلال أقل من شهر مع وسائل إعلام مختلفة، بغية إلزام العاملين فيها بانتهاج خطاب إعلامي يلبي أجندة الجماعة الأمنية والطائفية.